أكتوبر 19, 2025
مقتل مواطنين أحدهما طفل برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية يؤكد الحاجة لحماية دولية للمدنيين الفلسطينيين
مشاركة
مقتل مواطنين أحدهما طفل برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية يؤكد الحاجة لحماية دولية للمدنيين الفلسطينيين

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين، أحدهما طفل، في اعتداءين منفصلين يومي الجمعة والخميس الماضيين، في الخليل وجنين، ضمن جرائم القتل غير المبررة الناتجة عن تساهل تلك القوات في تعليمات إطلاق النار.

ووفقًا للمعلومات التي جمعها باحث المركز حول مقتل الطفل في الخليل، عند حوالي الساعة 18:10 من يوم الجمعة الموافق 17/10/2025، أعلنت المصادر الطبية في مستشفى أبو الحسن القاسم الحكومي في مدينة يطا، وفاة الطفل محمد بهجت محمد الحلاق (9 أعوام)، بعد ساعات من إصابته بعيار ناري أسفل الخاصرة اليمنى (مدخل ومخرج) أطلقه عليه جنود الاحتلال أثناء اقتحام القرية، ما أدى إلى تهتك الأعضاء الداخلية وحدوث نزيف حاد تسبب في وفاته.

ووفق إفادات شهود العيان، عند حوالي الساعة 16:00 من يوم الجمعة ذاته، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، معززة بآليتين عسكريتين، قرية الريحية جنوبي مدينة الخليل، وتمركزت في محيط المدرسة الثانوية للبنات وسط القرية، حيث كانت مجموعة من الشبان والفتية يلهون بلعبة كرة القدم في ساحة المدرسة. فور وصول القوة إلى المكان، فرّ الجميع باتجاه المنطقة الغربية بين المنازل، وترجل أربعة جنود من إحدى الآليتين العسكريتين، فيما توقفت الأخرى على مسافة نحو 50 مترًا، وأطلق الجنود قنابل الغاز والأعيرة النارية عشوائيًّا. أسفر ذلك عن إصابة الطفل محمد الحلاق في الخاصرة اليسرى أثناء وقوفه بالقرب من منزل جده على قارعة الطريق المطل على مكان تمركز الجنود، وعلى مسافة نحو 200 متر من موقع القوة. تحرك الطفل بضع خطوات قبل أن يسقط أرضًا على جانبه الأيمن، فيما أطلق الجنود أربع قنابل غازية سقطت في محيطه. وأثناء محاولة أحد الشبان الوصول إلى الطفل المصاب، أطلق الجنود النار صوبه مرتين قبل أن يتمكن من حمل الطفل والسير به لمسافة نحو 20 مترًا إلى منزل خاله، ومن هناك نُقل بمركبة خاصة إلى مخيم الفوار للاجئين جنوب القرية، ومن ثم نقل بمركبة أخرى إلى مستشفى أبو الحسن القاسم بمدينة يطا، بعد رحلة استغرقت نحو 40 دقيقة. وصل الطفل فاقدًا للوعي، وتوقف قلبه مرتين رغم محاولات الإنعاش، وتبين أن الرصاصة اخترقت جسده من الخاصرة اليمنى ونفذت من اليسرى. وفي حوالي الساعة 18:10 مساءً، أعلن الأطباء وفاته.

وفي وقت متأخر من الليلة نفسها، أعلنت سلطات الاحتلال فتح تحقيق في ظروف إطلاق النار على الطفل الحلاق، وفي ساعات الصباح الباكر من يوم السبت الموافق 18/10/2025، اقتحمت عدة دوريات من جيش الاحتلال قرية الريحية، وتمركزت في محيط المدرسة وموقع إطلاق النار، وأجرت عمليات تفتيش ومراجعة لكاميرات المراقبة في المنطقة.

أما في مدينة جنين، ووفق إفادات شهود العيان والمعلومات التي جمعها باحث المركز، ففي حوالي الساعة 19:30 من مساء الخميس الموافق 16/10/2025، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية وجابت شوارعها، وانتشر جنودها في وسط البلدة (منطقة القهاوي). خلال ذلك، رشق شبان القوات بالحجارة، في حين أطلق الجنود الأعيرة النارية تجاه المواطنين. أصيب المواطن مهدي أحمد محمود كميل (19 عامًا)، بعدما أطلق جنود الاحتلال نحوه نحو 10 رصاصات من مسافة لا تتجاوز 50 مترًا أثناء محاولته الهرب إلى الجهة الغربية. سقط الشاب أرضًا وبقي ملقى قرابة نصف ساعة قبل أن يقترب منه الجنود، ثم وصلت مركبة إسعاف فلسطينية إلى المكان، لكن قوات الاحتلال منعتها من الوصول إليه حتى انسحابها. وفور انسحاب القوات، نقل المصاب إلى مستشفى جنين الحكومي، حيث أعلنت المصادر الطبية وفاته عند حوالي الساعة 21:00 من اليوم نفسه، متأثرًا بإصاباته بعدة أعيرة نارية في الظهر والخاصرة والقدمين.

وإذ يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان جرائم القتل غير المبررة التي اقترفتها قوات الاحتلال، فإنه يؤكد أن هذه الجرائم تأتي في إطار سياسة ممنهجة تتبعها سلطات الاحتلال باستخدام القوة المميتة ضد المدنيين الفلسطينيين، في انتهاك صارخ لمبادئ التناسب والضرورة التي تشكل جوهر القانون الدولي الإنساني.

ومنذ بداية العام، قتلت قوات الاحتلال 196 مواطنًا بينهم 32 طفلا و5 نساء، و12 قتلوا باعتداءات مستوطنين، في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

يدعو المركز المجتمع الدولي إلى توفير حماية دولية فورية للسكان المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتحرك العاجل لوقف سياسة إطلاق النار التي تحوّلت إلى قاعدة سلوك يومية في تعامل القوات الإسرائيلية مع الفلسطينيين.

ويطالب المركز إنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي تشجع على تكرار الانتهاكات، وضمان مساءلة المسؤولين عن تلك الجرائم أمام العدالة الدولية، مؤكدًا أن استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يعد تواطؤًا غير مباشر، يشجع سلطات الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *