مايو 3, 2025
الاحتلال يستهدف آخر ملاذ للحصول على الطعام ويكثّف قتل المدنيين في ظل مجاعة متفشية في قطاع غزة
مشاركة
الاحتلال يستهدف آخر ملاذ للحصول على الطعام ويكثّف قتل المدنيين في ظل مجاعة متفشية في قطاع غزة

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المتكرر لتكيات الطعام، التي باتت تُشكّل الملاذ الأخير لمئات الآلاف من الجوعى والمحرومين، بالتزامن مع تصاعد وتيرة القتل الجماعي وإبادة العائلات، في إطار الهجوم العسكري الإسرائيلي المتواصل ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ضمن جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة، التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة منذ قرابة 19 شهرًا.

ففي جريمة نكراء تعكس استخفاف إسرائيل المطلق بالقانون الدولي الإنساني، والمأساة الإنسانية التي تسببت فيها في قطاع غزة، استهدفت طائرات الاحتلال عند الساعة 13:30 من ظهر يوم الجمعة، الموافق 2 مايو 2025، تكية طعام لمجموعة “قوافل الخير” في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل ستة من العاملين والمتطوعين في التكية الخيرية، وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة.  ووفق المعلومات التي حصل عليها طاقم المركز، فإن التكية تعمل ضمن مبادرات محلية، وهي واحدة من آخر المرافق التي توفّر الطعام للأهالي في ظل الانهيار الشامل للمنظومة الإنسانية.

وهذه الجريمة الثانية خلال نحو 24 ساعة، فقد هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 12:55 مساء الخميس الموافق 2 مايو 2025، خيمة داخل تكية في المخيم السويسري بدير البلح، ما أدى إلى مقتل المواطن عبد الله غازي محمد ابو مغصيب، 55 عاماً وطفلته رهف، 10 أعوام، وإصابة آخرين في وقت كانوا يحاولون الحصول على وجبة طعام.

ويأتي استهداف تكيات الطعام بعد مرور 60 يومًا على إغلاق الاحتلال معابر غزة ومنعها إدخال البضائع والمساعدات، حيث بدأت تتفشى المجاعة مع نفاد أي مواد غذائية من الأسواق، وسط ارتفاع حاد لحالات سوء التغذية، خاصة في صفوف الأطفال والمرضى وكبار السن، وتحذيرات من تسجيل حالات وفاة متصاعدة نتيجة ذلك.

كما واصلت قوات الاحتلال استهدافها المباشر للمدنيين داخل منازلهم وخيامهم ومناسباتهم الاجتماعية، في جرائم يبدو أنها تهدف إلى القتل الجماعي وبثّ الرعب واستهداف البنى الاجتماعية المتبقية، ومن أبرز هذه الجرائم خلال الأيام الأخيرة:

هاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 02:40 فجر السبت، الموافق 3 مايو 2025، منزلا لعائلة البيرم في منطقة الحاووز في خان يونس، ما أدى إلى مقتل 10 مواطنين من سكان المنزل وجيرانه، منهم 6 أطفال و3 نساء، وفقدان آخرين يتواصل البحث عنهم بأدوات يدوية من الدفاع المدني والمواطنين. بين القتلى أب و4 من أطفاله، وطفلان شقيقان آخران أحدهما عمره سنة والآخر شهر واحد.

وهاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 01:37 فجر يوم الجمعة، الموافق 2 مايو 2025، منزلا لعائلة أبوزينة، في مخيم البريج وسط القطاع. أسفر ذلك عن مقتل 9 مواطنين، منهم 6 نساء وطفل، وإصابة 12 آخرين، وسط معلومات عن وجود معلومات عن مفقودين تحت الأنقاض. 

وفي جريمة بشعة، قصفت طائرات عند حوالي الساعة 11:30 صباح اليوم نفسه، بيت عزاء لعائلة المصري في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل 6 مواطنين، بينهم شقيقان ونجل أحدهما، واثنان من أبناء عمومتهما، وجميعهم من عائلة المصري، وإصابة آخرين بجروح.

وقصفت طائرة مسيرة إسرائيلية عند حوالي الساعة 15:57 مساء اليوم نفسه، خيمة لعائلة نازحة في نادي خدمات البريج في المحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين، بينهم طفلان، وهم: براء محمد مقداس، 17 عاماً، والشقيقان عبد الله وكرم رمزي مقداس، 17 و21 عاماً، وأصيبت والدتهما بجروح.

وهاجمت طائرة مسيرة إسرائيلية عند حوالي الساعة 07:00 صباح يوم الخميس، الموافق 1 مايو 2025، تجمعا للمواطنين في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين من عائلتي معروف وغبن، وإصابة آخرين بجروح.

وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي 07:40 من يوم الخميس، الموافق 1 مايو 2025، مجموعة من السكان في حي المواصي غرب مدينة رفح ما أدى إلى مقتل 3 مواطنين من عائلتي شلوف وأبو ختلة.

وهاجمت طائرات الاحتلال عند حوالي الساعة 11:00 صباح اليوم نفسه، منزلا لعائلة أبو سحلول في المخيم الغربي بخان يونس، ما أدى إلى مقتل 8 مواطنين، منهم 3 نساء و3 اطفال بينهم شقيقان.

تدلل كثافة الهجوم العسكري الإسرائيلي، مع التجويع أن ما يجري في قطاع غزة ليس فقط عدوانًا عسكريًّا، بل سياسة إسرائيلية ممنهجة ترمي إلى تدمير جماعي لشعب بأكمله، عبر القتل، التجويع، التهجير، ومنع سبل الحياة، وهو ما يمثل جوهر جريمة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل أكثر من عام ونصف العام، بدعم أميركي علني وتواطؤ من العديد من الدول الأوروبية وصمت العالم.

ويؤكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن استهداف تكيات الطعام يشكّل جريمة متعمدة تستهدف حرمان المدنيين من حقهم في الحياة والغذاء، خاصة وسط المجاعة التي يعاني منها القطاع.

ويشدد على أن السكوت عن هذه الجرائم هو تواطؤ صريح في تنفيذها، وأن على المجتمع الدولي أن يقف أمام مسؤولياته، ليس فقط تجاه القانون، بل تجاه الإنسانية ذاتها، وهو ما يتطلب حاجة ملحّة لتدخّل دولي عاجل يضع حدًا للجرائم والانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

ويدعو المركز إلى اتخاذ تدابير فورية وجادة لوقف جريمة الإبادة الجماعية الجارية، وضمان محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم أمام العدالة الدولية. كما يطالب الدول الأطراف في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بالوفاء بالتزاماتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين من القتل الجماعي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *