واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنون الإسرائيليون ارتكاب جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة خلال شهر مايو 2025، بما في ذلك جرائم القتل، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، والاعتقالات، والتهديد وغيرها من الجرائم والانتهاكات.
فيما يلي أبرز الانتهاكات التي وثقها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان:
جرائم القتل وانتهاك الحق في السلامة البدنية:
أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة خلال هذا الشهر عن مقتل 19 مواطنًا، بينهم 9 مدنيين، منهم طفلان. كما توفي معتقل في سجون الاحتلال.
ومن أبرز عمليات القتل:
في 1/5/2025 قتلت قوات الاحتلال المواطن علاء شوكت احمد خضير، 29 عاما، بعدما أصابته بعيار ناري في ظهره نفذ من صدره، خلال اقتحامها بلدة بيتا، جنوب شرقي محافظة نابلس. وقعت الجريمة، أثناء انسحاب آليات من البلدة قرابة الساعة 10:30 مساءً، حيث ترجل مجموعة جنود من إحدى الآليات وأطلقوا النار بشكل كثيف وعشوائي صوب المواطنين المتواجدين بالقرب من نادي بيتا الرياضي على الشارع الرئيسي في مدخل البلدة، ما أسفر عن إصابة خضير بجروح خطيرة توفي إثرها بعد وصوله مستشفى النجاح الخاص في مدينة نابلس.
في 2/5/2025، في جريمة قتل خارج إطار القانون، قتلت قوات الاحتلال المواطن عمر مصطفى موسى ابو ليل، 39 عاماً، داخل منزله في شارع القدس المتاخم لمخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس. علمًا أنه لم يكن مسلحاً وجاء إطلاق النار تجاهه وهو يجلس في شرفة منزل شقيقه في الطابق الخامس من المبنى المكون من 5 طبقات. وفي أعقاب مقتله احتجزت قوات الاحتلال جثمانه.
في 4/5/2025، توفي المعتقل في سجون الاحتلال محي الدين فهمي سعيد نجم، 60 عاماً، من سكان قرية سيريس جنوب شرقي محافظة جنين، في مستشفى سوروكا الإسرائيلي وهو معتقل إداري منذ 8/8/2023. ووفق هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني، فقد تعرض نجم لجريمة طبية من خلال حرمانه الكلي من العلاج، حيث كان يعاني من مشاكل صحيّة مزمنة، وقد أجريت له زيارة في تاريخ العاشر من مارس الماضي في سجن (النقب)، وخلالها كشف عن تراجع كبير على وضعه الصحيّ، فلم يعد يقوى على الحركة، ويتنقل بصعوبة كبيرة، وبعد عدة تدخلات جرى نقله لإجراء فحوص طبيّة، وفي حينه لم يتم إبلاغه بتفاصيل حالته الصحيّة. علمًا أنه تعرض للاعتقال عدة مرات سابقاً وأمضى حوالي 19 عاماً، في سجون الاحتلال.1
في 7/5/2025، قتلت قوات الاحتلال المواطن عبد الفتاح عاهد أحمد حريبات، 20 عاماً، على مدخل مدينة الخليل الجنوبي (الفحص) الرابط بالخط الالتفافي 60، بعدما أطلقت النار تجاهه وهو داخل المركبة التي كان يقودها من نوع فورد ترانزيت بيضاء اللون، بزعم تنفيذ عملية دهس للجنود على الحاجز المذكور. لم يتوفر شهود عيان حول الجريمة.
في 8/5/2025، قتلت قوة خاصة من جيش الاحتلال الشاب رامي سامي وليد الكخن، 30 عاماً، في جريمة قتل خارج نطاق القانون (الاغتيال) بعد إطلاقها النار تجاهه في البلدة القديمة من مدينة نابلس. كما اعتقلت قوات الاحتلال مواطنًا وأصابت 7 مدنيين منهم 3 أطفال، وقل انسحابها اقتادت معها جثمان الشاب الكخن. وأظهر مقطع فيديو2 نشر على وسائل التواصل الاجتماعي قيام أحد أفراد القوة الإسرائيلية الخاصة وهو يتنكر بملابس مدنية “جلابية” ويطلق النار تجاه الكخن، رغم أنه رفع يديه إلى الأعلى، ولم يبد أي مقاومة. وبعد قتله احتجز جنود الاحتلال جثمانه.
في 9/5/2025، قتلت قوة خاصة من جيش الاحتلال الشابين: نور عبد الكريم محمد البييطاوي، 34 عامًا، من سكان مخيم جنين، وحكمت شوقي محمد عبد النبي،42عاماً، من سكان جبل عسكر، في جريمة قتل خارج نطاق القانون (الاغتيال) بعد محاصرة منزل قيد الإنشاء تواجدا فيه في جبل عسكر، شمال شرقي مدينة نابلس. نفذت تلك القوات عملية القتل بإطلاق طائرة مسيرة مفخخة داخل المنزل. ومع انسحابها من المنطقة، احتجزت قوات الاحتلال جثماني القتيلين.
في 15/5/2025، قتلت قوة خاصة من جيش الاحتلال، في جريمة مقتل خارج نطاق القانون، خمسة مواطنين بعد استهداف منزل تواجدوا فيه في بلدة طمون، جنوب شرقي مدينة طوباس، إلى جانب استهداف المنزل بعدة قذائف. والقتلى هم: ساهر نبيل بشارات، وإسلام عزمي حسين بني عودة، ورضا كمال بني عودة، وديع اياد بني عودة، وإبراهيم رافع بني عودة، واحتجزت جثامين 4 منهم، في حين عثر على الخامس على سطح البناية متفحمًا .
في 16/5/2025، قتلت قوات الاحتلال المتمركزة على باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، الطفل محمد نضال ابولبدة، 17 عاماً، بدعوى تنفيذه عملية طعن وإصابة أحد الجنود المتمركزين على البوابة بجروح طفيفة.
في 17/5/2025، قتل الطفل نضال وائل عبد الكريم شغنوني، 16 عاماً، وأصيب طفلان آخران، بعد إطلاق النار تجاههم من مستوطن بحماية قوات الاحتلال، على مدخل قرية برقة شمال غربي مدينة نابلس، واحتجزت تلك القوات جثمان الطفل.
وفي اليوم نفسه، قتلت قوات الاحتلال المواطن نائل سامي عبد الرحمن سمارة، 36 عاماً، خلال توغلها في قرية برقين غربي مدينة سلفيت واحتجزت جثمانه.
في 27/5/2025، قتل المواطن محمود فيصل طاهر خراز، 32عاماً، جراء إصابته بعيار ناري في عنقه بعد إطلاق قوات الاحتلال النار تجاهه مع مدنيين آخرين متواجدين على درج السوق الأخضر في مدينة نابلس، بالتزامن مع انسحاب تلك القوات من المنطقة. كما أصيب 7 مدنيين، بينهم طفلان. كانت قوات الاحتلال نفذت مداهمات لمحل صرافة ومتجر لبيع الذهب وصادرت منهما ما لديهما من المال والذهب.
في 28/5/2025، قتلت قوات الاحتلال المواطن جاسم إبراهيم السدة، 20 عاماً، من سكان قرية جيت، شمال مدينة قلقيلية، بعدما اقتحمت منزله وأطلقت النار نحوه أثناء نومه بالفراش، وتركته ينزف حتى الموت، وقبل انسحابها احتجزت جثمانه، ولاحقا سلمته لطواقم الهلال الأحمر على مدخل بلدة جيت.
وبهذا يرتفع عدد القتلى في الضفة الغربية لهذا العام إلى 132 قتيلا، بينهم 70 مدنيا، منهم 21 طفلا و4 نساء. كما توفي 7 معتقلين فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، منهم طفل.
الهدم والتجريف:
هدمت قوات الاحتلال 123 منشأة، منها 51 منزلا هدم كلي، بينها 21 منزلاً هدمت بحجة عدم الترخيص، و3منازل في إطار سياسة العقاب الجماعي، و8 منازل أجبر الاحتلال مالكيها على هدمها ذاتيا في القدس الشرقية المحتلة والاغوار الشمالية، و 72 منشأة تجارية.
كما دمرت تلك القوات منزلاً في بلدة طمون جنوب شرقي محافظة طوباس بعد محاصرته وقتل خمسة مواطنين، داخله، و18 منزلا كليا في مخيمي طولكرم ونور شمس شرقي مدينة طولكرم ضمن العملية المستمرة منذ عدة أشهر، وفق ما تمكن باحثونا من توثيقه.
كما أحدثت قوات الاحتلال خلال هجماتها البرية التي نفذتها في مدن ومخيمات الضفة الغربية تدميرًا واسعًا بالبنى التحتية من شوارع وتمديدات مياه وخطوط هواتف وكهرباء في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم شرقي مدينة طولكرم.
مصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني:
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيها خلال المدة التي يغطيها التقرير سياسة التوسع الاستيطاني المتمثلة في مصادرة الأراضي الفلسطينية وتجريفها وإقامة البؤر الاستيطانية وتوسيع المستوطنات. وفيما يلي أبرز الاعتداءات:
في 1/5/2025، أقامت مجموعة من المستوطنين بؤرة استيطانية جديدة في منطقة تجمع الفارسية، في الأغوار الشمالية، بهدف زيادة الاستيطان في المنطقة وفرض التهجير القسري لتجمعات البدوية لصالح ضم الاغوار.
في 13/5/2025، جرفت قوات الاحتلال دونمين من أراضي المواطنين بمحاذاة شارع 60 أو ما يسمى شارع اتسهار، جنوب شرقي محافظة نابلس.
في 16/5/2025، صادرت قوات الاحتلال 245 دونما و620 م2 من حوض رقم 2 بهدف إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة بروقين غربي محافظة سلفيت.
في 31/5/2025، أعلن وزراءُ في حكومة الاحتلال الإسرائيلي أن المجلسَ الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية “الكابينت”، صدَّق على إقامة 22 مستوطنةً جديدة في الضفة الغربية المحتلة تشمل تسويةَ بُؤر استيطانية، وعلى طول الحدود مع الأردن.
اعتداءات المستوطنين:
نفذ مستوطنون 21 اعتداء على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة. أسفرت الاعتداءات عن مقتل طفل وإصابة 20 آخرين، بينهم 3 أطفال، منهم اثنان أصيبا بالرصاص، والبقية بالحجارة والآلات الحادة، إلى جانب إلحاق أضرار واسعة بالممتلكات. اشتملت الاعتداءات على إحراق 3 منازل ومسجد ومغسلة سياراتوحرق 28 مركبة خاصةـ وتهشيم زجاج 10 مركبات أخرى، وتهشيم زجاج 9 منزل، وسلب 9 خراف من حظيرة أغنام وقتل 20 خروفا وسلب 4 خيام، وإتلاف ممتلكات أخرى .كما قطعوا 140 شجرة زيتون مثمرة، وأضرموا النار بعشرات الدونمات من الحقول المزروعة بالقمح والشعير والزيتون.
اعتداءات الاحتلال في مدينة القدس:
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ومحاولة تهويد المدينة، من خلال المصادقة على مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة من جهة، والاستمرار في سياسة تدمير المنازل الفلسطينية تحت ذرائع مختلفة. كما واصلت قوات الاحتلال فرض قيود على وصول المصلين للمسجد الأقصى خاصة يوم الجمعة، من حيث تحديد الأعمار وفرض قيود وإجراءات تفتيش مشددة عليهم.
وإلى جانب تدمير المنازل والمنشآت كما هو مبين في محور الهدم والتجريف، وثق المركز ما يلي:
في 8/5/2025 أغلقت طواقم من وزارة المعارف الإسرائيلية برفقة عناصر من شرطة الاحتلال 6 مدارس لوكالة الأونروا، وعلقت أوامر الإغلاق على أبوابها، وأجبرت الطلاب والمعلمين على إخلاء بعضها، ومنعتها من مواصلة تقديم خدماتها التعليمية لأكثر من 800 طالب.
في 12/5/2025 في سابقة خطيرة وغير مسبوقة من نوعها، أدخل مستوطن إسرائيلي قربانا حيوانيا الى المسجد الأقصى، وأدى طقوساً دينية شملت الصلاة والانبطاح، تزامناً مع احتفال اليهود بعيد الفصح الثاني، في انتهاك لحرمة المقدسات الإسلامية.
في 27/5/2025 ، أجرت قوات الاحتلال مزيداً من القيود على البلدة القديمة خلال مسيرة الأعلام، تخللها اقتحام واسع للمستوطنين للمسجد الأقصى وأداء طقوس تثير مشاعر المسلمين.
حرية الحركة والحواجز:
كثفت قوات الاحتلال من أعداد الحواجز ونقاط التفتيش في كل أنحاء الضفة الغربية، وشددت القيود على حرية الحركة والتنقل بين المدن والقرى وعزلتها عن بعضها البعض. ونصبت قوات الاحتلال خلال هذا الشهر مئات الحواجز الفجائية والبوابات الحديدية على شوارع الضفة الغربية وبين بلداتها، إلى جانب عشرات الحواجز الثابتة، ووظفتها لتقييد حرية حركة وتنقل الفلسطينيين. وتقيم قوات الاحتلال 908 حواجز ثابتة وبوابات على مداخل البلدات والقرى الفلسطينية والشوارع في الضفة الغربية.
ففي 14/5/2025 فرضت قوات الاحتلال حصاراً مطبقاً وفرض منع للتجوال على قريتي بروقين وكفر الديك غربي مدينة سلفيت ومنعت مركبات الاسعاف والمركبات التي تحمل تموينا من الدخول إلى القريتين، ضمن سياسة العقاب الجماعي، بعد تنفيذ عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطنة قرب المنطقة.
ويتعرض المدنيون الفلسطينيون لمعاملة لاإنسانية وحاطة بالكرامة على حواجز التفتيش. وشكلت هذه الحواجز عبئاً كبيراً على تنقل السكان الفلسطينيين وأصبحت تشكل خطراً على حياتهم بتهم واهيه الشك بهم يتم قتلهم عليها أو مصائد للاعتقال ممن تدعي أنهم “مطلوبون” لها.