سبتمبر 3, 2025
الاحتلال يستبيح منطقة المواصي ويقصف نازحين بينهم أطفال أثناء تعبئة المياه
مشاركة
الاحتلال يستبيح منطقة المواصي ويقصف نازحين بينهم أطفال أثناء تعبئة المياه

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات جريمة القتل الجماعي التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر أمس، في منطقة المواصي غربي خان يونس، التي أدت لمقتل 13 نازحًا، منهم 8 أطفال وامرأة، وذلك في وقت تدعي أنها “منطقة آمنة” وتطالب مئات آلاف النازحين في شمال وادي غزة للتوجه إليها.

تأتي هذه الجريمة في الوقت الذي تواصل في غاراتها الجوية وقصفها المدفعي، ونسف المباني والمربعات السكنية عبر أطنان من المتفجرات عبر روبوتات مفخخة في كل أرجاء قطاع غزة، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 23 شهرًا.

ووفق إفادات شهود عيان والمعلومات التي جمعها طاقم المركز، عند حوالي الساعة 13:25 ظهر يوم الثلاثاء الموافق 2/9/2025، شنت طائرات مسيّرة إسرائيلية ثلاث غارات متتالية على مركبة أحد المواطنين في محيط منطقة العطّار جنوب غرب المواصي. وقبل الاستهداف الثالث ترك صاحب المركبة السيارة محاولاً الفرار، إلا أن إحدى الطائرات لاحقته وأطلقت النار بين خيام النازحين بالقرب من مجموعة أطفال كانوا يصطفون لتعبئة المياه من حنفيات منصوبة في الشارع بين الخيام. وأسفر القصف عن مقتل 13 نازحاً، بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة. القتلى هم: نورسين محمد أيوب أبو دراز (10 سنوات) وهبة محمد أيوب أبو دراز (6 سنوات) ووسيم سامي محمود أبو مصطفى (3 سنوات) وشقيقته سما (8 سنوات) وماجد رمزي محمد الصوفي (8 سنوات) وباسل سامي خليل النادي (10 سنوات) وإبراهيم رائد عبد الحافظ عياد (11 عاماً) وآدم أحمد عوني عويضة (7 سنوات) وريم توفيق العبد قاسم (40 عاماً) وهاني عبد السلام شفيق صقر (30 عاماً) ووسام عبد الرحمن محمد المشوخي (27 عاماً) ومعاذ أحمد محمود أبو عنزة (32 عاماً) وعبد الله فريد سالم أبو لحية (29 عاماً).

وفي إفادته لطاقم المركز، أوضح رائد عبد الحافظ عياد، والد الطفل إبراهيم، أحد الأطفال الضحايا، أنه نزح مرتين منذ بداية العدوان، ليستقر في قطعة أرض يملكها قرب منطقة العطار أقام فيها بئر مياه وحنفيات سبيل للنازحين. وأوضح أنه سمع صوت ثلاث انفجارات متتالية قبل أن يفاجأ بمجزرة أمام منزله، حيث وجد ابنه بين الأطفال الغارقين بدمائهم بينما كانوا يصطفون لتعبئة المياه.

إن هذه الجريمة تأتي في سياق الاستباحة الكاملة لمنطقة المواصي التي حوّلها الاحتلال إلى مسرح لجرائم القصف والقتل رغم ادعائه بأنها منطقة نزوح آمنة، حيث كرر الاحتلال في الأيام الأخيرة مطالبته للسكان والنازحين في مدينة غزة بالتوجه إلى المنطقة وسط تصاعد جرائم القصف والقتل الجماعي ونسف المباني في أحيائها الشمالية والشرقية والجنوبية، ضمن محاولته إخلاء المدينة تمهيدًا لتدميرها في إطار خطته المعلنة لفرض السيطرة العسكرية عليها.

وتدلل هذه الجريمة وهي امتداد لعشرات الغارات التي استهدفت النازحين في منطقة المواصي، من جديد أنه لا مكان آمن في قطاع غزة، وأن الاحتلال يسعى لتجميع سكان قطاع غزة في حيز جغرافي محدود يقل عن 10 % لتسهيل قتلهم وتجويعهم وكذلك تهجيرهم خارج بلدهم.

 يشدد المركز على أن استهداف المدنيين، لا سيما الأطفال والنازحين، يشكّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي الإنساني، ويندرج ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها قوات الاحتلال في قطاع غزة.

ويطالب المركز المجتمع الدولي، بالتحرك فورًا لوضع حد للإبادة الجماعية المستمرة، بما في ذلك فرض حظر فوري على الأسلحة، والضغط على إسرائيل لإيقاف هجومها المخطط على مدينة غزة، وهجماتها على مختلف أرجاء قطاع غزة. ويشدد على ضرورة التدخل العاجل لحماية المدنيين وتنفيذ مذكرات الاعتقال الصادرة ضد المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم وإصدار المزيد منها لضمان تحقيق المساءلة والعدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *