أبريل 18, 2025
نداء عاجل لفتح المعابر والسماح بدخول المواد الاغاثية، بما في ذلك الأدوية والمهام الطبية والغذاء والوقود لإنقاذ 2 مليون فلسطيني من هلاك بات وشيكاً
مشاركة
نداء عاجل لفتح المعابر والسماح بدخول المواد الاغاثية، بما في ذلك الأدوية والمهام الطبية والغذاء والوقود لإنقاذ 2 مليون فلسطيني من هلاك بات وشيكاً

يطالب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان بتدخل دولي فوري وعاجل لفتح المعابر الحدودية والسماح بإدخال المواد الاغاثية إلى قطاع غزة بما يشمل الأدوية والمهام الطبية والغذاء والوقود، وذلك لإنقاذ حياة أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون أوضاعًا قاتلة، فرضتها عليهم عمدًا قوات الاحتلال الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023.  وشددت القوات المحتلة تلك الظروف منذ 45 يومًا عبر اغلاق كافة المعابر ومنع ادخال جميع المساعدات إلى غزة، وهو ما أعلنه مجرم الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وأكده وزير الدفاع يسرائيل كاتس في إعلانه أن سياسة إسرائيل واضحة بمنع ادخال المساعدات الاغاثية إلى قطاع غزة، واستخدامها كأداة من أدوات الضغط.1

ويرى المركز أن هذا الاعلان هو إقرار بارتكاب جريمة حرب، وانتهاك معلن للقانون الدولي الإنساني، وازدراء لقرارات محكمة العدل الدولية الداعية إلى السماح بتدفق المساعدات بشكل فوري وعلى نطاق واسع إلى قطاع غزة، لتجنب ضرر لا يمكن جبره قد يلحق بالفلسطينيين في قطاع غزة كمجموعة.  ويدعو المركز محكمة العدل الدولية إلى متابعة مدى التزام إسرائيل بالتدابير الاحترازية الصادرة عنها، واجبارها على الالتزام.  كما يستهجن المركز قرار رئيس محكمة العدل الدولية بتمديد مدة تقديم إسرائيل لردها على قضية الإبادة الجماعية إلى يناير 2026، 2والذي يأتي في ظل تكثيف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على القطاع، واستمرار تهجير السكان قسرًا عن أراضيهم وإعلان ضمها بشكل غير قانوني، ومواصلة استهداف الأعيان المدنية بما فيها المستشفيات والمرافق التعليمية، ومراكز الإيواء والنزوح، بقنابل حارقة أدت إلى إحراق المدنيين الفلسطينيين داخل خيامهم أحياء أمام العالم أجمع دون أن يحرك ساكنًا.

ووفقًا لمتابعات المركز أدى إغلاق المعابر المستمر للشهر الثاني على التوالي إلى توقف جميع المخابز عن العمل نتيجة منع إدخال الوقود وشح المواد اللازمة لعملية انتاج الخبز بما في ذلك الدقيق. ويقتصر حالياً الغذاء الذي تجهزه بعض التكيات على الأرز فقط، بسبب نفاذ السلع والمواد الغذائية من الأسواق، بما في ذلك اللحوم والخضار والفواكه. وبدأ الجوع والعطش يتفشى في قطاع غزة وظهر تأثير ذلك على الفئات الضعيفة من النساء والأطفال، حيث تواجه ثلث النساء الحوامل في غزة والمقدر عددهن بـحوالي 55 ألف امرأة حالات حمل عالية الخطورة، ويولد حوالي 130 طفل يوميًا (27% منهم عن طريق الولادة القيصرية). وما يقرب من 20% من الأطفال حديثي الولادة يولدون قبل أوانهم أو ناقصي الوزن أو يولدون بمضاعفات ويحتاجون إلى الرعاية المتقدمة التي تتناقص بسرعة.3

وعلى صعيد القطاع الصحي، تعاني المرافق الصحية من أزمة شديدة نتيجة نفاذ مخزونات الأدوية والمهام الطبية، جعلتها عاجزة عن القيام بالتدخلات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى والجرحى. وباتت المرافق الصحية تقدم خدماتها وفق أرصدة محدودة من الأدوية والمهام الطبية، فقد بلغت مستويات العجز 37% في قائمة الأدوية الأساسية، و59% من المهام الطبية.4  ومن أكثر الخدمات الطبية التي تأثرت جراء نقص الأدوية والمهام الطبية، خدمات القسطرة القلبية والقلب المفتوح بنسبة 99%، السرطان وأمراض الدم بنسبة 54%، صحة الأم والطفل بنسبة 51%، التطعيمات بنسبة 42%، الكلى والغسيل الدموي بنسبة 45%، جراحة العظام بنسبة 87%، جراحة العيون بنسبة 73%.5 فضلاً عن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات والأجهزة الطبية، وهو ما ترك تداعيات سلبية كبيرة هددت حياة آلاف المرضى وينذر بحدوث وفيات جماعية.

ووفقًا لمتابعات المركز، تحتاج المستشفيات بصورة ماسة إلى الامدادات الطبية التي بدأت بالنفاذ بشكل خطير، سواء من المرافق الصحية أو مستودعات الصحة العالمية، وهو ما يمنع المرضى من تلقي الرعاية المنقذة للحياة. كما حذرت منظمة الصحة العالمية، باعتبارها أكبر مورد للأدوية والمعدات الطبية إلى غزة، من أنه بدون القدرة على تجديد المخزونات الطبية بسبب الحصار المستمر على دخول المساعدات إلى غزة، فإن الأزمة الصحية ستتفاقم، وستفقد المزيد من الأرواح.

وتواجه العديد من المنظمات الطبية الدولية نقصًا حادًا في أدوية علاج الألم، والأمراض المزمنة، والمضادات الحيوية، والمواد الجراحية الضرورية، كما سيؤدي نقص الوقود في جميع أنحاء القطاع إلى توقف الأنشطة بشكل حتمي، حيث تعتمد المستشفيات على مولدات الكهرباء لإبقاء المرضى في حالات حرجة على قيد الحياة وإجراء عمليات جراحية منقذة للحياة.

ووفق ما أوضح الطبيب الجراح سامر عطار وهو ضمن فريق الطوارئ الطبي الفلسطيني الأمريكي، ويعمل داخل المستشفى الأهلي المعمداني قبل أن يتعرض للقصف الإسرائيلي فجر يوم الأحد 13 إبريل 2025، ويخرج عن الخدمة، أن الإصابات تتدفق إلى المستشفى باستمرار، وغالبيتهم من النساء والأطفال، ويتواجد المرضى والجرحى على الأرض وعلى أسرة مكشوفة للجمهور. وأضاف أنهم يقومون بإجراء عمليات جراحية بتعقيم مشكوك فيه بسبب نقص أثواب الجراحة، والملابس الجراحية، والقفازات الجراحية. وهناك بعض الحالات التي يتم أجراءها بالقفازات فقط، وهذا ليس جيدًا للمرضى، خاصةً عند التعامل مع الجروح المفتوحة، والعظام مع احتمالية الإصابة بالعدوى، وتشوهات العظام، واحتمالية بتر الأطراف في المستقبل. وأشار أن بعض العمليات الجراحية التي من المفترض أن تستغرق 30 دقيقة فقط، تطول مدتها لتصل إلى ساعتين لأن الدبابيس غير حادة، أو أن رؤوس المثقاب لا تعمل أو مكسورة. وكثيراً ما يتعين إصلاح الكسور البسيطة بشكل غير كافٍ بسبب نقص الموارد والإمدادات، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى الإعاقة الدائمة للمرضى الذين ينجون من التدابير المنقذة للحياة.6

كما ارتفعت نسبة المرض في قطاع غزة وبدأت أمراض خطيرة بالظهور من الجديد، ومنها الأمراض الجلدية كالجرب، والتهاب الكبد الوبائي، الأمراض الصدرية، والأمراض المعوية، بسبب نقص المياه وشح المياه الصالحة للشرب.  وحتى 6 إبريل 2025، كانت خمسة مراكز صحية تابعة للأونروا فقط من أصل 22 مركزًا إلى جانب ثلاث منشآت مستأجرة كانت تستخدم كمراكز صحية مؤقتة تعمل في غزة. وكان من المقرر أن تبدأ الجولة الرابعة من حملة التحصين ضد شلل الأطفال في 13 إبريل، ولكن تم تأجيلها حتى إشعار آخر بسبب القصف المستمر وأوامر النزوح من السلطات الإسرائيلية.7 وهو ما يهدد بعودة وباء شلل الأطفال، لا سيما في ظل الظروف الكارثية.

ويواجه المرضى المزمنون “مرضى السرطان، الكلى، الضغط والسكري والجلطات القلبية” صعوبات كبيرة في الحصول على العلاج، فلا مستشفيات تقدم الرعاية الصحية لهم، ولا أدوية تخفف من آلامهم، وتركوا يواجهون أصناف الموت المتعددة في قطاع غزة، فمن ينجو من القصف لا ينجو من الجوع والعطش والمرض.

وفي ضوء ما سبق يطالب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلية للوفاء بالتزاماتها القانونية، بصفتها قوة احتلال، وتتحمل المسئولية الكاملة عن رفاهية وسلامة السكان في الأراضي المحتلة، وسرعة فتح المعابر والسماح بإدخال مواد الإغاثة بما في ذلك الأدوية والمهام الطبية والغذاء والوقود، وذلك احترامًا والتزامًا باتفاقية جنيف الرابعة التي حظرت استخدام الجوع والعطش ومنع ادخال المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان على قيد الحياة، والتي ترقي إلى العقاب الجماعي، وتشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تتمثل في الإبادة وفقًا لميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة إلى أفعال جريمة الإبادة الجماعية.


  1. الصفحة الرسمية لوزير الدفاع الاسرائيلي على موقع X، رابط إلكتروني: https://x.com/Israel_katz/status/1912420672401285534 ↩︎
  2. محكمة العدل الدولية، قرار رئيس المحكمة بتمديد فترة رد إسرائيل على القضية المرفوعة ضدها، رابط إلكتروني:https://linksshortcut.com/vnEKF  ↩︎
  3. منظمة الصحة العالمية الموقع الرسمي على X، رابط الكتروني: https://x.com/WHOoPt/status/1909523819477316004 ↩︎
  4. وزارة الصحة الفلسطينية – غزة، رابط الكتروني: https://www.facebook.com/share/p/1CdPSgjauy/ ↩︎
  5. وزارة الصحة الفلسطينية – غزة، رابط الكتروني: https://www.facebook.com/share/r/1AAfJhswAt/ ↩︎
  6. منظمة الصحة العالمية الموقع الرسمي على X، رابط الكتروني: https://x.com/WHOoPt/status/1911131665788739832 ↩︎
  7. تقرير الأونروا رقم 166 حول الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، رابط الكتروني: تقرير الأونروا رقم 166 حول الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية | الأونروا. ↩︎

1 Comments

  1. […] أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة كارثة إنسانية تتفاقم بشكل خطير، بعد إغلاق الاحتلال الاسرائيلي […]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *