واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون ارتكاب جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، خلال شهر أبريل 2025، بما في ذلك جرائم القتل، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، والاعتقالات، والتهديد وغيرها من الجرائم والانتهاكات.
فيما يلي أبرز الانتهاكات التي وثقها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان:
جرائم القتل وانتهاك الحق في السلامة البدنية:
أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة خلال هذا الشهر عن مقتل 16 فلسطينيا، بينهم 11 مدنيًّا، منهم 6 أطفال وامرأة، وإصابة العشرات بجروح وحالات اختناق. كما توفي معتقلان في سجون الاحتلال.
ومن أبرز عمليات القتل:
في 2/4/2025، قتلت قوة إسرائيلية خاصة المواطن حمزة محمد سعيد خماش، 33 عاما، بعد أن داهمت منزله في حارة الياسمينة في البلدة القديمة من مدينة نابلس. ووفق المعلومات التي توفرت لباحث المركز، فقد اقتحمت القوة المنزل بعد تفجير بابه، وأطلقت النار تجاه حمزة خلال خروجه من غرفته وأصابته في فخذه الأيسر، واعتقلت شقيقه يوسف. ألقت القوة بطانية على جسد حمزة وسحلته على درج المنزل وصولا إلى الشارع وتركته على الأرض ينزف حتى الموت قبل انسحابها.
في 3/4/2025، قتل المواطن يوسف بكر يوسف زغلول، 19 عاماً، وأصيب آخر جراء إطلاق قوات الاحتلال النار تجاههما، حيث أصيب يوسف بالجزء العلوي من جسمه، أثناء وجوده بالقرب من شارع 60 الاستيطاني المحاذي لقرية حوسان، غربي مدينة بيت لحم، بحجة رشق مركبات المستوطنين بالحجارة. احتجزت تلك القوات جثمان القتيل واعتقلت المصاب.
في 4/4/2025، قتلت قوات الاحتلال المواطن حسين جميل حردان، 43 عاماً، وهو مدني، خلال محاولته الهروب من منزله بعد محاصرته واقتحامه تفتيشه وإخراج سكانه منه لفترة زمنية، شمال مدينة جنين. نقلت تلك القوات الجثمان إلى حاجز الجلمة العسكري، وبعد ثلاث ساعات سلمته إلى طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني.
في 6/4/2025، قتلت قوات الاحتلال الطفل عامر محمد سعادة ربيع، 15 عاماً، من سكان بلدة ترمسعيا شمال محافظة رام الله بعد إصابته بـ 11 رصاصة، في أنحاء الجسم، خلال أعمال رشق حجارة تجاه مركبات المستوطنين على خط 60 في المدخل الغربي للبلدة.
في 8/4/2025، قتلت قوات الاحتلال المواطنة أمانة إبراهيم محمد يعقوب، 30 عامًا، وهي محامية، قرب قرية حارس في سلفيت، بعد أن أطلقت النار عليها بشكل مباشر وتركت جثتها ملقاة على جانب الطريق بعض الوقت قبل احتجاز جثمانها بزعم محاولة تنفيذ عملية طعن.
في 14/4/2025 قتلت قوات الاحتلال الطفل مالك علي حطاب، 17 عاماً، من سكان مخيم الجلزون بعد إصابته بعيار ناري في بطنه، خلال اقتحام مخيم الجلزون شمال غربي رام الله، بينما كان يرشق الحجارة تجاه تلك القوات الاحتلال بالحجارة.
في 17/4/2025، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، وفاة المواطن مصعب حسن عديلي ،20 عاماً، من سكان قرية اوصرين جنوب محافظة نابلس، المعتقل في سجن مجدو الإسرائيلي، بعد نقله إلى مستشفى (سوروكا).1 علما أنه معتقل منذ 22/3/2024، ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة 13 شهرا.
في 17/4/2025، قتلت قوات الاحتلال مدنيين، أحدهما طفل، وهما جهاد أدهم عبد الله عديلي،17عاماً، وسيف غسان جبر عديلي،19عاماً، من سكان قرية اوصرين، جنوب شرقي محافظة نابلس، بعد إطلاق النار تجاههما بالقرب من منطقة البياضة، بين اراضي قرية اوصرين، وبلدة بيتا، القريبة من مستوطنة ” افتار” المقامة في جبل صبيح جنوب بلدة بيتا، بحجة رشق مركبات الاحتلال ومستوطنيه بالحجارة. واحتجزت تلك القوات جثماني القتيلين.
في 20/4/2025، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، وفاة ناصر خليل محمد عودة ردايدة، 49 عاما، المعتقل في سجن عوفر الإسرائيلي، الواقع غرب مدينة رام الله، عقب نقله الى مستشفى هداسا في مدينة القدس المحتلة، مساء 17/4/2025، دون أي معلومة عن أسباب الوفاة. واعتقلت قوات الاحتلال ناصر عقب إطلاق النار تجاهه قرب حاجز مزموريا العسكري، شمالي شرق مدينة بيت لحم، بتاريخ 18\9\2023، بحجة محاولته طعن جندي إسرائيلي على الحاجز. 2
في 23/4/2025، قتلت قوات الاحتلال الطفل محمود مثقال علي ابو الهيجا، 12عاماً، جراء إصابته بعيار ناري اخترق بطنه ونفذ من فخذه، خلال مواجهات بالحجارة مع تلك القوات بالتزامن مع محاصرتها منزلا في بلدة اليامون، غربي مدينة جنين.
في 25/4/2025، قتلت قوات الاحتلال الطفل عبد الخالق مصعب جبور، 17 عاماً، من سكان قرية سالم شرقي مدينة نابلس، بعد إصابته بعيار ناري في صدره، بينما كان يغلق محله التجاري لحظة اقتحام قوات الاحتلال للقرية المذكورة.
في 26/4/2025، أعلنت الطواقم الطبية في المستشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس نبأ وفاة المواطن أحمد ابراهيم باكير نصاصرة، 32 عاماً، من سكان بلدة بيت فوريك شرقي مدينة نابلس، متأثراً بجراحه التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال في ظهره خلال اقتحامها البلدة بتاريخ 2/2/2025.
وبهذا يرتفع عدد القتلى في الضفة الغربية منذ بداية هذا العام إلى 115 مواطنًا، بينهم 63 مدنيًّا، منهم 19 طفلا و4 نساء. كما توفي 6 معتقلين أحدهم طفل داخل السجون الإسرائيلية.
الهدم والتجريف:
هدمت قوات الاحتلال في الضفة الغربية 138 منشأة، منها 56 منزلا هدم كلي، بينها 48 منزلاً هدمت بحجة عدم الترخيص، و3 منازل في إطار سياسة العقاب الجماعي على خلفية تنفيذ عمليات ضد الاحتلال ومستوطنيه، و3 منازل أجبر الاحتلال مالكيها على هدمها ذاتيا في القدس الشرقية المحتلة والأغوار الشمالية. وبينها 82 منشأة تجارية. وصادرت العديد من الممتلكات. كما جرفت أراضي مزروعة بأشجار الزيتون في محافظة الخليل. المزيد من التفاصيل عن جزء من عمليات الهدم في هذا البيان.
ودمرت قوات الاحتلال المزيد من المنازل والمباني خلال هجومها العسكري المستمر في مخيم جنين ومخيم طولكرم ونور شمس. كما أحدثت تلك القوات خلال هجماتها البرية التي نفذتها في مدن ومخيمات الضفة الغربية تدميرًا واسعًا بالبنى التحتية من شوارع وتمديدات مياه وخطوط هواتف وكهرباء.
مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني:
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيها خلال المدة التي يغطيها التقرير سياسة التوسع الاستيطاني المتمثلة في مصادرة الأراضي الفلسطينية وتجريفها وإقامة البؤر الاستيطانية وتوسيع المستوطنات. وفيما يلي أبرز الاعتداءات:
في 8/4/2025، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة في منطقة تجمع الحثرورة البدوي في الخان الأحمر، شرقي مدينة القدس الشرقية المحتلة، بهدف زيادة الاستيطان في المنطقة وفرض التهجير القسري لتجمعات البدوية لصالح تنفيذ مشروع E1 الاستيطاني، والذي يهدف الى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها.
في 14/4/2025، أقام مستوطنون بمساعدة قوات الاحتلال بؤرة استيطانية جنوب غربي بلدة الظاهرية، في الخليل، حيث أحضر المستوطنون بركسا وكرفانا حديديا، ووضعوهما في المنطقة.
اعتداءات المستوطنين:
نفذ مستوطنون 15 اعتداء على القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، تنوعت بين اعتداءات على مواطنين فلسطينيين وممتلكاتهم. وأسفرت الاعتداءات عن إصابة طفل ومسن بالرصاص الحي، وإصابة 12 مواطنًا، منهم امرأة وطفل، بأدوات مختلفة كالحجارة والعصي وآلات حادة.
واشتملت الاعتداءات على إحراق صالة أفراح وكتابة شعارات معاديه للعرب على جدرانها وإحراق 4 مركبات وتهشيم زجاج أخرى، وإتلاف 110 خلايا نحل، وسلب 1500 رأس غنم وتمزيق خيام المزارعين وقتل 4 خراف.
اعتداءات الاحتلال في مدينة القدس:
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ومحاولة تهويد المدينة، من خلال المصادقة على مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة من جهة، والاستمرار في سياسة تدمير المنازل الفلسطينية تحت ذرائع مختلفة. كما واصلت قوات الاحتلال فرض قيود على وصول المصلين للمصلين للمسجد الأقصى خاصة يوم الجمعة، من حيث تحديد الأعمار وفرض قيود وإجراءات تفتيش مشددة عليهم. وإلى جانب تدمير المنازل والمنشآت كما هو مبين في محور الهدم والتجريف، وثق المركز ما يلي:
في 8/4/2025، اقتحمت قوات الاحتلال حرم جامعة القدس في بلدة أبو ديس، شرقي مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحاصرت آلاف الطلبة المتواجدين في كلياتها، وأخلت ساحاتها بالقوة وسط إطلاق كثيف وعشوائي للقنابل الغازية، بهدف منع إقامة وقفة تضامنية مع سكان قطاع غزة، دعت اليها الحركة الطلابية. أسفرت الاعتداءات عن إصابة 23 طالباً بحالات اختناق.
في اليوم نفسه، اقتحمت قوات الاحتلال، مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في شارع صلاح الدين وسط مدينة القدس الشرقية المحتلة، واعتقلت أمين سر الاتحاد فوزي شعبان، وعلقت قرارًا بإغلاق المقر.
كما اقتحمت طواقم من وزارة المعارف الإسرائيلية، برفقة عناصر من الشرطة والمخابرات الإسرائيلية، 6 مدارس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مدينة القدس الشرقية المحتلة، وسلمت إداراتها قرارات بإغلاق المدارس بعد شهر واحد وافقط، مع عدم التواجد فيها كليا، بحجة عدم امتلاك هذه المدارس التراخيص اللازمة لفتحها، وذلك في إطار تنفيذ سلطات الاحتلال الاسرائيلي قرار حظر نشاط وكالة الاونروا المصادق عليه من أغلبية أعضاء الكنيست الاسرائيلي، منذ 28 أكتوبر 2024.
في 19/4/2025، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية على الحواجز المحيطة بمدينة القدس الشرقية المحتلة، وحرمت آلاف المواطنين المسيحيين من الضفة الغربية، من الوصول إلى مدينة القدس المحتلة، للمشاركة في إحياء سبت النور، ونصبت الحواجز العسكرية في محيط البلدة القديمة وفي الطرق الواصلة إلى كنيسة القيامة في البلدة القديمة. وفي ساعات الصباح، نشرت قوات الاحتلال الحواجز والسواتر والمتاريس الحديدية في محيط كنيسة القيامة وداخل ساحاتها الرئيسية وسط البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، وشددت من تواجدها عند بابَي الجديد والخليل، وانتشرت على طول الازقة والطرقات الرئيسية ومفترق حارات البلدة القديمة المحيطة بالكنيسة، ونصبت في كل نقطة أو مدخل يؤدي إليها بالسواتر الحديدية ومنعت المرور من خلالها، وأعاقت وصول المصلين المحتفلين إلى الكنيسة، ومنعت الكثيرين منهم من عبور الحواجز رغم امتلاك بعضهم تصاريح رسمية لدخول الكنيسة، في انتهاك صارخ لحرية العبادة والوصول إلى الأماكن المقدسة.
وعند حوالي الساعة 3:00 مساءً ومع بدء الاحتفالات في محيط كنيسة القيامة، عرقلت قوات الاحتلال سير زفّة سبت النور السنوية التقليدية واعتدت على فرق الكشافة والحضور بعد وصولها الى ساحة الكنيسة، ورفعت السلاح في وجوه المحتفلين من كبار السن والنساء والأطفال من أشبال الكشافة، وتعرض بعضهم للدفع والضرب والصراخ والشتم، في مشهد مستفز وغير مقبول، كما منعت قوات الاحتلال سفير الكرسي الرسولي المطران أدولفو تيتو إيلانا، وعدداً من المطارنة من دخول كنيسة القيامة في للمشاركة في طقوس سبت النور، والتي تُعتبر من أبرز طقوس أسبوع الآلام المسيحي. كما تعرض المحتفلون المتواجدون في منطقتي باب الجديد وباب الخليل الى اعتداءات من قبل قوات والتي تسببت بازدحاماً شديداً، وتدافعا غير مسبوق بين المحتفلين المسيحيين الذين قدموا من القدس والداخل الفلسطيني.
في 28/4/2025، أصدر وزير الأمن القومي الاسرائيلي، إيتمار بن غفير، قرارًا بإغلاق مكتب صندوق وقفية القدس في البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة، بحجة مشاركته بأنشطة مدعومة من السلطة الوطنية الفلسطينية.
تقييد حرية الحركة والحواجز:
كثفت قوات الاحتلال من أعداد الحواجز ونقاط التفتيش في كل أنحاء الضفة الغربية، وشددت القيود على حرية الحركة والتنقل بين المدن والقرى وعزلتها عن بعضها البعض. ونصبت قوات الاحتلال خلال هذا الشهر مئات الحواجز الفجائية والبوابات الحديدية على شوارع الضفة الغربية وبين بلداتها، إلى جانب عشرات الحواجز الثابتة، ووظفتها لتقييد حرية حركة وتنقل الفلسطينيين.
ويتعرض المدنيون الفلسطينيون لمعاملة لاإنسانية وحاطة بالكرامة على حواجز التفتيش. وشكلت هذه الحواجز عبئاً كبيراً على تنقل السكان الفلسطينيين وأصبحت تشكل خاطراً على حياتهم بتهم واهيه الشك بهم يتم قتلهم عليها أو مصائد للاعتقال ممن تدعي أنهم “مطلوبون” لها.