صفاء فضل شحادة بربخ، ٢٩عاما، وأم لثلاثة أطفال، سكان خانيونس.
تاريخ الإفادة: 11/1/2025
أنا متزوجة من باسل شوقي عودة اللولحي، كنت أسكن في شقة تقع في منطقة تابعة لمدينة رفح وقريبة من قيزان أبو رشوان، جنوب خانيونس.
في حوالي الساعة ٦:٣٠ صباح ٧/١٠/٢٠٢٣، كنا نتناول طعام الإفطار، وفجأة بدأنا نسمع أصوات انفجارات قوية، وإطلاق صواريخ بشكل مخيف. على الفور تابعنا الأخبار ليتبين لنا أنها بداية حرب، لذلك التزمت بالمنزل أنا وزوجي وأبنائي، تحسباً لأي خطر قد يصل لنا، ومكثنا في البيت ننتظر نهاية هذه البداية، لكن يوما بعد يوم كانت الأحداث تزداد سوءًا، وحالة النزوح بدأت تطال جميع مناطق قطاع غزة، والاستهدافات تصل لأي مكان في قطاع غزة.
مع مرور الوقت، بدأنا نعاني من شح مستلزمات الحياة من كهرباء ومياه وطعام، فكنا نقوم بنقل مياه الاستخدام اليومي من مناطق بعيدة بسبب انقطاع خطوط مياه البلدية، أما بالنسبة لمياه الشرب فكنا نقوم بشرائها ويوم عن يوم كان ثمنها يزيد، إضافة إلى شح الطعام، حيث كنا نقضي فترات طويلة نتناول المعلبات التي لا تصلح بأي شكل للأطفال صغار السن، ولكن بسبب عدم وجود البدائل كنا نطعمها لأطفالنا.
بتاريخ ٢٨/٥/٢٠٢٤، وصلت لنا تهديدات جيش الاحتلال بضرورة إخلاء المنطقة لبدء العمليات العسكرية، حيث إننا نسكن في منطقة تابعة لمدينة رفح، لذلك خرجنا وتوجهنا لمنطقة قيزان أبو رشوان، جنوب خانيونس، وتبعد بشكل بسيط عن منزلنا، ومكثنا هناك في خيمة، ولكن لم نمكث طويلا بسبب اقتراب دبابات جيش الاحتلال من المنطقة، وهي تطلق قذائف مدفعية عشوائيا، وتطلق الرصاص بشكل مفاجئ، لذلك خرجنا تحسباً لأي طارئ أو خطر يصلنا.
توجهنا للمنتزه الإقليمي في مواصي مدينة خانيونس، وكان الوضع هناك سيئا للغاية بسبب كثرة النازحين من جهة، ولعدم توفر متطلبات الحياة من جهة أخرى. قمنا بتجهيز خيمة نزوح وبناء حمام، وكنا نقوم بنقل المياه من مسافات بعيدة. هذا إضافة إلى عمليات التوغل والقصف التي كان جيش الاحتلال ينفذها بين الحين والآخر، وطائرات الكواد كابتر التي لم تفارق المكان أبدا، ما كان يتسبب بإصابة العديد من النازحين. لم يكن أمامنا خيارات أخرى فلم يتبق مكان آمن في قطاع غزة نتجه إليه.
في حوالي الساعة ٨:٠٠ صباح ٢٨/١٢/٢٠٢٤، تراجعت دبابات جيش الاحتلال عن منطقة سكننا الأصلية، لذلك توجهت أنا وأبنائي لإحضار بعض المستلزمات والملابس والأغطية بسبب البرد الشديد الذي نشعر فيه في الخيام. وخلال تجهيزي لهذه المستلزمات بدأت البحث عن ابني الصغير (شوقي، ٧ سنوات)، لم يكن بالبيت، فخرجت أبحث عنه وإذ به ملقى على الأرض والدم ينزف من عينه ويديه والكثير من الشظايا تتناثر في جسده، بسبب استهداف من قوات الاحتلال له خلال تواجده على باب المنزل. وكانت طائرات كواد كابتر للاحتلال تحلق في سماء المنطقة وتطلق النار وتسقط قنابل تجاه المنطقة، وبسببها أصيب طفلي.
حملت طفلي وتوجهت به لمستشفى ناصر الطبي في خانيونس، وفور وصولنا شخّص الأطباء حالته، وأدخلوه للعناية المركزة لأنه كان فاقدا لوعيه بالكامل. وبعد الفحوصات قرر الأطباء إجراء عملية استئصال للأمعاء لأن الشظايا أحدثت تهتكا كبيرا فيها. وتسببت إصابته ببتر كف يده اليمني بالكامل، وفقد البصر في العين اليمنى أيضا. وبعد ٣ أيام بدأ باسترجاع وعيه، ولكن حسب نتائج الفحوصات طلب الأطباء تحويلة علاجية مستعجلة للعلاج بالخارج، لإيجاد حل لفقد البصر الذي أصاب طفلي، وضرورة تركيب أطراف صناعية بديلة للتي فقدها، وها نحن ننتظر الرد علي طلبنا لعلاج طفلي بشكل مستعجل.