المرجع: 54/2016
التاريخ: 30 أكتوبر 2016
التوقيت: 12:44 بتوقيت جرينتش
أصيب فجر يوم أمس شخصان، بينهما أحد أفراد قوات الأمن الفلسطيني، خلال اشتباكات مسلحة وقعت بين قوات الأمن الفلسطينية ومسلحين في مخيم بلاطة، بنابلس. وتأتي هذه الاشتباكات استمراراً للأحداث التي يشهدها المخيم، منذ نحو عشرة أيام، حيث تدور اشتباكات بين الفينة والأخرى، أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، بمن فيهم أطفال. وتشهد مدينة نابلس منذ أكثر من شهرين حالة من الفلتان الأمني، حيث تدور اشتباكات بين الأجهزة الأمنية ومسلحين، أسفرت في مجملها عن مقتل 7 أشخاص، بينهم أربعة من أفراد الأمن.
ووفق متابعة المركز، ففي حوالي الساعة 1:00 فجر يوم أمس السبت الموافق 29 أكتوبر 2016، اقتحمت قوات الأمن الفلسطيني مخيم بلاطة، جنوب شرق نابلس، بغرض اعتقال مطلوبين لها. وخلال الاقتحام، اعتلى أفراد من الأمن أسطح المنازل، ودارت اشتباكات بينها وبين عدد من المسلحين، استمرت حتى الساعة 9:30 صباحاً، قبل أن تنسحب قوات الأمن من المخيم. وأسفرت تلك الاشتباكات عن إصابة مواطنين، أحدهما عسكري، بشظايا الرصاص. ونقل المصابان إلى مستشفى رفيديا الحكومي بنابلس، قبل أن يحول العسكري إلى مستشفى النجاح الطبي. والمصابان هما: 1) عبد الله بسام شريم، 28 عاماً، من سكان قلقيلية، وهو أحد أفراد الأمن، وأصيب بشظية أدت إلى فقدان عينه؛ 2) خالد حسن حشاش، 53 عاماً، وأصيب بشظية في الرأس.
سبق ذلك، إصابة مواطنين بينهما طفل خلال مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن بتاريخ 25 أكتوبر، حيث أغلق الشبان شارع القدس المتاخم لمخيم بلاطة بالإطارات والمتاريس، وألقوا الحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة و”الأكواع محلية الصنع” تجاه أفراد الأمن. وقد رد أفراد الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين لتفريقهم. أسفرت المواجهات عن إصابة اثنين من مخيم بلاطة، هما: 1) الطفل نظام تحسين أبو مصطفى، 13 عاماً، وأصيب بشظية في الصدر؛ و2) فادي فارس ثابت، 30 عاماً، وأصيب بشظية “كوع محلي الصنع” في ساقه. وقد نقل الاثنان الى مستشفى رفيديا بنابلس وخضعا للعلاج.
وكانت مواجهات مسلحة قد اندلعت بين قوات الأمن الفلسطيني ومسلحين في مخيم بلاطة، بتاريخ 21 أكتوبر، وأسفرت عن إصابة أربعة مواطنين، لدى قيام قوات الأمن باقتحام المخيم من أربعة محاور. وقد استمرت الاشتباكات بين الطرفين لمدة نحو ثلاث ساعات، أسفرت عن إصابة العشرات بحالات اختناق جراء الغاز المسيل للدموع، عدا عن إصابة أربعة آخرين بالرصاص الحي، وهم: 1) محمد رشيد حسن، 23 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الفخذ؛ 2) خليل محمد رياحي، 33 عاماً، عسكري، وأصيب بشظية في الصدر؛ 3) رامي سامي أبو عياش، 40 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الساق؛ و4) علي شادي الناطور، 40 عاماً، وأصيب بعيار ناري في الساق.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يعبر عن قلقه الشديد إزاء تدهور الأوضاع الأمنية ويحذر من خطورة الانزلاق الى مربع الفلتان الأمني. وإذ يؤكد المركز على ضرورة اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضبط الأمن وحظر حيازة أو استخدام السلاح، فإنه في الوقت ذاته يشدد على ضرورة التزام قوات الأمن بتعليمات إطلاق النار بما يحقق مبدأ التناسب، وحماية ممتلكات المواطنين، وتجنب الاستخدام المفرط للقوة، ومراعاة كافة معايير حقوق الإنسان في التعامل مع المطلوبين للعدالة.