المرجع: 4/2022
التاريخ: 13 يناير 2022
التوقيت: 10:00 بتوقيت جرينتش
توفي مواطن فلسطيني مسن، فجر الأربعاء الموافق 12/1/2022، بالنوبة القلبية بعدما قيده جنود الاحتلال الإسرائيلي واحتجزوه داخل بناية قيد الإنشاء، وسط أجواء باردة، شمال شرقي مدينة رام الله. يتحمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن وفاة المسن الفلسطيني، نتيجة التنكيل به واحتجازه في ظروف غير ملائمة وهو مقيد اليدين ومعصوب العينيين وسط أجواء جوية باردة، وهو ما أدى إلى وفاته بالنوبة القلبية. ويأتي الحادث استمرارًا لجرائم التنكيل والمعاملة القاسية والمهينة التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون، والاستهتار بحياتهم وسلامتهم وعدم مراعاة أحوال كبار السن منهم، على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز الثابتة والفجائية وخلال عمليات الاقتحام التي تجري عادة في وقت متأخر من ساعات الليل ومبكر من الفجر.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 1:30 فجراً، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة قرية جلجليا شمال شرقي مدينة رام الله، وتمركزت في الجهة الجنوبية من القرية قرب المدخل الرئيسي لها، وشرع أفرادها بأعمال الدورية الراجلة بين المنازل السكنية. في تلك الأثناء، وصلت سيارة يقودها المواطن عمر محمد عبد المجيد أسعد، 80 عاماً، وهو يحمل الجنسية الأمريكية، إلى مكان تمركز القوات على المدخل المذكور. ترجل أفراد القوة من السيارة العسكرية وأجبروا المواطن المذكور على الترجل من السيارة، بعد وضع العصبة على عينيه وتكيبل يديه، واقتادوه معهم إلى بناية قيد الإنشاء تقع وسط القرية، واحتجزوه في مكان غير ملائم، وسط أجواء جوية باردة، حتى الساعة 3:30 فجراً، وتوفي هناك.
وحسب ما أفاد به رئيس بلدية جلجيليا “فؤاد قطوم”، وأحد الشبان المحتجزين داخل البناية، لباحثة المركز أن المواطن عمر أسعد، ويبلغ من العمر 80 عاماً، تفاجأ بوجود قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل البلدة، حيث كان عائداً من منزل أحد أقاربه في القرية، وأجبره الجنود على الترجل من السيارة بعد وضع العصبة على عينيه وتكبيل يديه، واقتادوه معهم الى داخل بناية قيد الإنشاء تقع على بعد 200 متر من مكان تمركز الآليات العسكرية أي مكان الحدث. وتبين لاحقًا أنهم تركوه حتى الساعة 3:30 فجراً داخل البناية. وبعد انسحاب قوات الاحتلال من البناية ومن القرية بالكامل، وأثناء خروج شابين كانا محتجزين داخل البناية نفسها من جنود الاحتلال، ويفصل بينهما وبين المواطن المذكور أكياس من الإسمنت، شاهدا أحد المواطنين ملقى على بطنه ومغطى بقطعة من الملابس، قام أحدهما برفع قطعة الملابس عن المواطن، فوجده مكبل اليدين بالقيود البلاستيكية الإسرائيلية إلى الخلف وهو جثة هامدة، وتم نقله للمستشفى. وبعد الكشف الطبي عليه تبين أنه توفي إثر جلطة قلبية خلال احتجازه داخل البناية المهجورة.
وأعلن جيش الاحتلال في بيان له أنه “في ساعات الصباح الأولى، تم العثور على فلسطيني جثة هامدة بالقرب من بلدة جلجيليا. من تحقيق أولي، تبين أن الفلسطيني كان قد تم توقيفه خلال نشاط لقواتنا بعد أن عارض إجراء فحص أمني، حيث تم الإفراج عنه ليلًا. على ضوء هذه الوقائع، باشرت الشرطة العسكرية إجراء تحقيق على أن يتم نقل الملف إلى النيابة العسكرية بعد الانتهاء منه”.
وإذ يدين المركز ظروف احتجاز المسن والمعاملة القاسية التي تعرض لها وأفضت إلى وفاته، فإنه يؤكد أن جرائم التنكيل، وتقييد اليدين، وعصب العينين، والاحتجاز في مكان غير ملائم، تعد شكلاً من أشكال التعذيب وانتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان التي تكفلها المعايير والاتفاقيات الدولية، وبخاصة اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984.
ويدعو المركز المجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة باتخاذ إجراءات جادة لوقف جرائم الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين ووقف عمليات التنكيل وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ضد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.