يناير 15, 2025
استمرار قصف الاحتلال المنازل السكنية ومراكز الإيواء على رؤوس ساكنيها إمعان في جريمة الإبادة الجماعية
مشاركة
استمرار قصف الاحتلال المنازل السكنية ومراكز الإيواء على رؤوس ساكنيها إمعان في جريمة الإبادة الجماعية

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العسكري على قطاع غزة، مع ازدياد وتيرة استهداف المنازل ومراكز الإيواء على رؤوس ساكنيها، وقتلهم جماعيا، في إصرار على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. ويتضح من جملة جرائم القصف التي وثقها باحثونا خلال اليومين الماضيين، تعمد قوات الاحتلال في استهداف عائلات وأسر كاملة وقتلهم معاً.

 في ما يلي أبرز الجرائم التي رصدها باحثونا في الساعات الأخيرة:

هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي، عند حوالي الساعة 01:20 من يوم الأربعاء 15/1/2025، مدرسة الفارابي التي تأوي نازحين في شارع اليرموك شمالي مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 7 من النازحين فيها.

وعند حوالي الساعة 02:40 من اليوم نفسه، شن الطيران الحربي الإسرائيلي هجومًا على منزل عائلة ياسين في بلوك 1 بمخيم البريج في محافظة الوسطى. أسفر الهجوم عن استشهاد المواطن أحمد فؤاد حسن ياسين (34 عامًا)، وزوجته آلاء خالد يوسف ياسين “أبو شكيان” (34 عامًا)، وطفلهما الرضيع عمر (4 شهور).

وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 03:05 من اليوم نفسه، منزل عائلة الخطيب في مخيم دير البلح، في محافظة الوسطى. أسفر القصف عن مقتل محمد أحمد محمد الخطيب (35 عامًا) وزوجته هبه محمود عبد الحميد الخطيب “أبو غالي” (31 عامًا)، وإصابة طفليهما بجراح بالغة.

وعند حوالي الساعة 03:15 من اليوم نفسه، هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا لعائلة جبريل بمخيم البريج في محافظة الوسطى، ما أدى لتدمير المنزل ومقتل رجل وزوجته من الجيران وهما  سعدو “محمد نجيب” أنيس الششنية، 42 عاماً، وزوجته زهية على محمود الششنية “أبو عياش”، 39 عاماً. كما أصيب عدد آخر من السكان بجراح متفاوتة.

وعند حوالي الساعة 23:35 من يوم الثلاثاء 14/1/2025، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلاً لعائلة شاهين في شارع البركة في دير البلح في محافظة الوسطى، والذي كان يأوي نازحين من عائلتي شقورة وصالحة. أسفر القصف عن مقتل 11 مواطنًا، منهم 4 أطفال و3 نساء، وإصابة وفقدان آخرين تحت الأنقاض. كان ضمن سكان المنزل الزميل رأفت سليمان عثمان صالحة، 51 عامًا، مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في مدينة غزة وشمال غزة، وأسرته وأسرة عائلة زوجته، حيث أصيب هو بجروح وبتر في ساقه، وقتلت زوجته فاتن رمضان عيد شقورة، 48 عامًا وأبناؤهما الأربعة: وهم: هلا، 23 عاما، ومحمد 20 عاما، وأحمد، 19 عاما، وصبا، 16 عاما.  كما قتل في هذه الجريمة والد زوجته رمضان عيد طه شقورة، 74 عامًا، وابنته نجاة، 45 عامًا، وأحفاده: رمضان وسارة محمد رمضان شقورة (16، 15 عامًا)، ومحمد عيد رمضان شقورة (7 سنوات)، وماهر عيد طه شقورة، 62 عامًا، وزوجته سميرة أحمد شعفوط، 60 عامًا.

في التوقيت نفسه، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا لعائلة نصار في بلوك 2 بمخيم النصيرات في محافظة الوسطى. أسفر القصف عن مقتل 7 من السكان، بينهم طفلان وسيدتان، وإصابة آخرين بجروح.

وفتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية المتمركزة في عرض البحر قبالة مدينة دير البلح، عند حوالي الساعة 13:00 من اليوم نفسه، نيران أسلحتها الرشاشة تجاه قارب صيد من نوع “مجداف”، كان على متنه صيادان، ما أدى إلى مقتل أحدهما وهو وليد بهجت محمد السلطان (22 عامًا)، وإصابة الآخر بجروح متوسطة.

وقصفت طائرة إسرائيلية مسيرة عند حوالي الساعة 12:45 من اليوم نفسه، تجمعًا للمواطنين في محيط بلدية الزوايدة بمحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل 4 منهم، بينهم سيدة وطفل، وإصابة آخرين بجروح.

وهاجم الطيران الحربي الإسرائيلي عند حوالي الساعة 01:35 من اليوم نفسه، منزلا لعائلة الزريعي في مدينة دير البلح بمحافظة الوسطى. أدى القصف إلى تطاير الركام على منزل مجاور مغطى بألواح الصفيح، ما أدى إلى مقتل أم واثنين من أطفالها، أحدهما رضيع، وهم: صفاء وليد إسماعيل جودة “الجوراني” (35 عامًا)، وطفليها مسك أحمد خليل جودة (4 سنوات) ومحمد أحمد خليل جودة (شهر واحد). كما أسفر عن إصابة 4 مواطنين بجروح متفاوتة.

وبعد نحو 5 دقائق، هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا لعائلة مسمح يأوي نازحين، في حي المنارة جنوب خانيونس. أسفر القصف عن مقتل 9 نازحين غالبيتهم من عائلة عابد، منهم 3 نساء وطفلان. بين القتلى أب و4 من أبنائه، وزوجة أحدهم وطفله، وزوج ابنته وطفلها. كما أصيبت امرأتان وطفل بجروح متوسطة.

وحتى إعداد هذا البيان، تواصل قوات الاحتلال هجماتها العسكرية على مختلف أرجاء قطاع غزة، بما في ذلك ارتكاب جرائم قتل، ونسف وتدمير الأعيان المدنية ومحو أحياء سكنية بكاملها. كما تواصل عرقلة وصول إمدادات الغذاء والدواء إلى القطاع، في استمرار لجريمة استخدام التجويع كسلاح من أسلحة الحرب.

وإذ يعبر المركز عن تضامنه مع الزميل رأفت صالحة، ومع كل ذوي الضحايا، فإنه يشير إلى أن استهداف الاحتلال الإسرائيلي لهذا المنزل يعد نموذجاً للإبادة الجماعية الإسرائيلية التي استباحت المدنيين وأبادت مئات الأسر في قطاع غزة، بما في ذلك المناطق التي أعلنتها إسرائيل – القوة القائمة بالاحتلال- مناطق آمنة ودفعت مئات الآلاف للنزوح إليها، ولم تستثن أي أحدٍ بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان وأسرهم، الذين تحولوا في جلهم إلى ضحايا فعليين لهذا الهجوم العسكري بالاستهداف والتدمير والتهجير القسري شأنهم شأن شعبهم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إذ يدين هذه الجرائم المستمرة، فإنه يؤكد على أن أجواء الحصانة والإفلات من العقاب والدعم الغربي العسكري والسياسي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، هي جميعها عناصر داعمة ومشجعة لإسرائيل على الاستمرار في اقتراف جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

يجدد المركز مطالبته المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفعال لإجبار دولة الاحتلال على وقف جريمة الإبادة الجماعية، وفرض وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، وإلزامها بالامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية التي فرضت تدابير مؤقتة لمنع ووقف ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.