فبراير 3, 2024
نداء عاجل- مؤسسات حقوق الإنسان تحذر من الهجوم على رفح والتدخل لمنع استكمال جريمة الإبادة الجماعية والنكبة الجديدة قبل فوات الأوان
مشاركة
نداء عاجل- مؤسسات حقوق الإنسان تحذر من الهجوم على رفح والتدخل لمنع استكمال جريمة الإبادة الجماعية والنكبة الجديدة قبل فوات الأوان

تحذر مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية من توسيع الهجوم البري لقوات الاحتلال الإسرائيلي ليشمل رفح، وهو ما سيعني استكمال جريمة الإبادة الجماعية التي تواصل تلك القوات ارتكابها في قطاع غزة منذ 120 يومًا. وترى مؤسساتنا أن التصريحات الأخيرة لقادة الحرب الإسرائيليين، علاوة على تدرج أنماط الهجوم الراهنة، تنذر بهجوم وشيك على رفح، تماماً كما نشهده في خانيونس وبقية أنحاء قطاع غزة، وهو ما سيعني سقوط المزيد من الضحايا على نحو لم نشهده من قبل في ضوء اكتظاظ محافظة رفح بمئات الآلاف من النازحين/ات، بينما سيكون الطرد الجماعي للفلسطينيين/ات أمراً واقعاً وأن النكبة الجديدة للشعب الفلسطيني قيد التكوين سوف تكتمل.

تشير مؤسساتنا إلى أن قرابة مائة ألف فلسطيني/ة قد قتلوا أو جرحوا أو فقدوا خلال هذا العدوان المستمر على قطاع غزة، أي ما يقارب 5٪ من مجموع سكان قطاع غزة، وهي تكاد تكون النسبة الأعلى للضحايا في أي حرب في التاريخ المعاصر. وتؤوي محافظة رفح الجزء الأعظم من النازحين/ات الذين أجبروا على الهروب من أنحاء قطاع غزة كافة بفعل جرائم القصف المتعمد من الجو والبر والبحر التي طالت تجمعات سكنية بالكامل واستهدفت مراكز إيواء ومستشفيات ومنشآت عامة وخاصة مدنية، مقرونة بأوامر عسكرية تدعو السكان للتوجه إلى الجنوب.

 وما تزال عمليات التهجير القسري وتدفق آلاف النازحين/ات مستمرة حتى من المناطق التي سبق وأعلنتها قوات الاحتلال كمناطق آمنة، بما فيها محافظتا خانيونس والوسطى، باتجاه رفح. وتغص المحافظة بمئات الآلاف من النازحين/ات، يتركز معظمهم في مناطق غرب رفح، المنطقة المحددة بوضوح في كافة الخرائط التي تنشرها قوات الاحتلال كمنطقة آمنة وحيدة والتي تكتظ الآن بعشرات الآلاف من الخيام التي تؤوي النازحين/ات في ظروف إنسانية متدهورة تفوق أي تصور إنساني. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 1.5 مليون نسمة، من مجموع السكان البالغ نحو 2.3 مليون نسمة يتركزون الآن في محافظة رفح.

ومع أن محافظة رفح لم تكن أمنة من عمليات القصف منذ بدء الهجوم، بما في ذلك عمليات قصف من الجو والبحر والبر التي طالت منازل سكنية ومنشآت مدنية، وأحدثها فجر اليوم، بقصف منزلين ما تسبب باستشهاد 17 فلسطينيا/ة، أغلبهم نساء وأطفال، فإنها لم تتعرض حتى الآن لاجتياح بري شامل على غرار بقية أنحاء قطاع غزة. 

وترى مؤسساتنا، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، ومركز الميزان ومؤسسة الحق، أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة من داخل خانيونس بـ “أننا سنصل أيضاً إلى رفح”، علاوة على التهديدات المستمرة بالسيطرة على الشريط الحدودي الفاصل بين محافظة رفح وجمهورية مصر العربية، وكذلك استمرار عمليات القصف على امتداد المناطق الشرقية لمحافظة رفح، كل ذلك يشير بوضوح إلى هجوم وشيك على المحافظة.

وترى مؤسساتنا بأن الهجوم على رفح سوف يشكل ذروة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وأن الهدف منه هو إيقاع أكبر قدر من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين/ات وإجبارهم على النزوح جنوباً باتجاه الحدود المصرية التي لا تبعد عنهم سوى عشرات الأمتار، وعندئذ ستفرض نكبة جديدة للشعب الفلسطيني وتصبح أمراً واقعاُ لا محالة.

تحذر مؤسساتنا المجتمع الدولي، خصوصاً الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية والمفوض السامي لحقوق الإنسان، من خطورة الوضع القائم في قطاع غزة وتطالبهم باتخاذ تدابير فورية لمنع النكبة الجديدة في فلسطين ووقف الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.

كما تحذر مؤسساتنا شركاء إسرائيل في جريمة الإبادة الجماعية، سواء بدعمهم العسكري والسياسي غير المحدود لدولة الاحتلال أو بصمتهم، وتطالبهم بالوفاء بالتزاماتهم القانونية قبل فوات الأوان، وتطالبهم باتخاذ خطوات عملية لحماية المدنيين/ات الفلسطينيين/ات ووقف عمليات القتل الجماعي ومنع استكمال جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ ٤ شهور.