المرجع: 38/2023
التاريخ: 5 إبريل 2023
التوقيت: 11:00 بتوقيت جرينتش
يُصادف اليوم الخامس من نيسان 2023 يوم الطفل الفلسطيني، وهو اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الراحل ياسر عرفات التزام دولة فلسطين باتفاقية حقوق الطفل الدولية أمام مؤتمر الطفل الفلسطيني الأول المنعقد في الخامس من نيسان 1995، حيث خُصص هذا اليوم يومًا للطفل الفلسطيني؛ علما بأن المصادقة الرسمية لدولة فلسطين على اتفاقية حقوق الطفل الدولية تمت في 2 نيسان 2014.
يشكل الأطفال في فلسطين حوالي 44% من إجمالي السكان (41% في الضفة الغربية و47% في قطاع غزة)، وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. ومن المتوقع أن يبلغ عدد الأطفال في فلسطين منتصف العام 2023 نحو 2.39 مليون طفل، منهم 1.22 مليون طفل ذكراً، و1.17 مليون طفلة أنثى، وذلك وفق ما صرحت به د. علا عوض، رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
يحل الخامس من نيسان هذا العام على الأطفال الفلسطينيين في ظل تصاعد انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل فرض إجراءاتها العنصرية وسياساتها الاستعمارية بحق الشعب الفلسطيني المتمثلة بالهجمات العسكرية والاقتحامات اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية والاعتداءات المتكررة على قطاع غزة، وهدم المنازل والاستيلاء على المزيد من الأراضي لصالح إقامة المزيد من المستوطنات وقمع المسيرات السلمية وإطلاق النار على المشاركين فيها، وتقييد حرية التنقل والحركة، والحصار غير الإنساني المفروض على قطاع غزة، وعزل مدينة القدس عن بقية الأرض الفلسطينية المحتلة، ونصب عشرات الحواجز العسكرية في الضفة الغربية. ولم يكن الأطفال الفلسطينيون بمعزل عن هذه الإجراءات التعسفية التي تمارسها سلطات الاحتلال، بل كانوا في مقدمة ضحاياها، رغم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنص على توفير الأمن والحماية والرعاية الإنسانية للأطفال.
ووفقاً لتوثيق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأطفال بشكل مباشر، حيث قتل خلال العام المنصرم 2022 (41) طفلاً، منهم (33) طفلاً في الضفة الغربية، و(8) أطفال من قطاع غزة. كما أصيب (254) طفلاً، منهم (212) طفلاً في الضفة الغربية و(42) طفلاً في قطاع غزة، بينهم. وخلال الربع الأول من العام الحالي 2023، قتل على أيدي قوات الاحتلال (17) طفلاً بينما أصيب (54) آخرون.
وفقاً لتقرير صادر عن المؤسسات التي تعنى بالأسرى الفلسطينيين، فقد اعتقلت سلطات الاحتلال 882 طفلاً خلال العام 2022، حيث تعرضوا خلال مراحل الاعتقال للتعذيب الجسدي والنفسي ومعاملة قاسية في ظروف لا إنسانية، وقد تعرض بعضهم لإطلاق النار خلال الاعتقال، وتم تحويل 19 طفلاً للاعتقال الإداري، ولا يزال 150 طفلا في سجون الاحتلال، منهم 7 أطفال يخضعون للاعتقال الإداري. ووفقا لتوثيق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فقد اعتقلت سلطات الاحتلال خلال الربع الأول من عام 2023 حوالي 158 من طفلاً.
وقد شهد العام 2023 المزيد من الممارسات والإجراءات العنصرية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية والتي يقف على رأسها مجموعة من المستوطنين المتطرفين الذين دعوا المستوطنين لحمل السلاح ووفروا لهم الحماية والدعم في مهاجمة قرى ومدن الضفة الغربية والاعتداء على منازل المواطنين الفلسطينيين وحرق ممتلكاتهم، كما حدث في قرية حوارة. ويذكر المركز بتصريح بتسلإيل سموتريش، وزير المالية الإسرائيلي، على هامش مؤتمر في 01 مارس 2023 حيث دعا إلى “وجوب محو قرية حوارة وأن تقوم دولة إسرائيل بذلك”. ويكشف هذا التصريح من قبل مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى ممارسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة منازلهم وأراضيهم، ويعكس واقع معاناة وحالة حقوق أطفال فلسطين والانتهاكات التي يتعرضون لها.
أما على المستوى الفلسطيني الداخلي، فإن استمرار حالة الانقسام السياسي الفلسطيني وعدم إجراء الانتخابات وغياب مجلس تشريعي يسن التشريعات والقوانين التي توفر الحماية والرعاية للأطفال وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تُلقي بظلالها على حياة ومستقبل الأطفال وتشكل معيقاً أمام مستقبلهم وأعمال حقوقهم. وما يزال الأطفال يتعرضون لمختلف أشكال العنف، وانتشار ظواهر التسرب المدرسي وعمالة الأطفال وقد ساهم عدم التزام الحكومة بصرف مخصصات التنمية الاجتماعية للأسر الفقيرة بصورة منتظمة وعجز الحكومة الفلسطينية عن التوصل لحلول ومعالجة إغلاق المدارس وتوقف العملية التعليمية بسبب الإضراب الذي يخوضه المعلمين في تراجع ملحوظ في حالة حقوق الطفل الفلسطيني.
وإذ يعبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في هذه المناسبة عن دعمه الكامل للأطفال في فلسطين في مواجهة كافة أشكال الانتهاكات التي تمس حقوقهم، ويُجدد دعمه لقضاياهم وحقوقهم العادلة، فإنه يطالب: