تهدف هذه النشرة إلى تسليط الضوء على أبرز التطورات المتعلقة بانتخابات مجالس الهيئات المحلية، وهي جزء من عمل المركز في مجال مراقبة الانتخابات. وستصدر هذه النشرة تباعاً عن المركز للوقوف على سير العملية الانتخابية وتقييم كل مرحلة من مراحلها استنادا للقانون. ويستند المركز لمصداقية ما يقوم بتوثيقه طاقم المراقبين المدرب والمؤهل من الميدان وما يقوم به من اتصالات مع الجهات المعنية.
يشعر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بقلق إزاء الانتهاكات التي تقترف بحق مرشحي انتخابات مجالس الهيئات المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة والناشطين، المزمع عقدها في الثامن من أكتوبر القادم. ويدعو المركز الجهات المختصة إلى وقف هذه الانتهاكات لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة ويسر. وقد وثق المركز عددا من الخروقات التي من شأنها المس بالعملية الانتخابية، في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك تهديد بعض المرشحين، سواء بالاعتقال أو بالضرب أو بإطلاق النار، وغيرها من التهديدات؛ الاعتداء فعلياً بالضرب المبرح على ناشطين سياسيين؛ الاعتقال والاستدعاء على خلفية انتخابية؛ وغيرها من الانتهاكات.
في قطاع غزة:
وثق المركز عددا من الانتهاكات المتعلقة بالعملية الانتخابية تعرض لها ناشطون من حركة فتح، بعضها تم من قبل مجموعات مسلحة، وأخرى تمت من قبل أجهزة أمنية، شملت التهديدات، والاعتقال والضرب، وكانت أبرزها كالتالي:
التهديدات لمرشحين من قبل جهات غير رسمية
بتاريخ 29 أغسطس، تلقى عدد من الناشطين الفتحاويين تهديدات على هواتفهم الجوالة من أرقام مجهولة بالضرب أو التشهير في حال عدم الانسحاب من قوائم المرشحين أو الاستمرار في نشاطات الحملة. من بينهم مدير البرنامج الانتخابي لحملة حركة فتح في خزاعة، جمعة النجار، 40 عاماً، الذي ذكر في إفادة للمركز، بأن المتصل هدده قائلاً: “…سأكسر رجليك ويديك واشلك..” كما ذكر بأنه تلقى في ذات المساء تهديداً عبر هاتفه الجوال من رقم معروف، في رسالة نصية:”تقاريرك اللي بتوصلهن لرام الله انوا نحن متجنحين العب غيرها كلها مكشوفة..”. كما تلقى كل من: وسام عبد العظيم أبو دحيلة، رئيس قائمة فتح في بلدية خزاعة، والمرشح عن الحركة، أحمد عبد الحليم قديح، اتصالا من مجهول يطالبهما بالانسحاب من سباق الترشح.
بتاريخ 30 أغسطس 2016، تلقى منسق الحملة الإعلامية لقائمة حركة فتح في قرية وادي السلقا، شرق دير البلح، الصحفي يوسف أحمد أبو مغصيب، 36 عاماً، تهديداً عبر الهاتف حول نشاطه الانتخابي. وأفاد أبو مغصيب للمركز، بأنه مساء اليوم المذكور، بينما كان يستعد لإلقاء كلمة في لقاء نظمته حركة فتح بالسكان في ديوان عائلة أبو محارب، للإعلان عن انتهاء الاستعدادات لخوض الانتخابات البلدية، تلقى اتصالا من رقم مجهول (خاص)، هدده خلاله من الاستمرار في نشاطه الانتخابي. وأشار أبو مغصيب إلى أن المتصل قال له :”أنت نشيط وفعال على فيسبوك، هدي الطخ بلاش يروحوا رجليك وينقطع لسانك.”
تلقى كل من المواطنين مازن أبو زيد، وحسين أبو غالي، وهما قياديان من فتح، رسالتي تهديد وضعتا أسفل بابي منزليهما بخان يونس. وأفاد المواطن حسين أحمد موسى أبو غالي، وهو عضو قيادة إقليم غرب خان يونس، في حركة فتح، وعضو لجنة الإشراف على الانتخابات البلدية التابعة لفتح بخان يونس، أنه في مساء يوم الخميس الموافق 1سبتمبر، وجد مظروفاً باسمه داخل منزله، ممهوراً باسم “حماة الشرعية”، بداخله رسالة تهديد بعنوان “أيها الخائن للشرعية”، تتضمن اتهامات له بالعمل لصالح محمد دحلان، وبأنه يعمل ضد الشرعية في الانتخابات.
بدوره، أفاد المواطن مازن محمد عبد الرحمن أبو زيد، 53 عامًا، وهو مدير عام المخيمات بدائرة شؤون اللاجئين، وسكان منطقة الحاووز بمخيم خان يونس، أنه عثر في 1 سبتمبر، على مظروف مماثل ممهور باسم “فتح الثورة”، يتضمن تهديداً له، واتهامات بكتابة تقارير لصالح الرئيس عباس والتسبب بقطع رواتب، ومنع أشخاص من الانضمام لقائمة فتح، أو اللجان الانتخابية.
وبتاريخ 2سبتمبر، تلقى المواطن محمد خليل سلامة أبو فياض، 42 عامًا، من القرارة، بخان يونس، وهو عضو اللجنة المركزية الإعلامية العليا لحركة فتح للانتخابات في قطاع غزة، وعضو لجنة الإعلام لها بخان يونس، رسالة تهديد، باسم “فتح الثورة” تتضمن اتهامات بكتابة تقارير وقطع رواتب، وتهديدا له بتكسير يديه.
احتجاز ناشطين والتحقيق معهم
بتاريخ 30 أغسطس، اعتقلت قوة أمنية محمد شاكر البحيصي، 51 عاماً، من مخيم دير البلح، وهو عضو مجلس استشاري بحركة فتح، وعضو مكلف في لجنة الإشراف على الانتخابات لحركة فتح في دير البلح، من مصنع الباطون الذي يملكه في منطقة البركة بدير البلح، واقتادته إلى مقر الأمن الداخلي في منطقة أنصار بغزة. وذكر البحيصي في إفادته للمركز، أن أفراد القوة الأمنية إقتادوه معصوب العينين الى مقر الامن الداخلي بغزة، حيث اقتادوه الى غرفة، بعد أن استبدلوا قطعة القماش على عينيه بنظارة سوداء تحجب الرؤيا. وذكر بأن أحد الضباط قام باستجوابه حيث تطرق الحديث الى الأمور الانتخابية، واستمر ذلك حوالي ساعة ونصف، حيث سأله الضابط حول دوره لجنة الاشراف على الانتخابات، قبل أن يستبدل المحقق بآخر، الذي اتهمه بأنه ومجموعة ضباط شرطة تابعين للسلطة يعملون على إنشاء تنظيمات موازية للشرطة، فأخبره أن ما يقومون به هو انشطة اجتماعية فقط. وفي حوالي الساعة 6:15 مساءً أطلق سراحه.
الاعتداء بالضرب على ناشطين
بتاريخ 29 أغسطس، قام عدد من المسلحين باختطاف د. رمضان عزازي بركة، 44 عاماً، منسق الحملة الانتخابية لمرشحي حركة فتح للانتخابات البلدية في بني سهيلا بمحافظة خان يونس، من منطقة سكناه، ووضعوه في سيارة وضربه بشكل مبرح، وإلقائه في منطقة أصداء غرب خان يونس. وقد أفاد د. رمضان بركة للمركز بأنه بتاريخ 29 أغسطس 2016، تلقى اتصالا من شخص معروف لديه بأنه ينتمي لأحد فصائل المقاومة في بني سهيلا، أثناء تواجده في مقر اللجنة الانتخابية لحركة فتح في بلدة بني سهيلا، حيث قام المتصل بتهديده بتكسير رجليه. وأضاف بركة أن مجموعة مسلحة قامت باختطافه في نفس اليوم، بعد هذا التهديد، حيث قيدوا يديه ووضعوه في سيارة واقتادوه الى منطقة أصداء غرب خان يونس، واعتدوا عليه بالضرب المبرح، خاصة على ساقيه، قبل أن يتركوه. وذكر بركه في افادته أنه توجه بعد ذلك الى المستشفى وتبين وجود “شعر” في رجله اليمنى ورضوض في الجسم.
في الضفة الغربية
وثق المركز عددا من الانتهاكات المتعلقة بالعملية الانتخابية تعرض لها ناشطون ومرشحون من حركة حماس وغيرها، شملت التهديد من قبل مجهولين وأفراد من الأجهزة الأمنية؛ الاعتقال؛ وإطلاق النار من قبل مجهولين، وكانت أبرزها كالتالي:
التهديدات لمرشحين من قبل جهات رسمية وغير رسمية
تعرض مرشح قائمة طولكرم للجميع، رياض عبد اللطيف بدير، 58 عاماً، للتهديد أكثر من مرة على خلفية ترشحه الانتخابي من قبل مجهولين. أولى التهديدات تمت بتاريخ 17 أغسطس، حيث اتصل عليه مجهول من رقم إسرائيلي مهدداً:” أي خطوة باتجاه الترشح للانتخابات يعني أن أسرتك في خطر.” المرة الثانية كانت بتاريخ 29 أغسطس، حيث اتصل مجهول من ذات الرقم وبذات الفحوى. وأضاف بدير بأن اثنين من أعضاء قائمته الانتخابية وهما د. معتصم بعباع، والسيد عماد صوفي قد انسحبا من القائمة بعد تلقيهما تهديدات من قبل مجهولين.
أفاد المواطن عبد الله ياسين فقها، 52 عاماً، من بلدة كفر اللبد، شرقي مدينة طولكرم، بأنه تلقى في تمام الساعة 5:50 مساء يوم الأربعاء الموافق 17 أغسطس، مكالمة هاتفية من مجهول، قام من خلالها الشخص المتصل بتهديده في حال قيامه بترشيح نفسه لانتخابات المجلس البلدي في بلدته، وفي حال تقدّم بالترشيح سيعرض حياته وحياة أسرته للخطر. وذكر ياسين أنّه شعر بالخوف والقلق، وتراجع عن ترشيح نفسه للانتخابات حرصا منه على حياة أفراد عائلته وحياته. وأضاف أن الوضع الراهن لا يسمح بالمجازفة والإقدام على هذه الخطوة. ومن الجدير ذكره أن البلدة التي ينتمي إليها عبد الله ياسين (كفر اللبد) لا يوجد فيها غير قائمة واحدة، هي قائمة التوافق.
أفاد أحد المرشحين لانتخابات بلدية بيتونيا، السيد صلاح الدين حميدة، 44 عاماً، للمركز، بأنه وأعضاء من القائمة التي ينوي الترشح معها للانتخابات قد تلقوا تهديداً مباشراً من أحد ضباط المخابرات الفلسطينية في مقر لجنة الانتخابات في رام الله، بتاريخ 25 أغسطس. وأضاف حميدة أن ضابط المخابرات اتهم القائمة بأنها غير مستقلة وانها تابعة لحركة حماس، وهدد ثلاثة من المرشحين بالاعتقال. وقد أكد حميدة أن هذا التهديد تم على مسمع ومرأى من أحد موظفي لجنة الانتخابات في رام الله. وأضاف حميدة بأنه بتاريخ 28 أغسطس، بينما كانوا مجتمعين في بيت رئيس القائمة، مصطفى قرط، تلقى أحدهم تهديداً من رقم هاتف إسرائيلي معلوم بضرورة الانسحاب من الانتخابات. كما تلقى في ذات اللقاء السيد جميل شلش، وهو أحد أعضاء القائمة تهديدا مماثلاً من ذات الرقم.
الاعتداء على منازل مرشحين
بتاريخ 24 يوليو، تعرض منزل المهندس محمد “جميل جهاد” دويكات، 37 عاماً، وسيارته لإطلاق نار كثيف من سيارة يستقلها ملثمون، اقتربت من مكان سكناه في عسكر البلد، جنوب مدينة نابلس. ووفقا لإفادة دويكات للمركز فإنه وقعت أضراراً مادية في أبواب المخازن والجدران جراء إطلاق الرصاص الكثيف. يشار إلى أن د. دويكات وهو محاضر جامعي، كان قد أعلن نيته الترشح بشكل مستقل لانتخابات بلدية نابلس.
بتاريخ 23 أغسطس، أطلق مسلحون مجهولون النار أمام منزل المواطن نور الدين عبد العزيز خلف، 54 عاماً، الواقع في قرية برقين، قضاء جنين، وهو رئيس قائمة الاتحاد الديمقراطي والمستقلين لبلدية برقين. وقد أفاد خلف للمركز بأنه تقدم بشكوى للشرطة حول الحادث، وأنه حتى الآن لم يبلغ بنتائج التحقيقات.
بتاريخ 4 سبتمبر، ألقى مجهولون زجاجة حارقة على منزل المواطنة رابعة محمد صوفان، 46 عاماً، في بلدة حوارة، جنوب شرق نابلس، وهي إحدى المرشحات على قائمة حركة فتح للانتخابات المحلية في البلدة، وتركوا وراءهم بياناً يطالبوها فيه بالانسحاب من الانتخابات. وقد أفادت صوفان للمركز أن النيران اندلعت في باحة المنزل أمام المحلات التجارية جراء القاء الزجاجة الحارقة.
اعتقال ناشطين ومرشحين
بتاريخ 9 أغسطس، اعتقل أفراد من المخابرات الفلسطينية المواطن يوسف عبد العزيز قزاز، 44عاماً، من بلدة دورا، قضاء الخليل، من منزله واقتادته الى سجن المخابرات العامة في مدينة الخليل. وأفاد قزاز للمركز أن اعتقاله جاء على خلفية عزمه الترشح للانتخابات البلدية ضمن قائمة “البناء والتطوير”، وأن الهدف من اعتقاله الذي استمر حتى مساء اليوم التالي، كان بهدف إجباره على التنحي عن الترشح في الانتخابات، وأن التحقيق معه تمحور حول الانتخابات البلدية.
بتاريخ 25 أغسطس، اقتحمت قوة من جهاز الأمن الوطني ساحة لجنة الانتخابات المركزية واعتقلت وكيل قائمة التحالف الديمقراطي واحد المرشحين في بلدة الشيوخ، نادر اسماعيل عيايدة 28 عاماً، بدعوى انه مطلوب للأمن على قضية معينة.
وقد أفاد فاروق سعدي هيموني، وكيل الجبهة الديمقراطية لدى لجنة الانتخابات المركزية في مدينة الخليل، لباحث المركز، أن قوة أمنية قامت باعتقال نادر عبايدة من مقر لجنة الانتخابات بعد أن تم تكبيل يديه بمربط حديدي. وأضاف بأنه رغم التطمينات من قبل لجنة الانتخابات بأنه سوف يفرج عنه قبل الساعة 12:00 ليلاً، إلا أنه لم يتم ذلك، مما اضطر القائمة لتغيير الوكيل للتمكن من تسجيلها في الموعد المحدد. وتابع الهيموني أن قائمة التحالف في بلدة الشيوخ، تعرضت لضغط من قبل الأجهزة الأمنية والعشائر من اجل إلغائها بدعوى أن هناك قائمة توافقيه في البلدة، وأن وجود قائمة أخرى سوف يحدث مشاكل في البلدة.
يدعو المركز الجهات المختصة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى العمل على وقف الانتهاكات بحق مرشحي مجالس الهيئات المحلية والناشطين، والالتزام بالقانون خلال كافة مراحل العملية الانتخابية وعدم الإخلال به، وتهيئة الأجواء الايجابية من أجل سير العملية الانتخابية بشكل سلس.