سبتمبر 6, 2024
المركز يدين التنكيل بجثمان طفل فلسطيني بعد قتله في طوباس مع تصاعد وتيرة الهجوم العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية
مشاركة
المركز يدين التنكيل بجثمان طفل فلسطيني بعد قتله في طوباس مع تصاعد وتيرة الهجوم العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية

5 سبتمبر 2024

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية، الذي تركز في شمالها لليوم التاسع على التوالي، بما في ذلك عمليات القتل والتدمير والتهجير القسري، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة، والتي كان أحدثها فجر اليوم، اعدام فتى في السابعة عشر من عمره بعد إصابته بالرصاص ومن ثم التنكيل بجثته في مخيم الفارعة في طوباس.

وأسفر الهجوم حتى صباح اليوم عن استشهاد39  فلسطينيًّا، بينهم 8 أطفال ومسنان وإصابة 145 بجراح منذ 28 أغسطس/آب 2023، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. ولا تزال حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع نتيجة استمرار الهجوم الإسرائيلي وتساهل تعليمات إطلاق النار من قوات الاحتلال، واستخدام تلك القوات المكثف للقصف الجوي بالمسيرات، مع غياب أي مساءلة دولية للاحتلال واستمرار الصمت على جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 11 شهرًا.

في طوباس، ووفق إفادة شهود العيان، والمعلومات التي توفرت لباحث المركز، حول قتل الفتى والتنكيل بجثته، ففي حوالي الساعة 12:45 بعد منتصف ليل الخميس 5 سبتمبر/أيلول 2024، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ترافقها الجرافات وتساندها من الجو طائرات مسيرة، مخيم الفارعة للاجئين جنوب محافظة طوباس. لحظة توغلها تجمع عدد من المواطنين ورشقوا بالحجارة آليات الاحتلال، في حين أطلقت قوات الاحتلال الأعيرة النارية تجاه المتظاهرين. وبعد نحو ساعة، أطلق جنود الاحتلال النار تجاه فتى في الحارة الغربية من المخيم، يبدو أنه كان يحاول إخراج شيء ما من جيبه، ما أدى إلى إصابته بعيار ناري في قدمه.  وطلب منه أحد الجنود خلع بلوزته “تي شيرت” التي كان يلبسها، فخلعها، ثم طلب منه خلع بنطاله، فحاول الطفل خلعه ولم يستطع. على الفور أطلق جنود الاحتلال عيارين ناريين تجاهه وأصابوه في رقبته وصدره وسقط على الأرض، وترك ينزف ما يقارب الساعة ونصف الساعة، حيث نزف حتى الموت، دون أن تسمح تلك القوات لطواقم الإسعاف التقدم نحوه لإسعافه أو نقل جثمانه. في حوالي الساعة 2:30 فجرًا، أحضرت قوات الاحتلال جرافة وبدأت التنكيل بجثة الطفل وتسببت بتمزق بطنه وبروز أحشائه، وحملته وألقت به على تل الفارعة، شارع نابلس طوباس، مقابل واد الفارعة. وبعد انسحاب تلك قوات الاحتلال الساعة 6:45 صباحاً، انتشل جثمان الفتى الذي اختفت معالمه وأصبح هناك صعوبة في التعرف عليه، وجرى نقله إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي في مدينة طوباس. تبين لاحقاً أن الفتى هو ماجد فداء ابو زينة،17عاماً، من سكان المخيم المذكور.

كما قتلت قوات الاحتلال 5 فلسطينيين، وأصابت سادس بجروح، وهم ممن يشتبه في انخراطهم في فصائل فلسطينية مسلحة، بعدما استهدفتهم قوات الاحتلال في عملية إعدام خارج نطاق القانون (اغتيال) نفذتها عبر قصف من طائرة مسيرة خلال تواجدهم في محطة غسيل مركبات في طوباس.

وهذه هي العملية الثانية التي تنفذها قوات الاحتلال في مخيم الفارعة بعد إعلان قوات الاحتلال يوم 28 أغسطس/آب 2023 بدء عملية عسكرية واسعة في جنين وطولكرم وطوباس ومخيمات اللجوء فيها. وقتلت قوات الاحتلال في حينه في طوباس أربعة مدنيين، منهم طفلان وأصابت 9 آخرين.  كما جرفت شوارع المخيم وفجرت أحد المساجد. وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء فيها إلى 10 فلسطينيين، منهم 3 أطفال.

وفي جنين، تواصل قوات الاحتلال عمليتها العسكرية في المدينة ومخيمها لليوم التاسع على التوالي. وأسفرت اعتداءات الاحتلال حتى الآن عن استشهاد 19 فلسطينيا، بينهم 5 أطفال، واثنان من المسنين، أحدهم توفي بعد قليل من اعتقاله، ويشتبه بتعرضه للتعذيب. خلال العملية المستمرة نفذت تلك القوات عمليات تجريف للبنية التحية من خطوط مياه وهواتف وكهرباء وهدم جزئي لبعض المحلات التجارية ومنازل المواطنين وتفجير 10 منازل في إطار سياسة العقاب الجماعي. كما انتهجت سياسة التهجير القسري للسكان بإخلائهم من منازلهم وإجبارهم على مغادرتها وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية.

وفي طولكرم، نفذت قوات الاحتلال عدة عمليات توغل واسعة في طولكرم ومخيميها طولكرم ونور شمس، وقتلت سبعة فلسطينيين، بينهم اثنان من المدنيين وطفل. كما ألحقت تلك القوات دمارا كبيرا بالنية التحتية للمدينة والمخيمين من خطوط ماء وهواتف وكهرباء وتدمير جزئي لبعض المنازل وتفجير منزل تحصن به مقاومين فلسطينيين إلى جانب تهجير العديد من السكان.

خلال هجومها، نشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة آليات عسكرية في محيط مستشفى جنين وابن سينا في جنين، إضافة إلى مستشفى الإسراء وثابت ثابت في طولكرم. وأوقفت تلك القوات سيارات الإسعاف وفحصت هويات المسعفين والطواقم الطبية، بالإضافة إلى هويات المصابين أو المرضى أو الشهداء الذين يتم نقلهم في سيارات الإسعاف، معيقين بذلك عمل الطواقم الطبية وقدرة الفلسطينيين في الحصول على العلاج والإسعاف الأولي.

يحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من خطورة ما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم وانتهاكات جسيمة في الضفة الغربية، لا سيما عمليات التهجير القسري، والاستيلاء على الأراضي والتوسع الاستيطاني، مع سياسات إسرائيلية معلنة تسعى لضم الضفة الغربية، ويرى في ذلك شكلا من أشكال الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تأخذ نمطًا أكثر اتساعا في قطاع غزة.

ويطالب المركز المجتمع الدولي بالتدخل العاجل واتخاذ تدابير عاجلة لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف كل أشكال الإبادة والتعسف ضد الفلسطينيين. ويحذر بأن فشل المجتمع الدولي والدول الأطراف والأمم المتحدة في وقف الانتهاكات الممنهجة للقانون الدولي من قبل دولة الاحتلال يشجعها على تصعيد عنفها وترسيخ مشروعها الاستيطاني الذي يهدف إلى محو الوجود الفلسطيني.

ويدعو المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية لتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والتدخل الفاعل لوقف جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين، والعمل على توفير الحماية لهم.