تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد عدوانها العسكري الواسع ضد قطاع غزة، مستهدفةً المدنيين العزل عبر قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وارتكاب جرائم قتل جماعي، وإبادة عائلات بأكملها، واستهداف موظفي الخدمات البلدية، إلى جانب توسيع عمليات التهجير القسري بحق السكان، في تأكيد واضح على استمرار جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
ويأتي هذا التصعيد العسكري وسط استمرار القصف الجوي العنيف لليوم السادس على التوالي، في وقت تتفاقم فيه تداعيات الحصار الخانق وسياسات التجويع الممنهجة، مما يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، ليجد السكان أنفسهم أمام خيارات مروعة بين الموت تحت القصف أو الهلاك جوعًا وحرمانًا من العلاج.
ووفق المعلومات التي جمعها باحثونا، فقد تركزت الغارات على قصف منازل وخيام في أنحاء قطاع غزة، على رؤوس سكانيها والنازحين فيها، وقتلهم جماعيا تحت أنقاضها، وقصف تجمعات بما فيها أحد بيوت العزاء، وكذلك قصف مراكز إيواء، ويتضح أن غالبية القتلى هم من المدنيين بما في ذلك النساء والأطفال.
ووصل مستشفيات قطاع غزة 39 قتيلا و61 جريحًا خلال 24 ساعة الماضية، وبذلك ترتفع حصيلة عدوان الاحتلال منذ الثلاثاء الماضي إلى أكثر من 673 مواطنًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأسر أبيدت بالكامل، وإصابة 1233 آخرين، حتى مساء أمس، وفق وزارة الصحة، فيما لا يزال العشرات من القتلى تحت الأنقاض يتعذر انتشالهم لعدم توفر معدات مناسبة لدى طواقم الدفاع المدني.
وضمن أبزر الجرائم التي تمكن باحثونا من رصدها وتوثيقها، خلال الساعات الماضية ما يلي:
الأحد 23 مارس 2025
هاجمت مروحية اسرائيلية عند حوالي الساعة 12:52 بعد منتصف الليل، خيمة في مواصي خانيونس، ما أدى إلى مقتل عضو المكتب السياسي لحماس، صلاح محمد ابراهيم البردويل، 65 عاما، وزوجته حنان محمد البردويل، 60عاما.
قصفت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 02:30 فجرا منزلا لعائلة الحشاش فوق رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق في حي الحشاش شمال غرiب مدينة رفح. أسفر ذلك عن مقتل الشابين نور الدين أحمد سعيد الحشاش، 24 عاما، وعماد نصر سلام الحشاش، وتدمير المنزل.
قصفت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 03:45 فجرا، منزلا لعائلة عاشور، في بلدة النصر شمال مدينة رفح، فوق رؤوس ساكنيه. أسفر القصف عن ومقتل 8 من عائلة واحدة بينهم أب و5 من أطفاله. وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، بعد تدمير المنزل عليهم.
هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 03:50 فجرًا، منزلا لعائلة ماضي في الحي الياباني غرب خان يونس، ما أدى إلى مقتل المواطنة جيهان وحيد محمد موسى، 28 عاما، والطفلة ندى محمد خالد أبو ماضي، 4 سنوات، وأصيب آخرون بجراح.
وهاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 04:08 فجرًا، منزل المواطن جهاد شكري الأغا، 54 عاما، في السطر الغربي في خانيونس، على رؤوس ساكنيه، ما أدى إلى مقتله مع زوجته حنان ياسين الأسطل، 51 عاما، و4 من أبنائهما، أحدهم طفل، وه: إدريس، 16 عامًا، والبقية إناث، وهم: أبرار، 19 عامًا، وجنان، 21 عاما، ووئام، 25 عامًا. وأصيب 5 من سكان المنزل، منهم 3 أطفال انتشلوا من تحت الأنقاض.
ونفذت قوات الاحتلال فجر اليوم هجومًا بريًّا بعمق مئات الأمتار في حي تل السلطان والحي السعودي غرب مدينة رفح وسط قصف من الطائرات الحربية والمسيرة والآليات الثقيلة تجاه منازل السكان وخيامهم. أسفر ذلك عن إصابة عدد من السكان، ولاحقا أنذرت تلك القوات وفق بيان لجيش الاحتلال السكان بوجوب إخلاء أماكنهم والتوجه نحو المواصي سيرا على الأقدام1.
وأفاد سكان نازحون أنهم اضطروا للنزوح قسرًا وسط القصف العنيف من قوات الاحتلال وهناك أنباء عن سقوط ضحايا بين المواطنين الذين يحاولون النزوح. وحذر الدفاع المدني بأن 50 ألف مواطن يواجهون خطرًا يتهدد أرواحهم في منطقة البركسات غرب محافظة رفح بعد محاصرتهم من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر، أن قوات الاحتلال تحاصر عددًا من مركبات الإسعاف التابعة لها أثناء تغطيتهم لاستهداف في حي الحشاش شمال رفح. وأفادت بإصابة عدد من مسعفي الجمعية وفقدان الاتصال مع الطاقم الذين لا يزالون محاصرين حتى اللحظة منذ فجر اليوم الأحد.2
كما فقد الاتصال أيضا بمركبات إسعاف لوزارة الصحة وسيارات إنقاذ للدفاع المدني بعد توجهها لإجلاء طواقم مركبات إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني.
وقصفت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 10:00 صباحًا، مركبة صرف صحي لبلديات شرق خانيونس، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من العاملين في بلديتي عبسان وبني سهيلا، وهم على رأس عملهم بعدما نضحوا بئرا للصرف الصحي يخص مركز الإيواء في مدرسة عبسان الابتدائية جنوب بلدة عبسان الكبيرة، وكانوا لحظة استهدافهم في طريقهم لإفراغ الحمولة على بعد حوالي 3500 متر من الشريط الحدودي. والقتلى هم: أحمد برهم ابو صبحة، 51 عاما، ورامي رسمي فاضل ابو اطعيمة، 43 عاما، وهما موظفان في بلدية عبسان الكبيرة وبهاء شحدة سالم ابو مغنم، 45 عاما، موظف بلدية بني سهيلا.
السبت 22 مارس 2025
نفذت قوات الاحتلال صباح اليوم، هجومًا بريًّا في مدينة بيت حانون، شمال غزة، وسط قصف جوي ومدفعي، وتسببت بنزوح آلاف المواطنين، في وقت يتواصل هجومها البري غربي بيت لاهيا، والذي تسبب بدوره بنزوح الآلاف.
أطلقت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة على الحدود الشرقية لمحافظة شمال قطاع غزة، عند حوالي الساعة 11:50 صباح اليوم، قذيفة مدفعية سقطت على منزل لعائلة أبو دخيل بقرية أم النصر (القرية البدوية)، ما أدى إلى مقتل المسنة صفية سلمان ماضي أبو دخيل، 72 عاما، جراء إصابتها شظايا في جميع أنحاء الجسم، وإصابة 4 مواطنين آخرين، بينهم طفلان.
قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية عند حوالي الساعة 17:35 مساء، مجموعة من السكان بجوار مسجد “نظام علي خالد” في الحي السعودي غرب مدينة رفح ما أدى إلى مقتل مواطن واثنين من أبنائه أحدهما طفل وهم: فتحي عثمان محمود كلاب، 48 عاما، وابنيه جهاد، 20 عاما، وعبد الرحمن، 11 عاما. وأصيب آخرون بجروح متفاوتة.
قصفت طائرة مسيرة إسرائيلية عند حوالي الساعة 18:30 مساء، مجموعة من السكان بجوار مستشفى الهلال الإماراتي للولادة (تل السلطان) في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، ما أدى إلى مقتل 3 منهم، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
قصفت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 21:00 مساء، منزلا لعائلة أبو حسنين فوق رؤوس ساكنيه دون إنذار مسبق في حي الجنينة في مدينة رفح. أسفر القصف عن مقتل أحد سكانه وهو أحمد صلاح الدين أحمد أبو حسنين، 29 عاما.
هاجمت طائرة حربية إسرائيلية عند حوالي الساعة 23:00 مساءً، منزلا لعائلة أبو دقة في بلدة الفخاري، جنوب شرق خان يونس، ما أدى إلى مقتل 4 من سكانه، وهم: جهاد انور كامل أبو دقة، 36 عاما، وزوجته منى إبراهيم عبد الرحمن الشواف، 31 عاما، وطفلتيه: ليليان 3 سنوات، وحور8 شهور، وأصيب 3 آخرون بجراح مختلفة.
يحذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأن عودة إسرائيل لتنفيذ هجمات برية والسيطرة على المدن والأحياء الفلسطينية وارتكاب جرائم القتل الواسعة مع الإمعان في جريمة التجويع، والحرمان من العلاج، ينذر بسقوط آلاف الضحايا، سواء نتيجة القصف المباشر، أو تداعيات الحصار، ومن شأنه أن يفاقم الوضع المأساوي الكارثي في القطاع الذي يشهد تدهورًا مستمرًا منذ 7 أكتوبر 2023.
ويدعو المركز المجتمع الدولي، إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم. كما يطالب الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بضرورة الوفاء بالتزاماتها القانونية واتخاذ خطوات عاجلة لحماية المدنيين الفلسطينيين من الإبادة الجماعية والقتل الجماعي.