المرجع: 64/2014
التاريخ: 16 يونيو 2014
التوقيت: 10:50 بتوقيت جرينتش
في استخدام مفرط للقوة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في ساعات فجر اليوم، الاثنين الموافق 16/6/2014، مدنياً فلسطينياً، وأصابت أربعة آخرين في مخيم الجلزون، شمالي مدينة رام الله. جرى ذلك عندما اقتحمت تلك القوات المخيم لتنفيذ أعمال اعتقال، وتجمهر عشرات المدنيين الفلسطينيين ورشقوا الحجارة تجاهها، ففتح أفرادها النار تجاههم. وفي قطاع غزة، نفذت قوات الاحتلال، بواسطة طيرانها الحربي، (5) غارات جوية على مواقع تدريب لفصائل المقاومة، أسفرت إحداها عن إلحاق أضرار في عدد من المنازل وفي مدرسة ثانوية، شمالي القطاع، وإصابة أربعة مدنيين من سكان المنازل المجاورة، من بينهم طفلة، جراء تطاير زجاج النوافذ عليهم، ووصفت جراحهم بالطفيفة.
واستناداً لتحقيقات المركز ولشهود العيان حول جريمة القتل، ففي حوالي الساعة 1:30 فجر هذا اليوم، الاثنين الموافق 16/6/2014، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بعدة آليات عسكرية وقوة راجلة مكونة من حوالي (60) جندياً، مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، شمالي مدينة رام الله. تمركزت تلك القوات في شوارع وأزقة المخيم، ثم توغلت في وسطه لتنفيذ أعمال اعتقال. دهم أفرادها العديد من المنازل السكنية، فتجمهر عشرات الشبان والفتية والأطفال ورشقوا الحجارة تجاههم. وعلى الفور شرع جنود الاحتلال بإطلاق الأعيرة النارية وإلقاء قنابل الغاز والقنابل الصوتية تجاه راشقي الحجارة الذين حاصروا الجنود في الأزقة. استدعى الجنود قوات إضافية لمساندتهم، فحضرت مجموعة أخرى، وتقدم أفرادها في الأزقة، وشرعوا بإطلاق الأعيرة النارية بكثافة تجاه راشقي الحجارة. أسفر ذلك عن إصابة المواطن أحمد عرفات حسني صمادعة، 24 عاماً، بعيار ناري في الجهة اليمنى من الصدر، ونقل من قبل طاقم الإسعاف التابع لجهاز الدفاع المدني في المخيم إلى مجمع فلسطين الطبي الحكومي في مدينة رام الله. أجريت له محاولة إنعاش للقلب في داخل غرفة العناية المكثفة في قسم الطوارئ، إلا أن جهود الأطباء فشلت في انقاذ حياته، وأعلنت المصادر الطبية في المجمع المذكور عن وفاته. وأسفر إطلاق النار أيضاً عن إصابة أربعة مدنيين آخرين بجراح، أصيب أغلبهم في المنطقة العليا من الجسم، ونقلوا إلى مجمع فلسطين الطبي للعلاج. وقبل انسحابها في حوالي الساعة 4:00 صباحاً، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وفي قطاع غزة، نفذت قوات الاحتلال، بواسطة طيرانها الحربي، (5) غارات جوية على مواقع تدريب لفصائل المقاومة، في مناطق مختلفة من القطاع. أسفرت إحدى الغارات والتي استهدفت موقع تابع لكتائب القسام في أرض مقر المخابرات الفلسطينية العامة “مبنى السفينة” سابقاً، غربي بلدة جباليا، شمالي القطاع عن تدمير غرفة بشكل كامل، فضلاً عن إحداث حفرة بعمق 5 أمتار في مكانها. وأسفرت أيضاً عن تضرر عدد من المنازل التي تحد الموقع من الناحية الشرقية، تمثلت بتحطم زجاج نوافذها، بالإضافة لإلحاق أضرار في مدرسة ذات الصواري الثانوية للبنات، الملاصقة للموقع من الناحية الجنوبية، وتمثلت أضرارها بتحطم عشرات النوافذ والأبواب، بالإضافة لتصدع سور المدرسة الشمالي. كما أصيب جراء عملية القصف أربعة مواطنين من سكان المنازل المجاورة، من بينهم طفلة، جراء تطاير زجاج النوافذ عليهم، وتم نقلهم جميعا لتلقي العلاج داخل مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ووصفت جراحهم بالطفيفة، وغادروا المستشفى.
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وبشدة هذه الجريمة الجديدة التي تقدم دليلاً آخر على استمرار استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين، واستهتارها بأرواحهم. ويدعو المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.