المرجع: 68/2023
التاريخ: 19 يونيو 2023
التوقيت: 20:00 بتوقيت جرينتش
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان التصعيد المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في عمق المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث اقتحمت فجر اليوم مدينة جنين ومخيمها وقتلت خمسة مواطنين، بينهم ثلاثة مدنيين، أحدهم طفل، وأصابت 91 آخرين، غالبيتهم من المدنيين، بينهم 23 حالتهم خطرة.
ووفق المعلومات التي جمعها طاقم المركز، ففي حوالي الساعة 4:40 فجر اليوم الاثنين الموافق 19/6/2023، تسللت مجموعة من الوحدات الخاصة الإسرائيلية، التي يتشبه أفرادها بالمدنيين الفلسطينيين إلى مخيم جنين، مستخدمة مركبة مدنية من نوع باص مرسيدس بينز، تحمل لوحة تسجيل فلسطينية. تمركزت القوة في منطقة العمارات جنوب المخيم، وترجل الجنود من المركبة، وحاصروا منزل المواطن عمر عارف مطاحن البرمكي. وبعد لحظات، توغلت عدة آليات عسكرية من محاور المدينة، وساندت القوات الخاصة، واعتلى بعض أفرادها العديد من المنازل السكنية في محيط المنزل المحاصر، وحولوها إلى ثكنات لتمركز القناصة. واقتحم عدد من الجنود منزل البرمكي المكون من طابقين، واعتقلوا طفلاً منه. خلال عملية الاعتقال اندلعت اشتباكات بين أفراد من المقاومة وقوات الاحتلال.
وفي حوالي الساعة 6:00 صباحًا، وأثناء انسحاب قوات الاحتلال، وقع انفجار في طريق تلك القوات حيث ردت بإطلاق النار بكثافة على كل شيء يتحرك داخل المخيم وعلى أطرافه، ما أدى إلى إصابة 22 مواطنًا، بينهم طفل وفتاه بحال الخطر الشديد. وعند الساعة 8:30 صباحًا، أعلن عن مقتل اثنين من المدنيين أحدهما الطفل أحمد يوسف صقر، 15 عامًا، وأصيب بالقرب من مقبرة الشهداء المتاخمة للمخيم من الجهة الغربية، وخالد عزام عصاعصة، 21 عاماً، وأصيب بالقرب من عيادة الوكالة، خلال إلقائهما الحجارة على دوريات الاحتلال العالقة في المخيم. وفي أعقاب مقتلهما، زادت حدت الاشتباكات والمواجهات في المخيم. وتسبب إطلاق النار من قوات الاحتلال في انقطاع التيار الكهربائي عن مخيم جنين بالكامل وعن العديد من أحياء المدينة، إضافة إلى تضرر خط مياه رئيسي يغذي المنطقة.
وفي حوالي الساعة 9:00 صباحاً أطلقت طائرات الاحتلال عدة صواريخ تجاه منطقة شارع الجبل بجانب المسجد الأصفر بالصواريخ ، وهي أول عملية قصف من الطيران الإسرائيلي في الضفة الغربية منذ أكثر من 20 عامًا، ما أدى إلى تضرر المسجد وعدد من المنازل المجاورة. وفي حوالي الساعة 9:30 صباحًا، وصلت تعزيزات من قوات الاحتلال إلى محيط مستشفى ابن سينا التخصصي واستمرت الاشتباكات العنيفة حتى الساعة 3:30 مساءً. وأسفرت عمليات إطلاق النار من قوات الاحتلال عن مقتل ثلاثة مواطنين آخرين، أحدهما مدني، وهو المواطن أحمد خالد دراغمة، 20 عاماً، وأصيب بعيار ناري في صدره وهو طالب جامعي، والآخران من أفراد المقاومة وهما: قيس مجدي عادل جبارين، 21 عاماً، وقسام فيصل أبو سرية، 29 عاماً. كما ارتفعت حصيلة المصابين برصاص قوات الاحتلال خلال عملية الاقتحام إلى 91 مصابًا، بينهم امرأة وطفلة، وبين المصابين 23 وصفت حالتهم بأنها خطيرة. وقبل انسحابها اعتقلت تلك القوات مواطنين أحدهما طفل.
ونتيجة اقتحام قوات الاحتلال، أعلنت وزارة التربية والتعليم تأجيل امتحانات الثانوية العامة التي كانت مقررة في جنين خلال هذا اليوم إلى موعد آخر.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يحذر من تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية ويكرر دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ووقف ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، ويدعو على نحو خاص المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للعمل جديًّا في الوضع الفلسطيني.
ويجدد المركز مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة.