عواطف يوسف القطناني، 66 عامًا، عضو مجلس بلدية المغازي ومدير جمعية براعم الأمل والمحبة
منذ بداية الحرب في 7/10/2023، ونحن نعاني من الخوف والأوضاع الصعبة الناجمة عن القصف المتواصل وسقوط اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى وتدمير المنازل، وانقطاع الكهرباء والمياه، وصعوبة الحصول على الطعام، واضطرارنا للنزوح المتكرر. في 3/1/2024، كنا نازحين في منطقة الزوايدة عند بيت زوج ابنتي. وبسبب الازدحام الكبير بالمنزل، عدنا الى منزلنا في مخيم المغازي رفقة زوجي وبناتي الاثنتين وأولادهم وبعض أقاربي الذين نزحوا إلينا من شمال قطاع غزة.
صباح اليوم التالي، سمعنا أصوات قصف عنيف قريب من مدخل مخيم المغازي. وبعد ساعات، سمعنا أصوات الدبابات والآليات العسكرية قريبة من المنزل، علمًا أنه يوجد في منزلنا مكتب لوكالة أونروا. بعد لحظات سمعنا أصوات مكبرات الصوت من جنود الاحتلال ينادون على السكان بالخروج من المنازل ورفع الأيدي، وحمل الهويات الشخصية. أصبنا بخوف شديد وذعر وخرج جميع من في المنزل والمنازل المجاورة. بعدها حجزنا جنود الاحتلال في أحد المنازل قرابة 6 ساعات، ثم بدأوا بإخراجنا الواحد تلو الآخر، وأخذوا بياناتنا الشخصية وبصمة العين، وأخرجوا النساء والأطفال ووجهونا إلى طريق صلاح الدين للتوجه الي دير البلح. كان عددنا 12 شخصًا، منهم 8 أطفال و3 سيدات ومسن. وبقي جميع الرجال داخل المنزل لعدة ساعات تحت التحقيق من قبل مخابرات الاحتلال كما علمنا لاحقا. وأفرج عن باقي الرجال وتوجيههم أيضًا إلى دير البلح، وبقي زوجي المسن فقط لا نعرف عنه أي شي ولا نستطيع التواصل معه. ونناشد الصليب الأحمر بالتحرك والتواصل لكي نعرف أي معلومات عنه. عشنا لحظات صعبة من الخوف والذعر والخوف الشديدة على الأطفال من تصرفات جنود الاحتلال، مما سمعناه من حوادث قتل للأطفال والإعدام للرجال في مناطق الشمال.
بعد إطلاق سراحنا توجهنا مباشرة إلى دير البلح مشيا على الأقدام، وسط البكاء والصراخ من الأطفال طول الطريق حتى وصلنا إلى منزل أحد اقاربنا في دير البلح. في صباح يوم الأحد 7/1/2024 استيقظنا على صوت القصف العنيف على مناطق دير البلح القريبة من المنزل، وإثرها توجه العديد من المواطنين النازحين في دير البلح إلى رفح، ونحن نبحث عن سيارة تنقلنا إلى رفح بسبب الخوف من عملية عسكرية في دير البلح، ونأمل أن تحدث هدنة أو وقف إطلاق نار لننعم ببعض الأمن.
نسخة تجريبية