المرجع: 5/2023
التاريخ: 12 يناير 2023
التوقيت: 12:00 بتوقيت جرينتش
قتل مدني فلسطيني فجر اليوم، جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو على سطح منزله بعد اعتقال طفله، في مخيم قلنديا في القدس الشرقية، وإعاقة إسعافه رغم خطورة حالته لمدة 70 دقيقة، خلال اقتحامها مخيم قلنديا في القدس الشرقية.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 2:30 فجر اليوم الخميس الموافق 12\1\2023، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مخيم قلنديا للاجئين، وانتشر أفرادها في أزقته، وعند مدخله المقابل لشارع القدس – رام الله. شرع جنود الاحتلال باقتحام عشرات المنازل السكنية في عدة مواقع بالمخيم، واعتلوا أسطح عدد كبير من البنايات المرتفعة، وحولوها إلى ثكنات للقناصة، وشرعوا في حملة اعتقالات طالت 14 مواطناً. خلال حملة الاعتقالات، اقتحمت مجموعة من جنود الاحتلال بناية عائلة أصلان المكونة من 4 طوابق، وداهمت منزل المواطن سمير عوني حربي اصلان، 41 عاما، في الطابق الثاني، وأجرت أعمال عبث وتفتيش بمحتوياته، واعتقلت طفله رمزي، 17 عاما. أثناء انسحاب قوات الاحتلال من المنزل، لحق المواطن سمير أصلان نجله، وشاهد الجنود وهم يعتدون عليه عند مدخل البناية، ثم صعد مع أشقائه وأقاربه إلى سطح البناية يتتبعون خروج قوات الاحتلال منها. وخلال دقائق من صعودهم، رشق عدد من الفتية الحجارة تجاه جنود الاحتلال الذين غادروا بناية العائلة. على الفور أطلق قناصة الاحتلال المتمركزون في البنايات القريبة النار بكثافة وعشوائيا، ما أدى إلى إصابة المواطن سمير أصلان بعيار ناري في صدره، وتفجرت شظايا العيار الناري داخله، كما أصيب بـ 6 شظايا في مناطق مختلفة من جسده. أسرع أفراد أسرته إلى نقله إلى المستشفى بمركبة مدنية، وبعد حوالي 100 متر أوقفت قوات الاحتلال المركبة، وأخرجت المصاب منها، وهددت أشقاءه بإطلاق النار تجاههم حال استمرار محاولتهم إسعافه أو الاقتراب منه، ثم فحصوه ونزعوا ملابسه واحتجزوه ومنعوا إسعافه مدة تزيد عن 70 دقيقة، حتى انسحبت قوات الاحتلال بالكامل من المخيم، ثم تمكنت طواقم الإسعاف وأفراد عائلته من نقله إلى مجمع فلسطين الطبي، حيث أعلن فور وصوله عن وفاته متأثراً بجراحه.
وأفاد نضال أصلان، شقيق القتيل لباحثة المركز بما يلي:
“في حوالي الساعة 2:30 فجرًا، سمعت أصوات جنود الاحتلال تهم باقتحام بناية عائلتنا السكينة داخل مخيم قلنديا، ثم اقتحم الجنود شقتي في الطابق الأول وسألوني إن كنت انا سمير أصلان، فأخبرتهم أنه شقيقي ويسكن في الطابق العلوي، ثم توجهت معهم إلى منزل شقيقي، وباشروا بالبحث عن نجل شقيقي الطفل رمزي، 17 عاما، لاعتقاله، وفعلا اعتقلوه واقتادوه معهم. وقفت مع شقيقي سمير أمام باب المنزل ونادى على طفله قائلا: “مهونة يابا، مهونة يا رمزي”، ثم شاهدت قوات الاحتلال وهي تعتدي على رمزي بالضرب وهي تقتاده. توجهت مع شقيقي وعدد من الأقارب إلى سطح البناية لمشاهدة ما يحدث مع طفلنا رمزي. وبعد دقائق من صعودنا بدأ قناصة الاحتلال المتمركزون على أسطح البنايات المجاورة بإطلاق النار بكثافة وعشوائية في المكان بحجة تعرض جنود الاحتلال للرشق بالحجارة، وانتبهت إلى أن بعض الرصاصات اخترقت الجدران، وانتهبت إلى إصابة شقيقي سمير بعيار ناري في صدره، وعلى الفور قمت مع شقيقي الآخر بحمله ونقلناه إلى مركبته، وتحركنا متوجهين إلى المستشفى. وبمجرد ما تحركنا 100 متر أوقفنا جنود الاحتلال ومنعونا من الاستمرار رغم حالة سمير الخطيرة، وهددونا بإطلاق النار علينا، واحتجزوا شقيقي المصاب أكثر من ساعة، ولم نتمكن من إسعافه ونقله إلى المستشفى إلاّ بعد انسحاب قوات الاحتلال بالكامل من المخيم. وفور وصولنا به إلى مستشفى مجمع فلسطين الطبي، أعلن الأطباء عن وفاته متأثرًا بإصابته، وتبين أنه أصيب بعيار ناري متفجر في صدره، وكذلك بعدة شظايا في أنحاء جسده.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان التصعيد المتواصل واقتراف قوات الاحتلال المزيد من جرائم القتل ضد الفلسطينيين، ويجدد دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، وحماية المدنيين الفلسطينيين.