ديسمبر 22, 2024
تكريساً للإبادة الجماعية:الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان مجدداً ويواصل قصف منازل ومراكز إيواء
مشاركة
تكريساً للإبادة الجماعية:الاحتلال يستهدف مستشفى كمال عدوان مجدداً ويواصل قصف منازل ومراكز إيواء

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات تكرار قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى كمال عدوان، شمال غزة، وطلبها إخلاءه، واستمرار قصفها للمنازل ومراكز الإيواء على رؤوس قاطنيها في تكريس لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

ووفق المعلومات التي توفرت لباحثي المركز، فقد انقطع التواصل مع مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا، شمال غزة، فجر اليوم الأحد 22 ديسمبر/كانون 2024، بعد ليلة قاسية لم تتوقف فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي عن استهداف المستشفى بالقصف المدفعي وإطلاق النار وتفجير الروبوتات المفخخة في المباني القريبة منه، إلى جانب طلبها إخلائه.

ووفق تصريحات أدلى بها مدير المستشفى كمال عدوان الليلة الماضية، فإن قوات الاحتلال اتصلت وطلبت إخلاء المستشفى الذي يضم نحو 70 مريضًا ومصابًا إلى جانب مرافقيهم وعددا من الطواقم الطبية باتجاه مستشفى الإندونيسي في شمال غزة. وأفاد بصعوبة تنفيذ الإخلاء نتيجة عدم توفر سيارات إسعاف لنقل المرضى والمصابين، إلى جانب استمرار القصف الإسرائيلي.

واستهدفت قوات الاحتلال المستشفى أكثر من 20 مرة في غضون الأيام الماضية، من خلال إلقاء قنابل من طائرات كواد كابتر، إلى جانب القصف المدفعي وإطلاق النار، ما أدى إلى احتراق قسم العناية الفائقة وإلحاق أضرار بالعديد من الأقسام وإصابة نحو 20 شخصاً من المرضى والطواقم الطبية.

يؤكد المركز الحاجة إلى تدخل عاجل لحماية المرضى والطواقم الطبية وضمان استمرار عمل المستشفى في تقديم الخدمة الطبية في منطقة لا يزال بها آلاف السكان يواجهون القصف والتجويع والحرمان من الخدمات الصحية والإنسانية.

ويأتي استهداف قوات الاحتلال لمستشفى كمال عدوان، في وقت تواصل فيه هجومها العسكري الأكثر شراسة منذ 5 أكتوبر /تشرين أول الماضي على شمال قطاع غزة، حيث دمرت أغلب أحياءه السكنية والعمرانية وأجبرت غالبية سكانه على إخلائه قسرًا، بعدما اعتقلت المئات منهم.

كما واصلت قوات الاحتلال نهجها المتمثل في قصف مراكز الإيواء ومنازل الإيواء على رؤوس قاطنيها. فقد هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 1:30 فجر اليوم الأحد، مدرسة موسى بن نصير التي تأوي نازحين، في حي الدرج في مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 8 منهم، بينهم 3 أطفال وإصابة آخرين بجروح.

وضمن سياسة مهاجمة المنازل على رؤوس قاطنيها دون إنذار مسبق، هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 00:25 من اليوم الأحد، شقة سكنية في الطابق الرابع في بناية مكونة من 5 طوابق لعائلة أبو عرقوب في مخيم خان يونس، ما أدى إلى مقتل حازم عبد الكريم أبو عرقوب، 48 عاما، وزوجته فاتن رباح القوقا (ابو عرقوب)، 41 عاما.

هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 20:10 أمس السبت 21 ديسمبر/كانون 2024، منزلا لعائلة أبو سمرة، يأوي نازحين في دير البلح بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل 6 من سكانه، منهم 3 نساء. بين القتلى زوجان من عائلة الطبراني)، وزوجان من عائلة ضهير، وفقد اثنان من أطفالهما تحت الأنقاض، وزوجان من عائلة أبو سمرة، وفقد ثلاثة من أطفالهما تحت الأنقاض.  كما أصيب عدد من السكان وتضررت المنازل المجاورة.

وهاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 17:05 من يوم السبت نفسه، منزلا لعائلة مطر بالمخيم الجديد بمخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، ما أدى لمقتل 4 من سكانه، بينهم طفلان وسيدة ومسن، (الجد وزوجة ابنه وحفيديه). كما أصيب عدد آخر من السكان، وتضررت العديد من المنازل المجاورة.

كما شنت طائرات الاحتلال عشرات الغارات تجاه منازل وتجمعات في مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من المواطنين. ووفق وزارة الصحة؛ ارتفعت حصيلة الهجوم العسكري الإسرائيلي حتى صباح اليوم الأحد على قطاع غزة إلى 45,259 قتيلا و107,627 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

يؤكد المركز أن استمرار قوات الاحتلال في هجومها العسكري وارتكاب الفظائع وتجاهلها المطالبات بوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، نتيجة للحصانة التي توفرها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية، والتي سمحت بتكريس سياسة الإفلات من العقاب، فضلاً عن التواطؤ والمشاركة في الانتهاكات الخطيرة بحق الشعب الفلسطيني من خلال مواصلة تزويد قوات الاحتلال بالسلاح والذخائر واستمرار دعمها السياسي.

وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفعال لإجبار دولة الاحتلال على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ووقف ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.