تاريخ الإفادة: 17/9/2025
سوزان شفيق حسن قفه، 43عاما، متزوجة وأم لأربعة أبناء، سكان وسط القطاع.
أنا متزوجة من ناهض محمود حسين قفه 48 عاما، أسكن في شقة في المصدر، ولدي 4 أبناء منهم بنت.
عند حوالي الساعة 6:30 صباح يوم 7/10/2023، استيقظت والخوف يسيطر عليه، بسبب قوة الأصوات التي أيقظتنا في البداية اعتقدت أنه كابوس واستيقظت منه، ولكن كانت الأصوات تزداد حينها أدركت أن الصوت يأتينا من جميع الاتجاهات. سألت زوجي عن السبب، فقال لي أعتقد انه تدريب أو شيء من هذا القبيل، بحكم أننا نسكن بالقرب من الحدود الشرقية، ولكن كان الصوت هذه المرة قويا جدا ومختلفا، لنمسك هواتفنا وحينها نعرف الحقيقة، بأن هذه الاصوات نتيجة اطلاق صواريخ باتجاه الاراضي المحتلة. على الفور قمت بتجهيز القليل من الملابس وجهزت أبنائي لنخرج لمنزل أهلي في مخيم المغازي، لأننا في منطقة حدودية وهي من أكثر المناطق التي تتعرض للاستهدافات. خرجنا من المنزل منذ الساعات الاولى على اعتقاد بأن الأمر يومين وسينتهي كالأيام السابقة، ولكن حدث ما لم نتوقعه، فقد خرجنا من منزلنا وكانت الأحداث تزداد سوءا يوميا، وتبدأ معاناة النزوح، لننتقل من مكان لمكان نتيجة تهديدات الاحتلال بإخلاء كثير من مناطق قطاع غزة. لهذا خرجنا من المغازي بعد مرور شهرين من بداية الحرب وتوجهنا لمدينة رفح، وتوجهنا لمنزل أحد الأقارب في تل السلطان هناك، ومكثنا ما يقارب ٥ أشهر، لنخرج بعدها لأن تهديدات جيش الاحتلال قد وصلت لمدينة رفح. حينها لم يكن أمامنا خيار سوى العودة لمنزلنا على الرغم أن المنطقة حدودية وخطرة، وأن البيت قد تعرض لدمار كبير ولكن لم يبق أمامنا حلول. ورغم الدمار والخوف لم يسمح لنا جيش الاحتلال بالبقاء في منزلنا لأنه عاد بتهديد المنطقة مرة أخرى لنخرج هذه المرة لمخيم النصيرات، ونتنقل هناك من منطقة لمنطقة لأن مخيم النصيرات كان في هذا الوقت خطير جدا، ويتعرض لاستهدافات متعددة، إضافة للعمليات العسكرية المتكررة، لذلك عدنا مرة أخرى لمخيم المغازي وبعد ذلك لمنزلنا في المصدر.
وعند حوالي الساعة 3:30 مساءً من يوم 17/6/2025 ، كنت قد توجهت لغرفة نومي لأخذ قسط من الراحة بعد يوم تعب كبير بعد الجلوس أمام النار لتجهيز الطعام لأطفالي، وتجهيز الخبز، وما إن دخلت الغرفة لم أشعر سوى النار تشتعل في جسدي، حيث تم استهداف المنزل بشكل مباشر ليدخل الصاروخ لغرفة النوم، وتشتعل النار بفرشة التخت التي أنام عليها، لتحرق جسدي بالكامل. خرجت أركض من شدة النار التي تحرق جسدي، وحاول الجيران وزوجي إطفاء النار وإخراجي من المنزل. وبعد محاولات استطعت الخروج ولكن هنا بدأت المعاناة عندما تم التواصل مع الاسعاف ولكن لم يستطع الوصول فورا بسبب كثرة الاستهدافات من قوات الاحتلال في هذا الوقت. لذلك خرجنا بسيارة أحد الجيران، ولكن حتى هذه لم تكتمل، لأن السيارة قد تعطلت، لنمكث في الشارع ننتظر سيارة اسعاف وكان الحرق ينهش جسدي بشكل كبير جدا، وأشعر بأن جسدي يذوب أمام عيني. وبعد انتظار لأكثر من نصف ساعة وصل الاسعاف ليتم إيصالي لمستشفى شهداء الأقصى، وكان الحرق قد اخترق جسدي بالقدر الكبير. أدخلني الأطباء لغرفة العمليات على الفور ليتم عمل عملية تنظيفات لي ليتبين معهم بأنني قد أصبت بحروق من الدرجة الثانية، والحرق قد تعرض لالتهاب شديد نتيجة الركام الذي تساقط على جسدي. لهذا منذ يوم الاستهداف وأنا أمكث في المشفى، ليتم عمل عملية تنظيفات لي، حيث يتم وضع بنج كامل لي، لأن جسدي تعرض للحرق، ليتشوه نتيجة هذا للاستهداف، حتى أنني لم أستطع استيعاب ما الذي حل بي، كنت مسالمة بمنزلي، لأخرج منه بجسد محترق، وبعد عمليات التنظيفات أحتاج للكثير من العلاجات التجميلية حتى يتم تخفيف أثر الحرق من الجسد.