المرجع: 87/2017
التاريخ: 10 ديسمبر 2017
التوقيت: 10:00 بتوقيت جرينتش
قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، 4 مواطنين فلسطينيين، بينهم اثنان من المدنيين، وأصابت 259 مواطنًا بجراح، بينهم 32 طفلاً و4 نساء، في قطاع غزة والضفة الغربية، مساء أمس الجمعة الموافق 8/12/2017، في استخدام مفرط للقوة ضد المشاركين في تظاهرات احتجاجية، وغارات جوية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي، بعد تأجج الأجواء إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهو ما شكل سابقة خطيرة تتناقض مع القانون الدولي.
ويدلل سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا على استمرار قوات الاحتلال في اقتراف المزيد من جرائمها، واستخدام القوة المفرطة ضد المواطنين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم. وأظهرت متابعة طواقم المركز، أن غالبية الإصابات التي وقعت شرق القطاع تركزت في الأطراف السفلية، إلى جانب البطن أو الظهر، إلى جانب إصابات ارتطام مباشر بالقنابل المسيلة للدموع. كما أعاقت قوات الاحتلال عمل طواقم الطبية، من خلال استهداف سيارتي إسعاف في خان يونس بالأعيرة المطاطية والقنابل المسيلة للدموع.
واستناداً لتحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 1:00 مساء أمس الجمعة الموافق 8/12/2017، تجمع عشرات الشبان والفتية على بعد عشرات الأمتار من الشريط الحدودي مع إسرائيل، شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، وأشعل عدد منهم إطارات السيارات، ورشقوا قوات الاحتلال المتمركزة خلف الشريط بالحجارة، واقترب عدد منهم من الشريط المذكور ورفعوا الأعلام الفلسطينية عليه. وعلى مدار عدة ساعات من المناوشات، أطلق جنود الاحتلال قنابل مسيلة للدموع، وأعيرة نارية ومعدنية، باتجاه المتظاهرين، بشكل متقطع، ما أدى إلى مقتل المواطن محمود عبد المجيد المصري، 29 عامًا، بعد حوالي ساعة من إصابته بعيار ناري في الفخذ الأيمن، أثناء تواجده شرق بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، ونقل لمستشفى غزة الأوروبي، حيث توفي متأثرا بإصابته ونزفه الحاد.
وفي التوقيت نفسه، شهدت الأطراف الشرقية لقطاع غزة تظاهرات مماثلة، تخللها إطلاق نار وقنابل مسيلة للدموع من قوات الاحتلال، نجم عنها إصابة 141 مواطناً، بينهم 20 طفلاً، بأعيرة نارية ومعدنية وقنابل مسيلة للدموع، فضلاً عن إصابة العشرات بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع. وكانت حصيلة المواجهات على النحو الآتي:
محافظة الشمال: تركزت الأحداث في محيط مقبرة الشهداء شرق جباليا، ومحيط معبر بيت حانون، وأسفرت عن إصابة 62 مواطنًا، بينهم 11 طفلاً، ووصفت حالة 3 من المصابين بالخطيرة. بين المصابين 22 مواطناً أصيبوا بالأعيرة النارية، ومواطنان أصيبا بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، و38 مواطناً أصيبوا بقنابل الغاز المسيل للدموع.
محافظة غزة: تركزت المواجهات بالقرب من معبر ناحل العوز سابقا شرق حي الشجاعية، وأسفرت عن إصابة 31 مواطنًا، أحدهم طفل. بين المصابين 10 مواطنين أصيبوا بالأعيرة النارية، و3 مواطنين أصيبوا بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، و18 مواطناً أصيبوا بقنابل الغاز المسيل للدموع.
محافظة الوسطى: اندلعت المواجهات شرق مخيم البريج، وأدت لإصابة 10 مواطنين، بينهم طفلان، 9 منهم أصيبوا بأعيرة نارية، والعاشر بقنبلة غاز في وجهه.
محافظة خان يونس: تركز المواجهات وإطلاق النار من قوات الاحتلال في 4 نقاط هي: عبسان الكبيرة، وخزاعة، والفخاري والقرارة، وأسفرت عن إصابة 33 مواطنًا، بينهم 6 أطفال، بين المصابين 15 بالأعيرة النارية، والبقية بأعيرة مطاطية وقنابل مسيلة للدموع.
محافظة رفح: إصابة 5 مواطنين، بأعيرة نارية في الأطراف السفلية.
وفي حوالي الساعة 9:15 مساءً، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بخمسة صواريخ موقعاً تابعًا لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، جنوب شرقي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. انفجرت الصواريخ داخل الموقع، ما أدى لإلحاق أضرار مادية في 3 أبراج سكنية ومدرسة مقابلة للموقع من الناحية الغربية. أسفر ذلك عن مقتل المواطن ماهر محمد محمد عطا الله، 54 عاما، جراء إصابته برضوض بأنحاء متفرقة من جسده ولهبوط حاد في نبضات القلب، حيث إنه مريض قلب، وذلك بينما كان يتواجد أمام منزله الذي يبعد حوالي 100 متر عن الموقع المستهدف من الناحية الشمالية الشرقية. كما أصيب 21 مواطناً، بينهم 7 أطفال و4 سيدات، بالإضافة لإصابة أحد رجال المقاومة، نقلوا جميعاً للمستشفى الإندونيسي بجباليا. ووصفت المصادر الطبية حالة طفل من بين المصابين ببالغة الخطورة ، فيما وصفت حالة باقي المصابين بالطفيفة جراء تعرضهم لجروح ورضوض.
وفي ساعات صباح اليوم السبت، الموافق 9/12/2017، أعلنت وزارة الصحة بغزة، انتشال جثماني اثنين من أفراد المقاومة، من موقع أبو جراد، جنوب مدينة غزة، الذي تعرض لغارة جوية نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي الساعة 4:10 فجراً. والقتيلان هما: محمود محمد عبد القادر العطل، 26 عاماً، ومحمد محمد جبر الصفدي، 25 عاماً.
وفي الضفة الغربية، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي القوة المفرطة ضد آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين نظموا مسيرات تنديد بالقرار الأميركي، في حوالي (30) موقعاً على مشارف المدن والمخيمات والبلدات والقرى. أسفر ذلك عن إصابة (97) مدنياً، بينهم (5) أطفال، و(7) صحفيين، حيث استهدفت تلك القوات الطواقم الصحفية بشكل مباشر، هذا فضلاً عن إصابة المئات بحالات اختناق جراء استخدام قنابل الغاز.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يتابع بقلق عميق تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وإذ يدين استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد المتظاهرين، فإنه يرى أنها نتيجة الضوء الأخضر للاحتلال بعد القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ما يمثل اشتراكاً مباشراً في جريمة عدوان ويهدد السلم والأمن الدوليين بشكل مباشر.
يدعو المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية للتدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة.
يحذر من استمرار التداعيات الخطيرة للإعلان الأمريكي، كونه يؤجج المشاعر الدينية للمسحيين والمسلمين حول العالم، وليس في فلسطين فقط، ويظهر ذلك بوضوح من ردة الفعل المحلية والدولية الواسعة.
ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.