يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأشد العبارات، هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلي على مجموعة من السفن المشاركة في “أسطول الصمود العالمي”، أثناء ابحارها باتجاه ساحل قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار غير القانوني وغير الإنساني الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، واحتجاجاً على جريمة التجويع والإبادة الجماعية التي يتعرض لها أكثر من 2 مليون فلسطيني.
ووفقاً لما توفر من معلومات، فقد اعترضت عدة قطع بحرية لقوات الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس 2/10/2025، بشكل متتالي 41 سفينة أثناء إبحارها في المياه الدولية، في طريقها إلى سواحل قطاع غزة، وهو ما يشكل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وعملاً من أعمال القرصنة البحرية. واقتحمت قوات الاحتلال السفن واقتادت وطواقمها والمتضامنين على متنها وهم بالمئات إلى ميناء أسدود.
وهذه السفن جزء من 48 سفينة تقل 496 متضامنًا من 44 دولة، انطلقت نهاية أغسطس الماضي، ضمن حراك كبير للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين ومحاولة كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
ولا يزال خطر اقتحام القوات المحتلة لباقي السفن التي وصل عدد منها إلى مشارف 40 ميل بحري من ساحل غزة، قائما في ظل التهديدات الإسرائيلية العلنية باقتحام السفن ومنعها من استكمال مهمتها الإنسانية.
“المشاركون في أسطول كسر الحصار عن غزه، نخبة من أحرار العالم، وهم رأس السهم لحركة التضامن الدولي مع فلسطين والشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال والابرتهايد والإبادة الجماعية. هم ليسوا وحدهم بل معهم الملايين من شعوب الارض المنتصرة لحق الشعب الفلسطيني في العدالة والكرامة ووقف الابادة الجماعية وإنهاء الاحتلال. عمل أسطول كسر الحصار يظهر حاله تفوق أخلاقي وإنساني وقانوني، ويعمق العزلة الدولية المتعاظمة ضد إسرائيل. استهداف هذا العدد الكبير من السفن والمتطوعين السلميين يعكس استخفافاً فاضحاً بكل المواثيق والقوانين الدولية، ويؤكد أن إسرائيل ماضية في سياساتها العدوانية لعزل غزة وتجريم التضامن معها، وسط صمت دولي يشجعها على الاستمرار في الحصار والإبادة، عقب راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
يذكر أنه في 27 يوليو الماضي، هاجمت البحرية الإسرائيلية سفينة “حنظلة”، واحتجزت 19 من طاقمها والمتضامنين على متنها، وفي 9 يونيو الماضي، نفذت قوات الاحتلال هجوماً آخر على سفينة “مادلين” واعتقلت 12 متضامناً دولياً كانوا على متنها، في المياه الدولية، قبل وصولهما الى ساحل قطاع غزة.
وتأتي هذه الجهود التضامنية الدولية وسط استمرار جريمة الإبادة الجماعية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة على امتداد نحو عامين، التي أسفرت عن قتل وإصابة أكثر من 10 % من سكان قطاع غزة، والتجويع غير المسبوق الذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 455 فلسطينياً، بينهم 151 طفلا، وتقاعس الدول والحكومات عن الوفاء بواجباتها باتخاذ تدابير فورية ولوقف جريمة الإبادة وتداعياتها على الشعب الفلسطيني، والامتثال للأوامر الاحترازية الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
وإذ يدين المركز هذه القرصنة البحرية على سفن التضامن الدولي، فإنه يحمل دولة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة مئات المتضامنين الدوليين الذين كانوا على متنها. كما يكرر مطالبته المجتمع الدولي التدخل الفوري لوضع حد لتنكر دولة الاحتلال الإسرائيلي المستمر لقواعد القانون الدولي، واتخاذ خطوات جدية لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ورفع الحصار عنه.