أحمد حسن أحمد عزيز، 42 عاما، متزوج وأب لـ 6 أطفال، سكان تل الزعتر شمال غزة.
أسكن في الطابق الأول من عمارة عائلية مكونة من 6 طوابق، أنا وزوجتي ولدينا ستة أطفال: آلاء (15 سنة)، سلسبيل (10 سنوات)، جوري (7سنوات)، جميلة (6 سنوات)، بدر (3 سنوات) وعدي (14سنة).
في تاريخ 7-10-2023، كانت زوجتي تجهز الأطفال للذهاب إلى المدرسة، وفجأة سمعت صوت الصواريخ ينطلق من كل مكان في غزة، فقررت ألا يذهب أطفالي إلى المدرسة. ومنذ بداية الحرب لم أخرج من منزلي حتى يوم الأربعاء الموافق 25-10-2023، حيث تم قصف المنزل المجاور لمنزلي (منزل أبو محمود الزهري) الساعة 2:30 عصرًا وعلى إثره حدثت الفاجعة في منزلي حيث استشهد فورًا كل من: زوجتي (بدرخان زكريا عزيز) وأم زوجتي (اعتماد دياب عزيز) وابن أخي (حسن عبدربه عزيز). كانت زوجتي وأمها تحت الأنقاض وتم الحفر عليهم حوالي ساعتين وأخرجوهما وقد فارقتا الحياة، أما حسن ابن أخي فكان في الطابق الثاني، حيث انهار الحائط عليه وأخرجناه وهو ينزف من رأسه بسبب الشظية التي اخترقت رأسه وكان يتنفس لكن بعد نصف ساعة استشهد وهو في سيارة الإسعاف.
كما أصيب باقي أفراد أسرتي: ابنتي بدر في رأسها ومكثت في المستشفى 10 أيام، وابنتي جميلة في قدمها، وأنا كنت تحت الأنقاض حيث قام إخوتي وجيراني بالحفر لإيجادي لمدة ساعة كاملة وأخرجوني وكنت فاقدًا الوعي، حيث أصبت في رأسي وقدمي وأخذوني بسيارة الإسعاف إلى المستشفى الإندونيسي وتم تغريز رأسي وقدمي وخرجت بعد يومين من المستشفى. ثم قررت النزوح أنا وأولادي إلى معسكر جباليا عند منزل أختي ومكثت هناك أسبوعين ثم أصبح القصف مرعبًا حيث قام الاحتلال بنسف مربع كامل بالصواريخ في منطقة جباليا وكانت الأيام قاسية مليئة بالخوف والقلق المستمر.
بعدها نزحت أنا وأولادي إلى منطقة دير البلح عبر الممر الآمن الذي يدّعي الاحتلال بأنه آمن في نتساريم. قمت بالمشي أنا وأطفالي أمام أعين الجيش والدبابات وكان الأمر مرعبًا جدًا حيث قام الجيش باستفزازنا في الطريق وكانوا يقولون لنا: قفوا ثم سيروا عبر مكبرات الصوات، وكانت الدبابات تمر بيننا. وبعدها وصلت إلى مدرسة كريم العكلوك في دير البلح وأنا الآن هناك موجود مع أطفالي وأسكن في الخيمة ونعاني من قلة الماء والغذاء وقلة الموارد والعلاج لأننا ما زلنا نعاني من أثر الإصابات من منزلي في تل الزعتر، ولأن زوجتي استشهدت لم أستطع العناية بأطفالي جيدًا فهم بحاجة ماسة إلى أمهم في هذه الظروف.
أهم مطالبي في هذه الحياة أن تنتهي الحرب بأي ثمن وأن يتوقف القصف والدمار والرعب الذي نعيشه أنا وأطفالي وأن أجد مأوى لي ولأطفالي مع حياة كريمة لأن بيتي دمر تدميرًا كاملًا.
نسخة تجريبية