م. ع. س.، 21 عاما، من سكان جباليا البلد، ونازح في مواصي خان يونس.
تاريخ الإفادة: 25/8/2824
كنت أعمل في مجال الخياطة، وحاليا بدون عمل، بسبب الحرب على قطاع غزة، وحالة النزوح. بعد العدوان على قطاع غزة في 7/10/2023، مكثت مع عائلتي في منزلنا حوالي 50 يوماً. ولكن ازدادت الأوضاع خطورة، وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق قذائف مدفعية عشوائية على منطقتنا، وسقطت عدة قذائف في 18/11/2023 على منزلنا، ما أدى إلى انفجار أنابيب الغاز، وأصيب أبي بشظية أسفل ظهره، ولعدم وجود مستشفيات، بسبب خروجها عن الخدمة، اضطر خالي س. س، 24 عاما، الذي يعمل حكيما في مستشفى الاندونيسي لعلاجه. إثر ذلك نزحنا إلى رفح جنوب القطاع، عند بركسات وكالة الأونروا. ولأن أبي مريض سكر ومقعد بسبب جلطات دماغية، تلوث جرحه، حتى توفي متأثرا بجراحه في 29/2/2024. ومكثنا في رفح خلف بركسات الوكالة غرب رفح لغاية بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على رفح تقريبا في بداية شهر 5/2024، وقام الجيش الاسرائيلي باستهداف أكثر من مكان خلف البركسات، فقمنا بالهروب من هناك، والنزوح إلى مواصي خان يونس في مخيم الصمود الذي مازلنا فيه حتى الآن.
ولتوفير لقمة العيش لأسرتي ذهبت أنا و19 شابا (لا اعرف احدا منهم)، في حوالي الساعة 10:00 صباح الأحد ٢٣/٦/٢٠٢٤، للبحث عن عمل إلى شرق رفح في منطقة معبر كرم أبو سالم، بالقرب من مدرسة الشوكة، وتقدمنا حوالي 800 متر، إلى الشرق، حيث وصلنا إلى منطقة الشاحنات حيث كان سائقو الشاحنات متواجدين. فجأة تقدمت نحونا 3 جيبات لقوات الاحتلال الإسرائيلي وحاصرتنا، وقام الجنود بتفتيشنا واحدا تلو الآخر، ومن ثم تقييد أيدينا بقيود بلاستيكية للخلف، وعصبوا أعيننا بقطعة قماش، وأصعدونا في الجيبات التي سارت بنا حوالي ساعة إلى موقع للجيش الإسرائيلي (رأيته من تحت العصبة) عند الحدود المصرية بجوار معبر رفح بالقرب من مخزن تابع UN. مكثت في هذا الموقع بالخيام التي لونها جيشي مدة ثلاثة أيام مقيد اليدين ومعصوب العينين بدون طعام فقط كانوا يحضرون لنا الماء، وعندما كنت أريد الذهاب للحمام لقضاء الحاجة كان الجندي يقودني إلى الحمام ويقوم هو بفك البنطال وبعد الانتهاء يقوم برفع البنطال لي. في حوالي الساعة 10:00 صباح اليوم الرابع جاء جنود الاحتلال الإسرائيلي، وأخذوني أنا وأربعة معتقلين (لا أعرف أسماءهم)، وأصعدونا بسيارة جيب وسار بنا، وبعد حوالي 20 دقيقة توقف الجيب وأنزلونا، وقام جندي بفك العصبة عن عيني فإذا أنا ومن معي داخل موقع عسكري مقام بين منازل المواطنين في رفح على طريق صلاح الدين، وأدخلونا إلى منزل في غرفة في طابق بالمنزل، ووضعوا أحد الجنود حراسة علينا. في حوالي الساعة 4:00 مساء الخميس 27/6/2024 جاء جندي وأخذني أنا ومعتقل آخر واقتادنا إلى الطابق الأرضي من المنزل وأبلغونا أنهم سوف يستخدمونا في تصوير المنازل والشوارع والطرق والأنفاق، (دروع بشرية)، فرفضنا وتحت التهديد بإطلاق النار علينا والاعتداء علينا بالضرب بعقب السلاح وبالأيدي، أجبرنا الجنود على ارتداء الزي العسكري الإسرائيلي الخاص بجنود الاحتلال، وبعدها أخذونا سيرا على الأقدام إلى منطقة تبعد حوالي خمسة دقائق عن المكان الذي كنا فيه، وفي هذه الأثناء وضع أحدهم خوذة على رأسي وعليها كاميرا وسماعة، وكذلك الشخص الآخر نفس الشيء، وأمرونا بدخول منزل وتصويره بالكاميرا التي على الخوذة، وتحت تهديد الجنود لنا بإطلاق النار علينا نفذنا ما طلبوه منا بدخول المنازل، وتصويرها بالكاميرا الموجودة على الخوذة فوق رأسينا، وكان الجنود خلال دخولنا يوجهونا بالتحرك داخل المنزل يمينا ويسارا، والتركيز في التصوير على الطوابق الأرضية، وتصاحبنا طائرة الكواد كابتر، وأحيانا كان الجنود يطلبون قطع بعض الأسلاك بقطاعة كانوا يعطونا إياها خوفا أن تكون موصولة بعبوات معدة للتفجير من عناصر المقاومة، وبعد التصوير والانتهاء من المنزل يقوم الجيش بالدخول للمنزل وإطلاق النار والعبث بمحتوياته وتدميرها، وكنت أنفذ ما يطلب مني خوفا من تهديد جنود الاحتلال الاسرائيلي بإطلاق النار عليّ، مكثت في الاعتقال 42 يوما، كان الطعام وجبة واحدة قطعتين خبز وإذا كان يوجد مهمة يحضرون تونة مع قطع الخبز. تم استخدامي كدرع بشري حوالي ١٥ مرة. في حوالي الساعة 6:00 صباح الثلاثاء ٦/٨/٢٠٢٤ جاء جندي وطلب مني الخروج معه ولكن هذه المرة كنت لوحدي فشعرت بالخوف لأنه كان يتم أخذنا عادة اثنين أو ثلاثة مع بعض، فرفضت الخروج فقام الجندي بضربي بعقب السلاح في ظهري، وأجبرني على الخروج معه وأصعدوني في دبابة سارت حوالي عشرة دقائق ثم توقفت وأنزلوني من الدبابة وطلبوا مني دون أن أرتدي زيهم العسكري، أن اذهب إلى دبابة مدمرة سابقا، لتصويرها فرفضت من شدة الخوف، وتحت الضرب وتهديد الجنود بإطلاق النار علي، تم وضع الخوذة الموجود عليها الكاميرا على رأسي وتوجهت إلى الدبابة، وكان الجنود خلفي، وقبل أن أصل الدبابة المستهدفة بحوالي عشرة أمتار شعرت بنخزة في صدري من الجهة اليمنى نظرت مكان الألم فإذا بي أنزف، فسقطت على الأرض وأغمي علي. في اليوم التالي استيقظت فوجدت نفسي في مستشفى، وعرفت عندما أفرج عني من التقارير الطبية أنني كنت في مستشفى سوروكا، أنني مصاب بعيار ناري من ظهري وخرجت من صدري، حيث مكثت 3 أيام. في حوالي الساعة 10:00 صباح الجمعة 9/8/2024، أفرجت قوات الاحتلال عني، وتم نقلي بسيارة إسعاف بحراسة جندي إلى معبر كرم أبو سالم، وعند وصولي المعبر تم نقلي بسيارة إسعاف لوزارة الصحة الفلسطينية إلى مستشفى مجمع ناصر الطبي، وهناك أجروا لي فحوصات طبية، وأبلغوني أنه علي مراجعتهم كل يومين أو ثلاثة أيام، وبعدها غادرت المستشفى إلى مكان إقامة أهلي في مخيم الصمود في المواصي غرب خان يونس، وقد تحسنت حالتي، ولكن بقيت شظية في الرئة، وأبلغوني بعد الحرب سيتم إجراء عملية جراحية لاستخراج الشظية.
نسخة تجريبية