المرجع: 128/2013
التاريخ: 25 ديسمبر 2013
التوقيت: 11:00 بتوقيت جرينتش

في أحدث جرائم الاقتصاص من المدنيين الفلسطينيين، قتلت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي طفلة فلسطينية، وأصابت مواطنة وطفليها، ومواطناً آخر بجراح في قطاع غزة يوم أمس، الثلاثاء الموافق 24/12/2013. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين بشدة تلك الجرائم التي نجمت عن سلسلة هجمات جوية وبرية نفذتها تلك القوات في أعقاب مقتل إسرائيلي على أيدي قناص فلسطيني. وأدت تلك الهجمات عن إلحاق أضرار مادية في العديد من المنازل السكنية والأعيان المدنية، ومواقع التدريب التابعة لفصائل المقاومة.

واستناداً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان حول مقتل الطفلة، ففي حوالي الساعة 3:30 مساء يوم الثلاثاء المذكور أعلاه، قصفت دبابات الاحتلال المتمركزة داخل الشريط الحدودي، إلى الشرق من وسط قطاع غزة، بثلاث قذائف شرقي مخيم المغازي. أصابت قذيفتان منزل عائلتي الشقيقين أحمد وبهاء سالم أبو سبيخة، المكون من طابقين ويبعد 700 متر عن الشريط الحدودي. أسفر ذلك عن مقتل طفلة الأول، حلا أحمد سليمان أبو سبيخة، 3 سنوات، بعد إصابتها بنزيف داخلي جراء قوة القصف بينما كانت تلهو أمام منزل عائلتها، فيما أصيبت زوجة الثاني، المواطنة بثينة طلال سالم أبو سبيخة، 28 عاماً، وطفليها بلال، 4 سنوات، ومحمد بهاء سلمان أبو سبيخة، 6 سنوات، وأصيبوا جميعاً بشظايا في الأطراف السفلية جراء تناثر الشظايا خلال محاولتهم الهرب من المنزل بعد استهدافه بالقذيفة الأولى. نُقِلَ المصابون إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح لتلقي العلاج. وأدى القصف أيضاً إلى إلحاق أضرار جزئية في المنزل. كما سقطت القذيفة الثالثة بعد عدة دقائق على منزل المواطن سلمان سالم أبو سبيخة، 70 عاماً، وهو والد صاحبي المنزل السابق، ما تسبب بوقوع أضرار في المنزل المسقوف بالصفيح، دون وقوع إصابات.

كما وأصيب المواطن علي شبير ريحان، 18 عاماً، بعيارين ناريين في اليد اليمنى والفخذ الأيمن، عندما فتحت قوات الاحتلال المتمركزة داخل الشريط الحدودي المحاذي لشمالي قطاع غزة، نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منطقة الغول، شمال غربي بلدة بيت لاهيا.

وفي سياق متصل، شنت طائرات الاحتلال الحربية (4) غارات استهدفت مواقع تدريب تابعة لفصائل المقاومة داخل المستوطنات سابقاً، غربي مدينة خان يونس؛ وجنوب غربي مدينة دير البلح، وشمال غربي بلدة بيت لاهيا، ومصنعاً للباطون يقع في حي تل السلطان، جنوب غربي مدينة رفح. كما قصفت دبابات الاحتلال المتمركزة داخل الشريط الحدودي، شرقي مدينة غزة، بعدة قذائف مدفعية الأراضي الزراعية الواقعة شرقي حيي الزيتون والشجاعية، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات في الأرواح في تلك الهجمات.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يجدد إدانته لتلك الجرائم وينظر لها بخطورة بالغة، وخصوصاً في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، فإنه:

1. يؤكد أن تلك الجرائم ما هي إلا حلقة من حلقات التصعيد في جرائم الحرب الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية المحتلة وخصوصاً في قطاع غزة، والتي تعكس التعمد في استخدام القوة المفرطة غير المتناسبة، إلى جانب مدى استهتار تلك القوات بأرواح المدنيين الفلسطينيين، والاعتداء على ممتلكاتهم.
2. يدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.