المرجع: 96/2013
التاريخ: 23 سبتمبر 2013
التوقيت: 11:30 بتوقيت جرينتش
في أعقاب مقتل جندي إسرائيلي في ساعات مساء يوم الأحد الموافق 22 سبتمبر 2013، قرب الحاجز الجنوبي لشارع الشهداء في المنقطة الجنوبية من البلدة القديمة في مدينة الخليل، شرعت قوات الاحتلال في تنفيذ سلسلة من جرائم العقاب الجماعي ضد المدنيين الفلسطينيين في المدينة.
واستناداً لتحقيقات المركز، وإفادات شهود العيان، ففي حوالي الساعة 6:30 مساء اليوم المذكور أعلاه، وبعد مقتل جندي إسرائيلي في منطقة (قيطون)، قرب الحاجز الجنوبي لشارع الشهداء، في المنطقة الجنوبية من البلدة القديمة في مدينة الخليل، انتشرت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأحياء السكنية وسط البلدة القديمة، وأعلنت المنطقة عسكرية مغلقة. شرعت تلك القوات في تنفيذ عمليات اقتحام لمعظم المنازل في عدة أحياء، منها: حي أبو سنينة، جبل جوهر، منطقة قيطون، حارة جابر، طلعت أبو حديد، الكرنتينا، المنطقة المحيطة بالحرم الإبراهيمي، ومحيط مدرسة طارق بن زياد. شرع أفرادها بتفتيش المنازل السكنية وتحطيم محتوياتها وتمزيق الأثاث، بعد احتجاز ساكنيها في إحدى غرفها، واقتياد عدد من سكانها، واحتجازهم أمام مدرسة طارق بين زياد. وفي الوقت الذي اعتلى جنود الاحتلال عدداً من منازل المواطنين وحولوها إلى ثكنات عسكرية، بعد إبلاغ أصحابها بقرار السيطرة عليها لأغراض عسكرية، كانت قوات الاحتلال قد أغلقت جميع المداخل المؤدية إلى مدينة الخليل، وأقامت الحواجز العسكرية عليها، كما أغلقت مدخل طريق الحرايق (الرابط بين مدين الخليل وبلداتها) الجنوبية بشكل كامل.
وأفاد المواطن علي أبو سنينة لباحث المركز بما يلي:
}}في حوالي الساعة 6:30 مساء يوم الأحد الموافق 22/9/2013، كان جنود الاحتلال يطلقون قنابل الصوت والغاز تجاه عدد من الفتية الذين رشقوا الجنود بالحجارة في منطقة حي قيطون، الذي يبعد مسافة 70 م عن منزلي. وبعد انتشار خبر مقتل أحد الجنود، اقتحمت المنطقة قوات كبيرة من جيش الاحتلال، وقامت بإغلاقها بشكل كامل. وفي حوالي الساعة 1:00 بعد منتصف الليل، اقتحم أكثر من 13 جندياً منزلي، وقاموا باحتجازي أنا وأفراد أسرتي المكونة من 11 فرداً في إحدى الغرف، وفتشوا المنزل بشكل همجي، وحطموا زجاج النوافذ، ومزقوا أغطية المقاعد. وبعد حوالي ساعة كاملة انسحب الجنود من المنزل، حيث توجهت خلفهم فشاهدت أعداداً كبيرة من الجنود يقتحمون المنازل السكنية المجاورة، ويعتقلون عدداً من الشباب ويقتادونهم باتجاه مدرسة طارق بن زياد{{.
وأفادت زوجة المواطن عبد اللطيف الكركي لباحث المركز بما يلي:
}}في حوالي الساعة 10:00 مساء يوم الأحد الموافق 22/9/2013،، اقتحم عدد من جنود الاحتلال منزلنا الكائن في منطقة طلعت أبو حديد، وسط البلدة القديمة، وقاموا باحتجاز زوجي عبد اللطيف الكركي، 48 عاماً، وهو مريض، وأبنائي خارج المنزل. في تلك الأثناء سمعت صوت زوجة ابني، ريم 19 عاماً، تصرخ في داخل المنزل. توجهت مسرعة إليها فوجدتها ملقاة على الأرض، وقالت لي: أن أحد الجنود ضربها ببندقيته على بطنها وهي حامل. أثناء ذلك وقعت مشادات كلامية بين أبنائي والجنود الذين انسحبوا من المنزل، وتم نقل زوجة ابني إلى مستشفى الخليل الحكومي، بواسطة سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وأثناء عودتنا إلى المنزل، كان عدد من جنود الاحتلال قد انتشروا فوق أسطح عدة منازل تعود لعائلتي أبو حديد والفاخوري في المنطقة المحيطة بنا، وكان الجنود يقتادون عدداً من الشبان معهم}}.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل المتطوع في مركز “بتسيلم” لحقوق الإنسان، المواطن رائد أبو رميلة، 45 عاماً، في المنقطة الجنوبية من الحرم الإبراهيمي، واعتقلوا نجليه: طارق 12 عاماً؛ ومعتصم 9 أعوام، بدعوى أنهما مطلوبان لديها.
وأفاد المواطن رائد أبو رميلة لباحث المركز بما يلي:
{{ أعمل متطوعاً في مؤسسة “بيتسيلم”؛ وكنت أقوم بالتصوير في المنطقة القريبة من حي قيطون، بالقرب من شارع الشهداء، حيث كانت مواجهات قد اندلعت بين فتية فلسطينيين وجنود الاحتلال، وأثناء ذلك قام الجنود بإبعادي عن المكان، حيث كان أحدهم قد سقط على الأرض، وعلمت فيما بعد أنه قتل. توجهت بعدها إلى مستشفى الخليل الحكومي، بعد إصابتي بحجر في يدي اليمنى، وفي ساعات المساء، اتصل بي أحد ضباط الشرطة الإسرائيلية، وأبلغني بضرورة الحضور إلى مركز شرطة “جعبرة” لتسليم الكاميرا التي كنت أصور بها. رفضت التوجه هناك لوحدي بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة في المنطقة، وأثناء ذلك اتصل بي والدي وأبلغني أن جنود الاحتلال اعتقلوا نجلي طارق، 12 عاماً، ومعتصم 9 أعوام، وأنهم أبلغوا عائلتي أنهما معتقلان حتى أسلم نفسي لهم. وبعد اتصالات مع المحامين والمؤسسة التي أتطوع فيها، توجهت في اليوم التالي برفقة منال الجعبري، الباحثة في المؤسسة إلى مركز الشرطة حيث سلمتهم نسخة عن شريط التصوير، وتم الإفراج عني بعد عدة ساعات{{.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان يدين الأعمال التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في مدينة الخليل، ويؤكد على أنها تندرج في إطار جرائم العقاب الجماعي وفق المادة الثالثة والثلاثين من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب، التي تحظر العقاب الجماعي، فإنه يدعو المركز المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.