يوسف أحمد يوسف ياسين، 33 عاما، متزوج، مسعف، سكان غزة، ونازح حاليا وسط القطاع.
تاريخ الإفادة: 2/12/2024
أعمل منذ 23/8/2022 ضابط إسعاف في جميعة العودة المجتمعية والصحية بمخيم النصيرات في المحافظة الوسطى. منذ بداية عدوان أكتوبر 2023، قمت بتلبية العديد من الإشارات حول الأحداث في محافظتي غزة والوسطى، وتعرضت للإصابة بتاريخ 10/10/2023 بجروح سطحية في أصابع كفة يدي اليمني وبرضوض بالغة في كاحل قدمي اليمنى، أثناء عملي، وذلك خلال تغطية قصف حي سكني بشكل عنيف قرب المسجد الغربي بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وبعد أن ألقت قوات الاحتلال يوم الجمعة الموافق 13/10/2023، المنشورات على محافظتي غزة وشمال غزة، تطالب سكانها بالإخلاء نحو جنوب قطاع غزة، قمت أنا وأهلي بالتوجه جنوبا، واستقر عملي دخل مستشفى العودة بمخيم النصيرات، وقد قمت بتغطية الأحداث كضابط إسعاف في مناطق النصيرات والبريج والزوايدة بالمحافظة الوسطى، وقد قمت بمشاركة زملائي بانتشال المئات من جثث الشهداء وآلاف المصابين. ومن أكثر الأحداث أثرًا عليّ هو استهداف الاحتلال منزلا لعائلة جحجوح في المخيم الجديد بمخيم النصيرات بتاريخ 22/10/2023، حيث إن الشهداء والمصابين كان من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، ومن بين الأطفال طفلة لم يتجاوز عمرها 8 أشهر، حيث إنني قمت بحملها في حضني وتخيلت أنه طفلي، وقد قمت بوضعها في حضني حتى وصلت بها لمستشفى العودة. كما أثر على حالتي النفسية حادثة قصف الاحتلال منزلا لعائلة صيدم جنوب غربي النصيرات بتاريخ 15 أكتوبر 2023، حيث إن عدد الشهداء كان كبير جدا، لدرجة أن كابينة سيارة الإسعاف امتلأت حتى سقفها، ويومها أصبت بحالة هستيرية من هول وفظاعة المشهد.
ومن أصعب الأحداث التي مرت علي كان استهداف منزل في مخيم النصيرات بتاريخ 4/11/2023، حيث قمت بنقل الحالات الخطيرة من مستشفى العودة لمستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وعند وصولنا تفاجأت بأخي عمار ياسين 39عاما، وزوجته أنوار الدردساوي 33 عاما، وطفلهما أحمد 10 سنوات، مصابين داخل قسم الاستقبال والطوارئ جراء استهداف الاحتلال المنزل الذي كانوا نازحين بداخله في شارع أبو حسني بمدينة دير البلح، وقد أدى الحادث لاستشهاد زوجة أخي بعد ذلك. كذلك حادثة قصف منزل ببلوك c بمخيم النصيرات بمنتصف شهر 2/2024، والذي أسفر عنه استشهاد عدد من المواطنين من بينهم سيدة كانت حامل في الشهر التاسع وبترت يداها وقدماها وكانت قد فارقت الحياة لحظة وصولها المستشفى، ولكن كان لدي الإصرار الكامل بأن تتم عملية التوليد وأنا على يقين تام بأن الجنين حي، وكان الأطباء لا يوجد لديهم أي أمل بأن الجنين على قيد الحياة، وبالفعل تمت العملية القيصرية للجثة وكان الجنين حي، وتم نقله من مستشفى العودة لحضانة مستشفى الأقصى بمدينة دير البلح، وحتى خرج من الحضانة وهو بصحة جيدة ولا يزال على قيد الحياة.
منذ اجتياح آليات الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء كثيف من الطيران الحربي والمسير بتاريخ 28/11/2024، جاءت الكثير من إشارات الاستغاثة بعد أن كانت عملية التوغل مفاجئة وبدون سابق إنذار، وقد جاءت إشارة بوجود شاب مصاب من عائلة الشريف ملقى على الأرض قرب متنزه كراميش شمال مخيم النصيرات، وبسبب وجود آليات الاحتلال توقفت سيارات الإسعاف على شارع جولس أي على بعد حوالي 700 متر جنوبا من مكان الشاب المصاب، وكان هناك رجل مسن ينادي بأعلى صوته ” الحقوا الشاب بنزف”، فقمت بالركض نحوه، وبالفعل حملته على كتفي وتوجهت ناحية سيارات الإسعاف التي تقدمت حوالي 200 متر شمالا، وتوجهنا به للمستشفى وكان قد فارق الحياة نتيجة إطلاق النار عليه من الطيران الإسرائيلي المسير وفقدانه الكثير من الدماء.
وبعدها قمت بالتوجه لانتشال مصابين من منزل لعائلة الطويل بمنطقة جولس شمال مخيم النصيرات، وبدأنا بإخراج المصابين والعائلات العالقة من المنازل. وبعد أن أنهينا من تحميل الجميع داخل سيارتي الإسعاف، سمعت شاب يصرخ من نافذة ” خذوني معكم” فقلت له انزل، حينها أطلقت طائرة مسيرة نحونا فركضت أسفل المنزل للاحتماء، حينها تحركت سيارة إسعاف واحدة للأمام قليلا، والسيارة الأخرى كانت تنتظرني، وحينها تم استهداف المكان بقذيفة، ما أدى لإصابتي بشظية في الذراع الأيمن ” مدخل ومخرج”، وشظية في الفخذ الأيمن والساق الأيمن. كما أصيب صحفي كان في المنطقة يدعى طلال محمود العروقي (مراسل الجزيرة) بجراح، وتحطم عدد من ألواح زجاج سيارات الإسعاف وأصيب مجسمها بشظايا، وقمت بالركض نحو سيارة الإسعاف وأنا أنزف، وغادرنا المنطقة تحت إطلاق النار من الطائرات المسيرة الإسرائيلية وحينها تحطم زجاج النافذة الجانبية للسيارة، وأصيبت طفلة داخل السيارة بجرح قطعي من تطاير الزجاج.
وبعد عودتي للمستشفى تم تصوير إصابتي وتبين أن الشظايا في القدم والساق لا يمكن حالينا رفعهم بسبب قربهم من الأعصاب ويحتاج رفعهم لعملية جراحية دقيقة، ورغم إصابتي عدت للعمل مرة أخرى، ولكن ليس كالأداء قبل الإصابة.
علمًا أنني منذ عام 2019 تطوعت كمسعف في وزارة الصحة الفلسطينية، وعملت خلال تغطية مسيرات العودة والعدوانات التي شنها الاحتلال خلال هذه الفترة، وعملت أيضا متطوعا في كادر الخدمات الطبية العسكرية.
وخلال عدوان 2021 تعرضت للإصابة في منطقة الرمال، حيث إن طائرات الاحتلال شنت عدة غارات في شارع الوحدة بمدينة غزة، وبعد وصولي مع طاقم الخدمات الطبية العسكرية للمنطقة شنت طائرات الاحتلال غارات أخرى في شارع الثورة بنفس المدينة، ما أدى لإصابتي برضوض قوية في الساق الأيسر والظهر، بينما كنت انتشل شهداء وأخلي مصابين من منزل لعائلة أبو العوف. وخلال شهر مايو 2012 تعرضت للإصابة في البطن بقنبلة غاز أطلقتها قوات الاحتلال خلال تغطيتي مع طاقم الخدمات الطبية العسكرية لمسيرات العودة بمنطقة ملكة شرق مدينة غزة.
Rely on BWER Company for superior weighbridge solutions in Iraq, offering advanced designs, unmatched precision, and tailored services for diverse industrial applications.