مايو 18, 2025
قوات الاحتلال تغتال ثلاثة صحفيين، بينهم صحفيان قتلا داخل منزليهما وأفراد أسرتهما
مشاركة
قوات الاحتلال تغتال ثلاثة صحفيين، بينهم صحفيان قتلا داخل منزليهما وأفراد أسرتهما

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم صحفيان، بينهم صحفية وعائلتاهما، في استهداف مباشر لمنزليهما، وهم نيام، في دير البلح وجباليا، فيما قتل صحفي ثالث في قصف من مسيرة إسرائيلية صباح اليوم في القرارة، شمال خان يونس.  يأتي هذا في سياق تصاعد جرائم قتل الصحفيين بشكل غير مسبوق، واستهدافهم وعائلاتهم، ضمن جرائم حرب الإبادة التي تقترفها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهراً، بهدف قتل الشهود على جرائم الإبادة الجماعية التي تقترف على مرأى العالم ومسمعه. ويرى المركز أن استمرار استهداف وقتل الصحفيين والارتفاع في اعداد القتلى الصحفيين يظهر بما لا يدع مجالاً للشك أن القتل عمدي ومقصود، كما أن قتلهم مع عائلاتهم جزء من عملية الترهيب والتخويف، وهو جزء لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

واستمراراً لهذه الجرائم، نفذت قوات الاحتلال فجر اليوم الأحد الموافق 18 مايو 2025، غارتين جويتين على منزلي صحفيين في مدينة البلح، وسط قطاع غزة، وحي الصفطاوي، شمال غزة، أسفرت عن مقتل صحفيين، بينهما صحفية وأفراد عائلتيهما.  في الغارة الأولى، استهدفت قوات الاحتلال شقة سكنية في حي بشارة بمدينة دير البلح، تعود للإعلامية نور قنديل، مما أدى إلى مقتلها، ومقتل زوجها خالد أبو سيف، وطفلتهما.  واستهدفت الغارة الثانية منزل الصحفي عزيز الحجار، ويعمل في صحيفة فلسطين اليوم، في حي الصفطاوي، غرب جباليا، مما أسفر عن مقتله ومقتل زوجته وطفلتيه.  فيما أعلن صباح اليوم عن مقتل الصحفي الحر عبد الرحمن توفيق العبادلة، 31 عاماً، بعد أن هاجمته مسيرة اسرائيلية ومجموعة من الصحفيين، في بلدة القرارة شمال خان يونس ما ادى الى استشهاده مع قريبه يزن جودت العبادلة.

يشار أن قوات الاحتلال صعدت بشكل غير مسبوق استهداف الصحفيين في الآونة الأخيرة، في إطار تصعيد جرائم حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غز، كلن آخرها مقتل الصحفي حسن سمور وأفراد عائلته في استهداف خيمتهم في خان يونس.  سبقه استهداف الصحفي حسن اصليح داخل مستشفى ناصر الطبي وقتله وهو يرقد على سرير العلاج من إلإصابة سابقة.

وبمقتل الصحفيين الثلاثة، يرتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا من السابع من أكتوبر 2023، إلى (219) صحفياً وفق المكتب الإعلامي الحكومي، وهو العدد الأعلى في العالم منذ بدء الإحصاء للقتلى الصحفيين في العام 1992.  بين هؤلاء القتلى (14) صحفية. وقتل الغالبية العظمى من الصحفيين خلال غارات جوية، سواء من الطائرات الحربية، وطائرات الاستطلاع، بينما قتل آخرون جراء إطلاق النار عليهم من قناصة. العدد الأكبر من الشهداء الصحافيين قتلوا هم وعائلاتهم خلال عمليات استهدفت منازلهم، فيما قتل صحفيونً خلال جرائم القصف العشوائي على امتداد حرب الإبادة المستمرة، وقتل صحفيون خلال استهداف مباشر، فيما قتل آخرون خلال قيامهم بمهام صحفية.  كما أصيب خلال العدوان (194) صحفياً آخرون في ظروف مختلفة. هذا عدا عن نشطاء التواصل الاجتماعي الذين استهدف الاحتلال عددا كبيًرا منهم ودأب على التحريض عليهم وتهديدهم بالقتل إذا لم يصمتوا.

  يؤكد المركز أن استهداف الصحفيين/الصحفيات جاء بهدف الاستفراد بالضحية وتغييب نقل وقائع الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال ضد المدنيات والمدنيين في قطاع غزة. ولذلك نطالب المجتمع الدولي بإدانة استهداف العاملين بالصحافة بشكل علني، والضغط على دولة الاحتلال لوقف استهدافهم بشكل فوري، والعمل دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيات والمدنيين بمن فيهم الصحفيات والصحفيين في قطاع غزة.

ويؤكد المركز أن القتل العمد للصحفيين/ات يعد جريمة حرب تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وفقًا للمادة 8 من نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة. كما يعد حرمانًا تعسفيًّا من الحياة وفقًا للمادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ويستوجب مساءلة مرتكبيه. كما ويعد استهداف الصحافة اعتداء على الحق في حرية الصحافة وحرية التعبير المكفولة وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وخصوصًا المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وإزاء ذلك، يطالب المركز المجتمع الدولي بالضغط على دولة الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين بشكل فوري، والعمل دون تأخير على توفير حماية دولية للمدنيين/ات بما فيهم للصحفيات والصحفيين في قطاع غزة، وتفعيل أدوات الضغط على سلطات الاحتلال بوقف جرائمها والامتثال لقواعد القانون الدولي، وحماية المدنيين. كما ونطالب أجسام الصحافة الدولية منها الاتحاد الدولي للصحفيين بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال محاسبته على قتل واستهداف الصحفيات والصحفيين في فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة.

كما يدعو المركز المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتسريع باتخاذ إجراءات عملية لإنجاز التحقيق بالجرائم المرتكبة على إقليم دولة فلسطين، بما فيها جرائم قتل الصحفيين/ات، الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لإظهار الحقيقية، والمضي بالخطوات اللاحقة، وخصوصًا، أن الضحايا في فلسطين طال انتظارهم للعدالة والانصاف. كما ندعو المقررة الخاصة المعنية بحرية الرأي والتعبير بالأمم المتحدة إلى تعزيز وتكثيف الجهود لحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، والتحقيق في جرائم الاحتلال المقترفة بحق الصحفيين ووسائل الاعلام في الأرض الفلسطينية المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *