المرجع: 132/2022
التاريخ: 16 أكتوبر 2022
التوقيت: 08:36 بتوقيت جرينتش
توفي مدني فلسطيني، فجر اليوم، متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها مساء أمس، مدخل بلدة قراوة بني حسان، غرب سلفيت، فيما لا يزال أربعة مصابين، بينهم فتى وطفل، قيد العلاج. تدلل هذه الجريمة وما سبقها من جرائم خلال الأيام الماضية على تساهل قوات الاحتلال في تعليمات إطلاق النار تجاه الفلسطينيين، بدعم كامل من أعلى المستويات العسكرية والسياسية في إسرائيل. ولا يكاد يمر يوم دون اقتراف جريمة قتل في مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، حيث قتل 10 مواطنين فلسطينيين، بينهم 4 أطفال، خلال أقل من 10 أيام.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 12:15 مساء يوم السبت الموافق 15/10/2022، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدخل بلدة قراوة بني حسان، غرب مدينة سلفيت، وحاولت مصادرة جرافة من على المدخل المذكور، بحجة عملها في المنطقة المصنفة “ج”. أثناء تحركها لمصادرة جرافة، حاول المواطنون الذين تواجدوا في أراضيهم في تلك المنطقة لقطف الزيتون، اعتراض عملية المصادرة، ورشقوا الحجارة تجاه آليات الاحتلال المتمركزة على المدخل. على الفور أطلقت تلك القوات الأعيرة النارية والمعدنية، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، تجاه المتظاهرين والمواطنين المتواجدين في أراضيهم. أسفر ذلك عن إصابة مواطنين، هما فتى وطفل، بعيارين ناريين في الأطراف السفلية، ونقلا إلى المركز الطبي القريب من مدخل البلدة. وإثر انتشار نبأ الإصابتين، تجمهر المواطنون على باب المركز الطبي، فيما وصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى المنطقة، وشرعت بأطلاق النار والأعيرة المعدنية وقنابل الصوت والغاز تجاه المواطنين المتجمهرين، على باب المركز، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مواطنين، منهم اثنان في حالة خطيرة، أحدهما فتى، والآخر هو المواطن مجاهد محمد أحمد داوود، 30 عاماً، من بلدة حارس، ويسكن بلدة قراوة بني حسان، وأصيب بعيار ناري في صدره، ونقل لمستشفى سلفيت لتلقي العلاج وأعلن عن وفاته فجر اليوم الأحد، متأثرًا بإصابته الخطيرة.
ووفق التحقيقات الميدانية لباحثة المركز، فإن مجاهد داوود، كان يعمل في مجال القصارة في منزل قرب المركز الطبي، عندما سمع صوت إطلاق النار والأحداث، فنزل للأسفل ليستطلع ما يجري، وبعد نزوله إلى الشارع وجراء إطلاق النار من أحد جنود الاحتلال التي كانت تتمركز على بعد حوالي 25 مترًا، من مكان وقوفه، أصيب بعيار ناري في صدره، وحول إلى المستشفى، ووصفت حالته بأنها خطيرة وبقي يتلقى العلاج إلى أن أعلن عن وفاته فجرًا.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل بشكل جدي في الوضع الفلسطيني. ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.