أبريل 3, 2025
قصف قوات الاحتلال مراكز الإيواء وتصعيد القتل الجماعي إمعان في الإبادة الجماعية في قطاع غزة
مشاركة
قصف قوات الاحتلال مراكز الإيواء وتصعيد القتل الجماعي إمعان في الإبادة الجماعية في قطاع غزة

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأشد العبارات، تصاعد جرائم القتل الجماعي التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي وتستهدف المدنيين العزل في مراكز الإيواء المؤقتة والمنازل والخيام، وفرض والإعلان عن إقامة محور ثاني لفيلادلفيا يعزل رفح بالكامل، في توسيع خطير لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

ووفقًا لتوثيقات باحثينا، فإن قوات الاحتلال تتعمد قصف الأحياء السكنية والمباني التي تأوي نازحين فارين من جحيم القصف، ما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في الأيام الماضية الأخيرة. يأتي ذلك في وقت في وقت بدأت فيه تتفشى المجاعة مع توقف عمل المخابز ونفاد غالبية البضائع والمواد التموينية، ونفاد الكثير من الأدوية والمستهلكات الطبية، ما يفاقم الكارثة الإنسانية غير مسبوقة التي تهدد حياة 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، يجدون أنفسهم أمام خيارات مروعة بين الموت تحت القصف أو الهلاك جوعًا وحرمانًا من العلاج.

ففي جريمة مروعة، هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عند حوالي الساعة 10:55 صباح يوم الأربعاء 02/04/2025، بمقذوفين (تشير المعطيات الأولية أنهما طائرتين مسيّرتين مفخختين) الجهة الغربية من الطابق الثاني من مركز صحي مخيم جباليا التابع لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين، في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، التي تستخدم حاليا مركزا لإيواء النازحين. أسفر ذلك عن مقتل 15 مواطنًا، منهم 9 أطفال، ثلاثة منهم رضع، وامرأتان، وإصابة 20 مواطنًا، بينهم 6 أطفال و8 نساء، وصفت جراح عدد منهم ببالغة الخطورة.

وهاجمت مسيرة إسرائيلية عند حوالي الساعة 12:30 من اليوم نفسه، مجموعة من المزارعين في حي السلام جنوب شرق خان يونس، ما أدى إلى مقتل 8 مواطنين، بينهم أب وطفليه.

وقصفت طائرات الاحتلال الحربية عند حوالي الساعة 13:30 من اليوم نفسه، محيط مسجد عمر في منطقة السوارحة شمال بلدة الزوايدة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين من عائلة عياش أحدهم مسن.

ووفق متابعة باحثينا، فمنذ أمس الثلاثاء، وبعد يوم من إصدار قوات الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء شاملة لرفح وثلاثة أحياء جنوب خانيونس، وتهجير عشرات الآلاف من سكانها المدنيين قسرًا، كثفت غاراتها وقصفها المدفعي على أحياء رفح وجنوب خانيونس، مع توسيع الهجوم البري لقوات الاحتلال فيها.

 وفي تطور خطير، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن إقامة “محور موراج”، وأنه سيكون فيلادلفيا الثانية1. ويعني هذا الأمر، عزل كامل لمحافظة رفح وفصلها عن خانيونس وباقي قطاع غزة.

وإذ يؤكد المركز أن تكرار استهداف قوات الاحتلال أماكن الإيواء والمنازل المأهولة بالسكان المدنيين يعكس سياسة ممنهجة لارتكاب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، فإنه يحذر بأن عودة إسرائيل لتنفيذ هجمات برية والسيطرة على المدن والأحياء الفلسطينية وارتكاب جرائم القتل الواسعة مع الإمعان في جريمة التجويع، والحرمان من العلاج، ينذر بسقوط آلاف الضحايا، سواء نتيجة القصف المباشر، أو تداعيات الحصار، ومن شأنه أن يفاقم الوضع المأساوي الكارثي في القطاع الذي يشهد تدهورًا مستمرًا منذ 7 أكتوبر 2023.

ويؤكد أن استمرار هذا الهجوم العسكري الإسرائيلي وتسعه يوما تلو الآخر، دون أي رادع دولي يمثل وصمة عار على جبين كل الدول والجهات التي تغض النظر عما يجري، ويؤكد الحاجة الملحة لتدخل فوري يضع حدًا لجرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني.

وبناء عليه، يدعو المركز المجتمع الدولي، إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم. كما يطالب الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بضرورة الوفاء بالتزاماتها القانونية واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين الفلسطينيين من الإبادة الجماعية والقتل الجماعي.


  1. رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الصفحة الرسمية على تويتر، 2/4/2025. الرابط:
    https://x.com/i/status/1907459855788449978 ↩︎

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *