سنية عطوة حسين ابو طعيمة (أبو اسحق)، متزوجة وأم لـ 7 أبناء، سكان بني سهيلا شرق خانيونس.
تاريخ الإفادة: 28/12/2024
أنا متزوجة من بسام شعبان احمد ابو طعيمة، 44 عاما، ولدي منه سبعة أبناء هم: نيبال22 عاما، أدهم 20 عاما، ملاك 18 عاما، رهف 15عاما، ريماس 14عاما، وزين 8 سنوات. أسكن في منزل باطون طابق واحد على مساحة 80 م2.
في حوالي الساعة 6:00 مساء الاثنين 4/12/2023، بدأت اسمع اصوات انفجارات متتالية ومتواصلة، وقصف مدفعية في محيط المنطقة. وفي حوالي الساعة 9:00 مساء جاء إخوتي وعائلاتهم: محروس 31 عاما، وزوجته فاطمة باسم الشواف 22 عاما، حامل في السابع، وطفلهما صخر 3 سنوات؛ وفارس 32عاما وزوجته دلال أنور عبد أبو رجيلة 29 عاما، وطفليتهما وتين عاما و8 شهور، ومنة الله 4 سنوات؛ وأشقاء دلال انس 14 عاما، وأحمد 27 عاما؛ وجيهان جهاد البريم 34 عاما، زوجة أخي فوزي وأطفالها ألما 8 أعوام، وتالا 4 سنوات وايهم 3 سنوات، وإلين 6 سنوات، واية 10سنوات، (وهي ابنة أخي فوزي من زوجة اخرى). كانوا حفاة الأقدام خائفين، وأبلغوني أن طائرة استطلاع إسرائيلية قصفت منزل أخونا فواز38 عاما، بصاروخ وأنهم سينامون عندي حتى الصباح، وعندما يتوقف الحزام الناري وتسنح لهم الفرصة سيتركون المنطقة. فرشت لهم فراش وتوزعوا على الغرفتين ومنهم من جلس في الصالون، مكثنا طوال الليل مستيقظين من أصوات الانفجارات والقصف المدفعي وإطلاق النار.
في حوالي الساعة 6:00 صباح الثلاثاء 5/12/2023 نظرت من النافذة الشمالية فلم أشاهد سوى غبار أبيض، وخرج ابني أدهم إلى الشارع الشرقي للمنزل فصرخ عليه عمه علاء من منزله المجاور، وأبلغه أنه يوجد دبابات في شارع خالد بن الوليد المحاذي لمنازلنا على بعد 200 متر جنوبا، فعاد أدهم إلى المنزل. وبعد حوالي 10 دقائق، فوجئنا بالدبابات والجرافات تمر من الشارع شرق منزلنا، وتلتف وتتمركز حولنا شمالا وغربا، فنظرنا من شبابيك المنزل فشاهدنا الجرافات تقوم بالتجريف من حولنا شمالا وغربا، حيث كانت جرافات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات الليل جرفت مكب النفايات التابع لبلدية بني سهيلا وأقاموا عليه موقعا عسكريا ونصبوا الخيام فيه دون أن نسمع شيئا، كيف لا اعرف!
في حوالي الساعة 9:00 صباحا، أطلقت دبابة قذيفة مدفعية صغيرة غربا اتجاه منزل أخ زوجي محمد 42 عاما، (كان المنزل خاليا لأن محمد وأسرته كانوا نازحين في رفح قبل يومين)، فتكسر زجاج شبابيك المنزل، وجرحت آية والما من الزجاج. عندها قام أحمد أبو رجيلة بفك عصا المكنسة وربط قطعة قماش بيضاء من ستارة الشباك، وقال تعالوا نخرج ونحن رافعين الراية، لكن الخوف الشديد كان سببا لعدم خروجنا. تجمعنا في الغرفة الجنوبية الغربية، وكان أنس ابو رجلية ممدا على سرير، وجيهان وضعت ابنها أيهم على سرير آخر لينام، وخرجت دلال زوجة فارس تحمل طفلتها وتين، وأخيها أحمد إلى الصالون، وأدهم كان في الغرفة الشمالية هو وأخته ريماس، وكانت الجرافات مستمرة؛ حيث جرفت المقبرة الخاصة بعائلة البريم مساحتها دونم، كما جرفت أعمدة الكهرباء والهواتف، في المنطقة، وشرعت بتجريف حوش المنزل من الجهة الشرقية وبدأت الجرافة تقترب من المنزل.
في حوالي الساعة 12:00 ظهرا، إذا بابني ادهم وابنتي ريماس يخرجان جريا من الغرفة الشمالية الغربية اتجاه باب المنزل شرقا وهما يصرخان الحقوا، الحقوا، هدوا (هدموا) الدار علينا وشاهدت أيضا دلال وأخيها أحمد يهربان باتجاه باب المنزل، وأيهم وأنس كل واحد منهما على سرير عندي في الغرفة الجنوبية الغربية، وشاهدت تشقق جدار الغرفة، فهربت ببناتي على الأرض ناحية النافذة الجنوبية، وجيهان جرت نحو ابنها أيهم لتحمله إلا أن سقف المنزل سبقها إليه، وانهار على ابنها وعلينا. استيقظت بعد أن فقدت الوعي مدة لا أعرفها؛ ووجدت نفسي عالقة بين السقف وأرضية الغرفة وأيهم بين السقف وقدمي، وابنتي رهف وملاك خلفي إلى داخل الغرفة ولا يستطعن الخروج مني، ومن جيهان التي كان جزئها السفلي تحت ركام السقف، وألما في الحمام منهار عليها لا تستطيع الخروج. نظرت حولي وشاهدت أنس وقد أطبق عليه السقف تماما، فصرت انادي عليه انس، أنس فلم يرد فأيقنت أنه قد فارق الحياة، وشاهدت ملاك خلفي فقلت لها تحركي واخرجي فقالت إنها (محشورة) عالقة لا تستطيع الخروج، وكان إخوتي فارس ومحروس عالقين ولكن جزءا منهما في الشارع الذي بيننا وبين منزل شقيق زوجي علاء، وآية تقريبا في الشارع بين بعض الركام، عند أقدام محروس الذي طلب منها الخروج، فقالت له لا أستطيع فدفعها بقدمه مع الحجارة، وطلب منها الذهاب للجنود وإبلاغهم بوجود أطفال ومصابين في المنزل، فخرجت وعادت وقالت له لا يوجد أحد. بعد 5 دقائق استطاع محروس إخراج نفسه من تحت ركام السقف، وتفقد الموجودين فلم يجد ابنتي نيبال فقال إنها استشهدت ولكن نيبال عندما سمعته، والركام يغمرها أمسكت بقدمه فصرخ إنها على قيد الحياة ورفع عنها بعض الركام لكي تتنفس، وصعد على سطح المنزل، وبعد حوالي 10 دقائق عاد محروس وأخبرنا أن جنود الاحتلال الاسرائيلي أعدموا ابني ادهم، وبدأ بإخراج زوجته وابنه صخر، ومنة الله، وإيلين، وظلوا تحت السقف، وصعد محروس فوق السقف وبعد 5 دقائق استطاع فارس إخراج نفسه من بين الركام وقال لآية أن تخبر محروس بأنه حي، فسمعه محروس فقال له لا تخرج حتى أبلغ الجيش. عاد محروس وخلع بلوزة فارس عنه، وعندها صرخت جيهان عليهما أخرجوني طلعوني فأخرجوا جزءا منها، وطلبت انا منهم أن يرفعوا أيهم الذي استشهد عن قدمي فسحبه محروس ووضعه على سقف المنزل المنهار، وذهب فارس إلى زوجته دلال التي كانت أيضا عالقة في الجهة الشرقية للمنزل، وبعد 5 دقائق سمعت محروس يصرخ على فارس قائلا له اخرج وإلا الجنود سيطلقون النار عليك، فترك فارس زوجته وتوجه إلى الجنود. عاد محروس إلينا وأخذ زوجته وابنه صخر ورهف واية والين وتالا، ومنة الله، وقال لي سامحيني لا أستطيع إخراجك أنت وجيهان. بعد 10 دقائق جاءت ابنتي ريماس التي كانت تحت الركام واستطاعت الخروج، فقالت لها نيبال احضري شيئا لتحطيم الحجارة فذهبت وأحضرت مغرفة وملاعق وسكين ولكن استخدامها دون فائدة، لم نستطع فعل شيئا بها، ثم ذهبت ريماس وعادت معها شاكوش وقامت بتكسير الحجارة عن جيهان لأننا كنا لا نستطيع الخروج إلا بخروج جيهان أولا. أخرجنا جيهان التي كانت لا تشعر بأطرافها السفلية، خرجت أنا وبناتي ريماس ونيبال وملاك، وذهبت ريماس إلى زوجة خالها دلال ولحقت أنا بها فأعطتني ريماس وتين ابنة اخي فارس وكانت قد فارقت الحياة، ووضعتها على السطح المدمر، ثم قمنا بإخراج دلال وأخيها أحمد من تحت ركام السقف، وكان ساقه مكسورا وساعدناهما بالوصول زحفا إلى منزل شقيق زوجي علاء وأدخلنا احمد إلى الداخل. شاهدت جنودا متمركزين على سطح منزل تامر على بعد 20 مترا غربا. أخذت من منزل علاء بلايز وملابس داخلية بيضاء (شباحات)، وعدنا إلى جيهان، سمعت صوت ألما تقول طلعوني، طلعوني، لا أعرف أين مكانها، وطلبت من جيهان أن تخرج معنا، فرفضت وقالت لن أخرج. ابنتي ألما في الحمام تنادي علي. كانت الساعة 5:00 مساء عندما خرجنا رافعين الملابس البيضاء بأيدينا كراية، وتوجهت نيبال ناحية الغرب حيث جنود الاحتلال يتمركزون على منزل تامر فصرخت عليه وعادت الينا، وخرجنا باتجاه الشرق، وبعد عدة مترات لم نعرف أين نذهب فاتصلت ابنتي ريماس على أبيها وسألته من أين نخرج فأرشدها إلى الخروج من الجهة الشمالية من عند بيت جارنا أبو سالم من نفس الطريق الذي خرجت منها رهف أختها ومن معها، وبعد سيرنا 20 مترا، شاهدنا دبابة تقف في الطريق توجه مدفعيتها باتجاهنا، توقفنا ورفعنا أيدينا بالملابس البيضاء، فأشار لنا أحد الجنود من على ظهر الدبابة بالسير باتجاه منزل أبو سالم، وكانت نيبال مصابة بكتفها الايسر، وقدمها اليمنى لا تسطيع رفعها، وريماس وملاك مصابتان بجروح في يديهما. واصلنا السير بصعوبة إلى أن وصلنا الى دوار العلم في بنى سهيلا، شاهدنا شبان واخبرناهم بما حدث، فأخذونا إلى مستشفى مجمع ناصر الطبي. بعد يوم خرجنا من المستشفى، ونزحنا إلى مدرسة سهام (ا) مقابل المستشفى، وبعد 20 يوما نزحنا إلى رفح البركسات بسبب تقدم قوات الاحتلال والاقتراب من مدارس الايواء بخان يونس. بتاريخ 18/4/2024 عثر علاء شقيق زوجي على الجزء السفلي لابني أدهم على بعد 50 مترا شمال شرق المنزل ودفنه بعد إجراء الدفن في مستشفى الأوروبي شرق خان يونس. عدنا إلى بنى سهيلا بتاريخ 23/4/2024، وبعد شهر عثرنا على رفات الجزء العلوي من أدهم بالقرب من منزل جارنا جهاد البريم وتعرفت عليه من بلوزته وعظام الجمجمة، وأكدت نيبال أن الرفات الذي عثروا عليه يعود لأخيها أدهم عندما شاهدت أسنانه لأن أدهم كان له نابين. وقد استشهد في حادثة هدم منزلي 6 أشخاص وهم: ابني أدهم بسام شعبان ابو طعيمة، 20 عاما، وزوجة أخي فوزي جيهان جهاد محمد البريم، 24 عاما، وطفليها ألما فوزي عطوة أبو اسحق، 8 سنوات، وشقيقها أيهم، 3 سنوات، وطفلة أخي وتين فارس عطوة أبو اسحق، 20 شهرًا، وأنس أنور عبد أبو رجيلة، 14 عاما.