أكتوبر 3, 2024
نهشتنا الكلاب واستشهد معتقل في حضني
مشاركة
نهشتنا الكلاب واستشهد معتقل في حضني

معطي الإفادة: موسى يوسف حسن منصور، 49 عامًا، سكان حي الشجاعية في غزة، متزوج ولديه 8 من الأبناء منهم 7 أولاد وبنت واحدة، منهم 3 متزوجين.

تاريخ الإفادة: 15/5/2024

منزلي يقع قرب المنطقة الحدودية وفي الحروب السابقة اعتدنا على إخلاء المنزل، وتعرضه للأضرار. منذ بداية أحداث 7/10/2023، جلسنا داخل المنزل ننتظر طبيعة الرد الإسرائيلي، وبعد أن اشتدت وتيرة القصف الإسرائيلي في منطقة سكني، توجهت بتاريخ 10/10/2023 أنا وعائلتي وأبنائي وعائلاتهم المكونة من 14 فرداً، بينهم 4 أطفال و3 سيدات، بينهن ابنة شقيقي، لمدرسة الفلاح بمنطقة عسقولة بحي الزيتون، وجلسنا داخل فصل دراسي مدة حوالي 35 يوماً.  تم استهداف المدرسة من الطيران الإسرائيلي بتاريخ 16/11/2023، ما أدى لاستشهاد حوالي 40 مواطناً، من بينهم ابني عدي منصور، 17 عاما، وأتذكر من بينهم 10 أشخاص من عائلة السحباني، و7 من عائلة سعد، وشخص من عائلة السرساوي. ودفنت جثة ابني في الساحة الخلفية للمباني داخل المدرسة وموجود جثمانه هناك حتى اللحظة، وقد تم تسجيله شهيداً داخل مستوصف الزيتون. بعد القصف حاولنا النزوح أنا وعدد كبير من العائلات التي كانت تتواجد داخل المدرسة ناحية المحافظات الجنوبية، ولكن قوات الاحتلال منعتنا من دخول الحاجز، فاضطررنا للعودة وتوجهت لمنزل أحد الأقارب في شارع السكة بحي الزيتون، وجلسنا 23 يوماً عندهم. ومن ثم اجتاحت قوات الاحتلال المنطقة عبر آلياتها العسكرية وطوقت المنطقة، واعتقلت عدداً كبير من الذكور، وأعطونا أوامر بالتوجه للجنوب. وبالفعل سرنا مسافة قليلة، وخلال سيرنا أطلق جنود الاحتلال النار تجاهنا ما أدى لإصابة السيدة فلسطين عدلي العراقي، 39 عاما، وهي متزوجة ولديها 5 أفراد، ودخلنا شوارع فرعية وأنا حملت السيدة فلسطين وتوجهت أنا وعائلتي ناحية مستشفى الشفاء، وقد فارقت السيدة فلسطين الحياة بعد 13 يوما، ودفنت داخل ساحة المستشفى. جلست داخل مجمع الشفاء الطبي حوالي 74 يوما، وقد كنت شاهدا أنا وعائلتي على الحصار الأول واجتياح قوات الاحتلال للمجمع. وكان الحصار الأول للمجمع في 11/11/2023 ، حيث إن جيبات بيضاء اللون كانت تقوم بالالتفاف حول المجمع كان داخلها قوات خاصة، كما قامت الطائرات المسيّرة للاحتلال بإطلاق النار بشكل كثيف، وفي حوالي الساعة 7:00 مساءً في حينه تفاجأنا بمحاصرة عدد كبير من الآليات والدبابات مصاحبة لها الطائرات المسيرة التي كانت تملأ السماء، وكان إطلاق النار كثيفاً جدا، والقذائف تطلق في كل مكان، وكنا داخل المبنى القديم للمستشفى، داخل قسم العظام في الطابق الثالث منه، وقمت بمنع عائلتي من الوقوف على النوافذ خوفا من إصابتهم من قبل القناصة، ومنعت الحركة بالكامل داخل المجمع. وقد استمرت عملية حصار المجمع 14 يوما، وبعدها انسحبت قوات الاحتلال من المنطقة. وقد بقي الوضع شبه هادئ حتى بداية الاجتياح الجديد الذي بدأ في حوالي الساعة 2:00 فجر يوم الاثنين الموافق 18/3/2024، وقد تم محاصرة المجمع من الخارج من قوات خاصة يرتدون زي مدني، اعتقلوا جميع من كان أمام المجمع ومن ساحة المجمع مع إطلاق النار بشكل كثيف، وبعدها بلحظات اجتاحت الآليات المجمع، وكان هناك جنود على الأرض يطلقون النار في كل مكان، وطائرات مسيرة تطلق النار بكل مكان، وقد خرجنا من الغرف وجلسنا داخل ممرات القسم الذي كنا نتواجد به. وبعد أن استقرت قوات الاحتلال داخل المجمع، قام الجنود بالنداء على الذكور من سن 15 عاماً وما فوق للخروج داخل ساحة المجمع، وكانوا يطلبون من كل 5 أشخاص التوجه نحو ممر حددوه، ويقوم جنود الاحتلال بتوجيه الليزر على الشخص الذين ينوون اعتقاله ويتوجه ناحية جرافة عند البوابة الشرقية للمجمع ويقف بجانبها، ومن لا يوجه ناحيته الليزر يتوجه ناحية دبابة في المكان المذكور سابقاً. وقد جاء دوري صباح اليوم نفسه، وقد وجه الليزر نحوي وتوجهت نحو الجرافة، وطلب الجنود مني خلع جميع ملابسي باستثناء البوكسر، وكان معي عدد كبير من المعتقلين. ومن كان يتوجه للدبابة كانوا يقوموا بترحيله لمنطقة أخرى سواء إلى المحافظات الجنوبية أو مناطق داخل مدينة غزة، وقد توجهوا بي وعدد آخر من المتعلقين ناحية مبني العيادات الخارجية الملاصق لمبني الإدارة من الناحية الشرقية، وأجلسوني داخل غرفة، وقاموا بربط يداي وقدماي بأربطة بلاستيكية، وأعطاني جنود الاحتلال الأفرهول الأبيض وارتديته قبل ربطي. وداخل الغرفة تم الاعتداء علي بالضرب بأعقاب أسلحتهم وبالبساطير، وقام الجنود برفع رأسي وضربها بالطاولة، مع توجيه الشتائم بالألفاظ النابية ( يا ابن زناة )، وقد تعرضت لهذا النوع من التعذيب أكثر من مرة خاصة بعدما عرفوا بأنني من سكان حي الشجاعية. جلست من الساعة 7:00 صباحا، حتى الساعة 10:30 مساء اليوم نفسه، وبعدها وضعونا في شاحنة واقتادونا ثم أنزلونا في ساحة فارغة قرب المنطقة الحدودية، و بعدها قام إسرائيليون مدنيون بالاعتداء علينا بالضرب، وقال لهم الجنود ها قد أتينا لكم بأشخاص من حماس، وضربونا بعصى وأسلحة وبجزمهم، وكانت الدنيا شديدة البرودة وقتها، وبعدها قاموا بأخذنا في حوالي الساعة 10:30 صباح اليوم التالي توجهوا بنا لمكان مجهول، وقد كانت العصبة غير مشدودة على عيني فشاهدت أننا موجودون في بركس كبير وكان عدد الجنود كبيرا جدا بالإضافة لعدد المعتقلين الفلسطينيين. وداخل هذا السجن تم التحقيق معي 6 مرات، وكان حول تواجدي داخل مجمع الشفاء الطبي 72 يوما، ولماذا لم تنزح للجنوب، كنت أجاوبهم بأنني كما الكثير من المواطنين المدنيين الذين لا زالوا داخل مدينة غزة، والقصف في غزة وفي الجنوب فلماذا أنزح. وقد تعرضت للتعذيب يوميا بالجلوس 24 ساعة على ركبتي، وأحيانا بالتعليق بالأربطة الحديدية في جدار وكان ذلك يستمر 4 ساعات، وكانوا يدخلون علينا الكلاب وتقوم بنهش لحمي ولحم أسرى آخرين. كما كان الجنود خلال ساعات الليل يدخلون علينا وينهالون علينا بالضرب المبرح بالبساطير وبأيديهم وكان الضرب عنيف جدا وجدا، مع توجيه الشتائم لنا، وكانوا معنيين بتكسيرنا. كما تعرضت للصعق بالكهرباء مرتين في الرأس والقدمين، ونتيجة لذلك تعرضت لغيبوبة لمدة 13 يوما، ورغم ذلك كانوا يقوموا بتعليقي ومنعي من النوم على الأرض، خاصة مع تغيير مناوبة الجنود، حيث إنهم يطلبون من جميع المعتقلين الوقوف للمناوب الجديد ليتأكد من العدد الصحيح، وأنا لم أستطع الوقوف. وخلال هذه الفترة أتوا لي بطبيب ولكن لم يعطيني سوا حبوب أكامول، كما أن سكري ارتفع،  وأتذكر من المتعلقين الذين كانوا معي أشخاص 4 من الطاقم الطبي ( أطباء )، تم اعتقالهم من مدينة حمد بخانيونس. كما شاهدت عدد من النساء الفلسطينيات المعتقلات. احتجزت في السجن الأول 20 يوما، وبعدها تم نقلنا لأربعة أماكن أخرى، وكانت نفس الأساليب في التعذيب والتحقيق كما هو وصعقت بالكهرباء مرة في السجن الثاني. وكان أصعب مكان هو السجن الرابع حيث إنني تعرضت للتعذيب بشكل عنيف جدا جراء الضرب بالأيدي والبساطير، كما تم إطلاق كلاب علينا قامت بنهش لحمي، كما قام أحد الكلاب بالهجوم على المواطن إسلام السرساوي 45 عاما، وقامت الكلاب بنهش عضوه الذكري، وقد فارق الحياة داخل حضني نتيجة النزيف. وقد جاء طبيب داخل قفص وقام بفحصه عن بعد وقال خذوه أرموه برا. كما أن الطعام كان شحيحاً جداً عبارة عن قطعتي خبز ومعلقة من المربى ومعلقة واحدة من السردين، وكانت هذه الوجبات 3 مرات يوميا، لكن حجمها لا تشبع طفل صغير، وكان في حال العقاب يمنع عنا الوجبات.

وأتذكر السجن الثاني أنني نزلت تحت الأرض 40 درجة تقريبا وأنا معصوب العينين ومكبل اليدين، وهناك تلقيت أصعب أساليب التعذيب وجلست 3 أيام، حيث علقوني لساعات طويلة في جدار، وضربت على معدتي وبطني بالبساطير وبأعقاب البنادق، وتم صعقي بالكهرباء مرة واحدة على رأسي وقدماي، وقد استفرغت الدماء 5 أيام متواصلة نتيجة شدة التعذيب.

وفي حوالي الساعة 4:00 صباح يوم الاثنين الموافق 13/5/2024، تم النداء علي وعلى عدد من المعتقلين وأخبرونا بأنه سيتم الإفراج عنا، وربطونا بجنازير، ووضعنا في باص، وتعرضنا للضرب الشديد داخل الباص بالأيدي والبساطير. وتم إيصالنا لمكان مجهول، وبعدها رفعوا العصبة عن أعيننا وفكوا الجنازير، وطلب منا الركض ناحية الغرب وعدم النظر للخلف، وأطلقوا النار تحت أقدامنا. وركضنا، ووصلنا ركضا حتى شارع صلاح الدين، وهناك استقبلنا مواطنون أخبرونا بأننا خرجنا من موقع كسوفيم جنوب شرق دير البلح، وكانت المسافة من الشريط الحدودي لشارع صلاح الدين حوالي 4 كيلو متر، وأعطونا المياه وشربناها. وبعدها تفرقنا، فمنا من توجه جنوباً ناحية مدينة خانيونس، وأنا ارتميت على الأرض من شدة التعب حتى جاءت سيارة إسعاف ونقلتني لمستشفى شهداء الأقصى، وتم تصويري هناك وفحصي وتبين وجود التهابات شديدة في الصدر. علمًا أن الجنود صادروا هاتفي الخلوي iphone، ومبلغ مالي 400 شيكل، وكان وزني 102 عند اعتقالي، وخرجت بوزن 72 كجم.