دولت عبدالله محمد الطناني، 58 عاما، سكان مخيم، شمال غزة.
تاريخ الإفادة: 26/6/2024
أسكن في منزل اخي ماهر عبدالله محمد الطناني، ومساحته 90 م2، مكون من ثلاثة طوابق، وكنت أسكن في الطابق الأرضي. توغلت قوات جيش الاحتلال مخيم جباليا في شهر مايو/أيار الماضي، وإثر ذلك غادر أخي وأسرته المنزل من شدة القصف الإسرائيلي العشوائي والعنيف على منطقة جباليا ونزحوا إلى منطقة أخرى، أما أنا فرفضت المغادرة وبقيت في المنزل لوحدي.
وحيث إنه يسكن بجوار منزلنا الملاصق قريبنا وجارنا جبر عطية الطناني، ٦٠ عاما وابنه محمد جبر عطية الطناني، ٢٢ عاما، فإنهما خلال التوغل جاءا وسكنا في منزلنا من أجل البقاء معي لأنني كنت لوحدي، حيث إنهما حضرا عندي في حوالي الساعة 10:00 صباح الثلاثاء 14/5/2024.
وبقينا طوال يوم الثلاثاء مع بعضنا في الغرفة نفسها، وكنا نسمع صوت القصف الإسرائيلي العنيف جدا في منطقتنا وأصوات الآليات والدبابات العسكرية قريب منا كثيرا. وفي مساء ذلك اليوم صليت العشاء وذهبت إلى النوم في الفراش وغفيت دقائق قليلة ونمت في الغرفة مع قريبي الاثنين. فجأة ونحن نيام، وتقريبا الساعة العاشرة مساءً، سمعت صوت جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي قاموا بتفجير حائط المنزل من جهة منزل جبر عطية الطناني ودخلت علينا كلاب بوليسية قام أحدها بالهجوم عليّ وأنا نائمة في فراشي وعض كتفي ويدي اليمنى من فوق وقام الكلب البوليسي بنهش وأكل لحم كتفي اليمنى حتى وصلت أنيابه إلى عظم كتفي ويدي ومزقها وأنا لا أستطيع مقاومة كلب جيش الاحتلال، وقام بسحبي من مكان نومي إلى خارج الغرفة التي كنت أتواجد فيها.
وكنت أصرخ بصوت عالي وأبكي وأسمع صوت جنود جيش الاحتلال في خارج الغرفة يضحكون ويستهزئون بي ويتحدثون بالعبرية ويضحكون على عض الكلب لي. وبعد ذلك وعندما شكل الكلب خطرا على حياتي وحاول قتلي، تدخل قريبي جبر عطية الطناني، وهو مصاب في قدمه اليمنى ومركب بلاتين داخلي قبل الحرب الحالية ومعه عكاز طبي، فقام بضرب الكلب بعكازه الطبي محاولا إبعاده عني وأنا اصرخ فقد كان الكلب شرسا جدا ومفترسا شعرت وكأنه سيقتلني.
وطلب قريبي جبر من ابنه محمد أن يمسك جسمي ويسحبه من فم الكلب وسحبني بعيدا عنه وحاول إغلاق باب الغرفة وصرخ لهم وقال نحن مدنيون أبرياء والحاجة دولت مصابة وتنزف وسوف تموت بدنا إسعاف أرجوكم أحضروا لنا إسعاف، ولكن لم يستجب لنا أحد. بعد ذلك أغلقنا باب الغرفة علينا، وبقيت أنزف دماء كثيرة وعظمي يؤلمني كثيرا لا أستطيع الحركة، وقام قريبي جبر وابنه بربط الجرح بمنديل رأسي، وحاولوا إيقاف النزيف وأنا أصرخ من شدة الوجع والألم الشديد وأبكي وأقول للجنود في الخارج أنقذوني أسعفوني وهم يضحكون علينا ويستهزئون وكان صوت القصف الاسرائيلي في مربعنا عنيفا جدا وأصوات المدافع والرشاشات في كل مكان.
بقينا هكذا حتى صباح اليوم التالي الأربعاء الساعة الثامنة صباحا حيث قام قريبي جبر وابنه محمد بحملي وإخراجي من المنزل بعدما نزفت كثيرا من الدماء. أخذوني في البداية إلى مستشفى اليمن السعيد وهناك ربطوا الجرح وقالوا لي أنت بحاجة إلى تدخل طبي سريع، كتفك مهشم ووضعك خطير ولا يوجد في المستشفى أي معدات جراحية، فذهبوا بي إلى مستشفى كمال عدوان وأيضا هناك لم نجد أطباء أو حتى أدوات طبية للعلاج ووجدنا أن المستشفى خرج عن الخدمة كليا. وبعد ذلك ذهبنا إلى مستشفى العودة من خلال سيارة إسعاف في ظل محاصرة الاحتلال للمستشفى وهناك قاموا بتسكين الجرح وتقديم إسعافات أولية لي، وقاموا بتثبيت يدي اليمنى من خلال جبيرة طبية متحركة بسبب وجود جرح كبير في كتفي. وبعد ذلك ذهبنا إلى منزل أحد الأقارب في منطقة بير النعجة غرب مخيم جباليا. بعد انتهاء العدوان الاخير على مخيم جباليا ذهبنا لتفقد منزلنا في مخيم جباليا فوجدنا أن قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت بقصف المنزل وتدميره بالكامل ولم يعد لنا مسكن نعيش فيه. وحالياً أنا نازحة برفقة أخي ماهر عبد الله الطناني وأسرته في منزل أحد أقاربي في منطقة الكرامة مشروع عامر ولا زلت أعاني حتى هذه اللحظة من آثار الهجوم الوحشي من كلاب جيش الاحتلال الإسرائيلي على كتفي وجسمي مباشرة، حيث إنني أشعر بألم شديد في كتفي ويدي ومعاناة نفسية كبيرة وسيئة.
ملاحظة: شاهد فيديو مسرب يوثق الهجوم على المسنة دولت، نشرته فضائية الجزيرة، حيث كانت كاميرا على ظهر الكلب الذي كان يهاجمها ويوثق الاعتداء.
نسخة تجريبية