تاريخ الإفادة: 3/8/2025
سليم إبراهيم مسلم عصفور، 75 عاما، متزوج، سكان عبسان الجديدة ونازح حاليا في مواصي خانيونس.
أنا متزوج من امراتين، ولدي 10 أبناء، منهم 6 بنات متزوجات، والبقية أطفال. وأبنائي الأطفال هم: أيمن 15 عاما، وعبد السلام 13 عاما، وضحى 11 عاما، وسلطان 4 سنوات، والمتزوجات: زينب 55 عاما، جميلة 50 عاما، واسمهان 45 عاما، وحنان 43 عاما، وعائشة 42 عاما، وحنين 22 عاما.
كنت أسكن في منزل مساحته 260م² وأمتلك 3 دونمات مزروعة بالزيتون واللوز وخضار، وكان عندي أغنام، ولديّ سوبر ماركت، جميعها دمرها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه منذ 7/10/2023. كوني أسكن بمنطقة حدودية، حيث يبعد منزلي كيلو متر واحد عنها، بدأ نزوحي منذ اليوم الثاني للحرب 8/10/2023، وكان أول النزوح إلى مدرسة مصطفى حافظ بخان يونس. وبعد 4 أشهر نزحت أنا عائلتي إلى رفح، ومكثنا هناك 3 أشهر، ثم عدنا إلى عبسان الجديدة، حيث منزلنا الذي دمره الاحتلال. ولاحقا عاد الاحتلال ليتوغل في عبسان فنزحنا إلى منطقة المواصي (الإقليمي) ثم عبسان ثم الزوايدة شهر ونصف وعدنا إلى عبسان عدة أيام، قبل أن نضطر للنزوح مجددا إلى حيث نحن الآن في مخيم الهندي في شارع 5 شمال غرب مواصي خان يونس.
منذ بداية الحرب والنزوح ونظرًا لعدم وجود أي مصدر دخل لي، كنت أعتمد أنا واسرتي البالغ عددها 6 أفراد، على المساعدات من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) والمؤسسات العاملة في قطاع غزة وعلى تكيات الطعام، وكان طعامنا يعتمد على ما يتم توزيعه من معلبات الفاصولياء والبازيلاء والفول والحمص والعدس. عندما منع الاحتلال الاسرائيلي دخول المساعدات إلى قطاع غزة في بداية شهر مارس 2025، بدأت حالتنا تسوء خاصة عندما قل عدد التكيات وتوقفت من العمل، لقلة المواد الغذائية، وارتفاع أسعار الخضروات التي وصل منها سعر كيلو البندورة الآن 120 شيكلا. أنا لا أستطيع شراء أي شيء لأنني لا أملك المال بسبب انعدام الدخل. شحّت الأشياء، لا طحين، لا مواد غذائية، حتى الماء نحصل عليه بصعوبة وأحيانا نشرب مياه مالحة. لا أمتلك خزان مياه، كل ما عندي جالونين سعة الواحد 10 لتر. بسبب كل ذلك بدأنا نشعر بالجوع، ويمر علينا يوم أو يومين بدون طعام أو خبز، ونأكل أحيانا فقط الخبز والماء، لذلك نشعر بالجوع باستمرار. أنا الآن (الإفادة أخذت مساء) اتحدث معك ولم أتناول شيئا حتى الآن منذ الصباح، وعندما يتوفر الخبز أمتنع عن تناوله حتى يشبع أولادي، وأقول أنا رجل كبير في العمر انتهى عمري ولم يتبق لي الكثير في الحياة. من انعدام الطعام اضطررت لإرسال أولادي يسألون الناس في الخيام المجاورة عن أحد يعطيهم رغيف خبز، وأرسلتهم إلى الزبالات ليبحثوا فيها عن بقايا طعام أو عن خبز ناشف قمنا بنقعه لهم بالماء وأحيانا نقوم بتسخين المياه ونفت بها الخبز (نقطع الخبز إلى قطع صغيرة) حتى يتمكنوا من أكله. زوجتي نسرين أحمد على عصفورـ 47 عاما، تعاني من سرطان في الدم، وتذهب إلى منطقة سجن أصداء لتعمل في فرن هناك تخبز فيه للناس مقابل 20 شيكلا لا تكفي شراء كيلو طحين الذي سعره كل يوم في حال وأقل سعر وصل إليه مؤخرا 30 شيكلا. نعيش على فيض الكريم إذا أحد أعطانا أي شيء ولو العدس، ولا نمتلك الحطب لإشعال النار لطبخه فنقوم بالبحث عن أوراق وخرق ملابس بالية أو كندرة خربانة (أحذية)، لإشعال النار لطبخه. الخيمة التي أنا فيها أعطاني إياها أحد المواطنين، وهي كما ترى ليست خيمة، عبارة عن خشب ومغطاة بشادر وبعض الأقمشة، لا أمتلك سوى هذه الفرشات البالية التي أخذتها من صاحب الخيمة. وحتى مع فتح الاحتلال الإسرائيلي نقاط توزيع المساعدات الامريكية في الشاكوش وموراج والعلم ودخول الشاحنات عند التحلية إلا أنني لا أستطيع الذهاب إلى هناك، وأكبر أولادي طفل أيمن، 15 عاما، أيضا لا يستطيع الذهاب لإحضار بعض الطعام. هذا حالي واضح لا يحتاج إلى شرح كثير. علمًا أنني في عام 2014 انفجر عندي القولون وقام الأطباء باستئصال جزء من المعدة عبارة كتلة سرطانية. وزني كان 75 كيلوجرام فقدت منه 30 كيلو، وبدأت عظام صدري بالبروز ولم يبق مني سوى العظم والجلد، وينام أطفالي بدون طعام ولا يتناولون سوى كسرة من الخبز أو العدس كما ذكرت لك. حاليا أعاني من سوء التغذية بسبب قلة الطعام، وهذا أضعف قدرتي على الحركة، حتى الحمام بصعوبة أتحرك إليه. لم أعد قادرا على تحمل رؤية أبنائي وهم جوعى، أنا الآن أشعر بالقهر والخزن والعجز من الحال التي وصلنا إليها، وصرت أشعر بالقلق والخوف على أبنائي من الهلاك. قررت أن أنشر قصتي للناس من خلال وسائل الإعلام، علنا نجد فاعلي خير ينقذونا من الجوع والقلة التي نحن فيها، فتوافد علي خلال اليومين الماضيين على الأقل 20 صحفيا ووسيلة إعلام ونشروا قصتي عبر صفحاتهم ومؤسساتهم الصحفية، وأنا لا أتمنى سوى توفير الطعام والغذاء وخيمة جيدة تؤيني أنا وأسرتي حتى نشعر أنا أحياء كما السابق، وأن يذهب ابنائي إلى مدارسهم، فهل يعقل ابنتي عمرها 11 عاما لا تستطيع القراءة والعد حيث عانت من عدم الذهاب أولا في سنوات مرض كورنا، ثم الآن بسبب الحرب على غزة.