المرجع: 96/2014
التاريخ: 22 يوليو 2014
التوقيت: 13:00 بتوقيت جرينتش
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الانسان بشدة استهداف قوات الاحتلال الحربي الاسرائيلي للمنشآت الطبية (مستشفيات وعيادات)، ومراكز تقديم الخدمات الصحية، والفرق والطواقم الطبية الثابتة والميدانية، بما فيها عربات إسعاف ونقل القتلى والجرحى والمرضى، ورجال المهمات الطبية خلال العدوان المستمر لليوم الخامس عشر على التوالي. ويدعو المركز المجتمع الدولي، وخاصة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، إلى التحرك العاجل من أجل وقف طواقم الاسعاف والمنشآت الطبية أو أية مواقع تحيط بها حفاظاً على سلامة المرضى والجرحى والعاملين فيها. كما يدعو المركز المجتمع الدولي للعمل الفوري من أجل وقف هذا العدوان وضمان تدفق إمدادات الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية إلى قطاع غزة، ووقف كافة أشكال استهداف فرق وطواقم الإغاثة الإنسانية.
ووفقاً لتوثيق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، والإفادات التي جمعها باحثوه من شهود العيان، بمن فيهم رجال المهمات الطبية والجرحى، ارتكبت القوات الحربية المحتلة، وفي انتهاك واضح لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، وبخاصة لنطاق الحماية التي توفرها لهم، انتهاكات جسيمة ترتقي لكونها جرائم حرب ضد المؤسسات الطبية وعربات الاسعاف وأفراد الطواقم الطبية. ومنذ بدء العدوان على سكان قطاع غزة، في 8/7/2014 وحتى لحظة صدور هذا التقرير، رصد باحثو المركز عشرات الانتهاكات الاسرائيلية التي طالت المؤسسات الطبية ومراكز الاسعاف وأعضاء الطواقم الطبية. وقد أدت هذه الانتهاكات إلى مقتل مسعف واحد، وهو فؤاد زهير جابر، 27 عاماً، الذي قتل أثناء عملية نقل وإسعاف ضحايا حي الشجاعية، شرق مدينة غزة، حيث اطلقت قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي قذيفة بشكل مباشر باتجاه المنطقة التي تتواجد بها سيارة الإسعاف، مما أدى إلى مقتله. كما اسفرت الانتهاكات الاسرائيلية عن اصابة (4) مسعفين آخرين وتدمير (9) سيارات اسعاف، كما أسفرت عن أضرار جسيمة لحقت بـ (4) مستشفيات وعيادة صحية ومركز طبي.
وكان أبرز اعتداءات قوات الاحتلال على المنشآت الطبية القصف المباشر لمستشفيين، تعجان بالآلاف من المرضى والزائرين، عدا عن المئات من أفراد الطواقم الطبية والاسعاف. فقد قصفت المدفعية الإسرائيلية يوم أمس 21/7/2014 مستشفى شهداء الأقصى بالمحافظة الوسطى بشكل مباشر، مما أدى الى مقتل 4 مواطنين (وهم جريح يتلقى العلاج، وثلاثة من الزائرين)، وإصابة 40 آخرين، من بينهم العديد من العاملين في المستشفى. وصرح كمال خطاب مدير المستشفى إن القذائف سقطت على مبنى العناية المكثفة والجراحة والحضانة والباطني ومبنى الإدارة، وقد الحقت اضرارا بالغة بالمستشفى والمعدات والمستلزمات الطبية التي تعاني نقصاً حاداً قبل القصف، واكد د. اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة توقف غرف العمليات ومحطة انتاج الأكسجين اللازمة للعمليات وتدمير مقر الإدارة والمبيت جراء القصف المكثف على مستشفى شهداء الأقصى. وأشار إلى تعرض سيارات الاسعاف التي حاولت اجلاء الجرحى من مستشفى شهداء الأقصى إلى مستشفى الشفاء إلى قصف عنيف أدى لإصابة سيارتين اسعاف.
وبتاريخ 11/07/2014، وفي حوالي الساعة 2:25 فجراً، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بأربعة صواريخ الطابقين الخامس والسادس من مستشفى الوفاء الطبي الواقع في حي الشجاعية شرقي غزة، مما أدى إلى وقوع أضرارٍ بالغة في الطبقتين. ووفقاً لإفادة بسمان العشي، المدير التنفيذي لمستشفى الوفاء للتأهيل الطبي، فإن القصف الإسرائيلي أدى إلى تحطيم الجزء الشمالي من مبنى المستشفى، الذي يقدم الخدمات التأهيلية لـ (6000-7000 مريض) في العام (من جميع الأعمار) الذين لا يقوون على الحركة، ويحتاجون للعناية والمتابعة على مدار الساعة.
• وفي انتهاك خطير قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بتاريخ 9/7/2014، وفي تمام الساعة 9:25 ارض زراعية مقابلة لمبنى مركز الاسعاف والطوارئ التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في منطقة جباليا على مفترق زمو شرق جباليا، وقد أسفر القصف عن إصابة 4 مسعفين هم: يوسف عبد الحميد ، رمضان حوسو ، إياد بسيوني ، مروان حمودة ، وقد أصيب المسعفون بكسور ورضوض مختلفة، وتم نقلهم الى مستشفى القدس التابعة للجمعية في مدينة غزة لتلقي العلاج، وقد وصفت الإصابات ما بين طفيفة ومتوسطة. كما أدى القصف الى تدمير ثلاث سيارات اسعاف بشكل كامل، وإصابة المركز بأضرار مادية جسيمة، حالت دون امكانية استمرار العمل في المركز. ووفقاً لمصادر جمعية الهلال الأحمر فقد تم إخلاء المركز بشكل تام ونقل العاملين فيه، وسيارات الإسعاف التابعة له الى مركز الاسعاف في مدينة غزة، حيث يتم الاستجابة لاحتياجات المواطنين في منطقة جباليا من هناك. وقد تكرر الانتهاك بتاريخ 14/7/2014، في حوالي الساعة 9:10 مساء، حيث قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية بصاروخ أرض خالية تقع بجانب مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الواقع علي مفترق زمو بجباليا، وقد أدي ذلك الى احتراق مخزن الجمعية نتيجة سقوط عدد من الشظايا داخله، وقد أفاد يوسف عبد الحميد مدير المقر، بأن قوة تابعة لجهاز الدفاع المدني توجهت ناحية المقر وقامت بإخماد النيران وأبلغته بأنها بأنها ترجح أن سبب الحريق في المخزن هو سقوط شظايا عليه، وقد قام العاملين في مقر الجمعية بإخلاء المقر جراء استهداف عدد من الأراضي المحيطة به.
وقد رصد باحثو المركز عدد آخر من الانتهاكات أهمها:
• بتاريخ 22/7/2014، وفي حوالي الساعة 1:30 فجراً أطلقت الدبابات الإسرائيلية قذائف مدفعية سقطت في محيط الطواقم الطبية التي كانت تقوم بإجلاء جرحى على الأطراف الشرقية للمنطقة الصناعية لبلدة بيت حانون، وقد نجا طاقم إسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو عبارة عن 3 سيارات بداخلها 7 من ضباط الإسعاف، بينما تضررت سيارة الاسعاف، وأصيب مواطن داخل إحدى سيارات الإسعاف بشظية في الصدر.
• في حوالي الساعة 2:30 من فجر يوم 22/7/2014، قصفت المدفعية الإسرائيلية بأكثر من قذيفة حديقة مستشفى بيت حانون الحكومي ببلدة بيت حانون، الواقعة في الناحية الغربية من إجمالي مساحة مكان المستشفى، مما أدي لإصابة المواطن بلال محمد السبع 34 عاما، بينما كان يتواجد داخل قسم الاستقبال والطوارئ المطل على الحديقة من الجهة الغربية، كما ألحقت عملية الاستهداف بالقذائف أضرارا في مباني المستشفى.
• في حوالي الساعة 8:10 صباح من صباح يوم 22/7/2014، قصفت المدفعية الإسرائيلية بقذائف دخانية مستشفى بيت حانون الحكومي، سقطت إحداها أمام قسم الاستقبال والطوارئ، مما أثار الذعر والهلع في صفوف العاملين والمواطنين المتواجدين داخل المستشفى. كما أدت لاشتعال النيران في الباب الرئيسي لمبني الإدارة.
• بتاريخ 19/7/2014 ، وفي حوالي الساعة 12:30 مساءً، أطلقت طائرات الاحتلال الحربية بدون طيار، صاروخاً باتجاه الطابق الثاني من المبنى الإداري في مستشفى بيت حانون الحكومي، وهو مخصص لقسم الأطفال، ما أدى إلى وقوع دمار جزئي، دون وقوع إصابات.
• في ساعات فجر يوم الأربعاء 16/7 / 2014، تم استهداف مبنى مستشفى الوفاء الطبي الخاص بالمسنين بصاروخ طائرة استطلاع وقذائف مدفعية، حيث لحقت بالمستشفى أضرار جزئية.
• بتاريخ 13/7/2014، وفي حوالي الساعة 6:00 مساءً، أدى قصف، طائرات الاحتلال الحربية، وتنفيذها لسبع غارت استهدفت أراضي زراعية وأراضي فضاء، في منطقة معن وحي المنارة ومحيط المستشفى الأوروبي، إلى إلحاق أضرار جسيمة في السور الخارجي للمستشفى الأوروبي.
• بتاريخ 12/7، نفذت طائرات الاحتلال الحربية، غارتين استهدفت أراضي زراعية في محيط العيادة الصحية في بلدة الفخاري شرق خانيونس جنوب القطاع، وقد تسببت الغارتين في وقوع أضرار مختلفة في العيادة الصحية.
• بتاريخ 9/7/2014، وفي حوالي الساعة 4:17 مساءً، أطلقت طائرات الاحتلال الحربي الإسرائيلي، صاروخين تجاه أراضي في محيط المستشفى الأوروبي جنوب شرقي خان يونس، ، وقد أدى ذلك إلى حدوث أضرار في المستشفى، من دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
وقد مثلت تلك الاعتداءات الصارخة تقويضاً لعمل رجال الطواقم الطبية وفرق الإسعاف، وحالت دون وصولهم إلى العشرات من الضحايا من القتلى والجرحى، وخاصة في صفوف السكان المدنيين، في العديد من مناطق القطاع التي تعرضت للأعمال العسكرية العدوانية. وقد نجم عن ذلك معاناة إضافية بين صفوف القتلى والجرحى، والذين تركوا دون أن تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليهم إلا بعد أكثر من 24 ساعة في الكثير من الأحيان. وقد فارق الحياة العديد من الجرحى الذين تركوا ينزفون في العديد من أحياء القطاع التي تعرضت لاجتياح القوات الحربية الإسرائيلية المحتلة. وعجزت فرق وطواقم الإسعاف، بما فيها عربات الدفاع المدني من الوصول إلى المنازل والمنشآت التي تعرضت لعمليات قصف أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها، في الغالب، من أجل انتشال الضحايا من القتلى والجرحى والمصابين، بسبب تمركز القوات المحتلة البرية فيها واستمرار عمليات قصفها جواً وبحراً أحياناً. وقد منعت تلك الطواقم من أداء مهامها الإنسانية رغم التنسيق المسبق المتكرر الذي كانت تقوم به، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ورفض قوات الاحتلال لفرق وطواقم الإسعاف، وفرق الإغاثة الإنسانية بالمرور الى المناطق المنكوبة. ويشتبه المركز، واستناداً إلى الحقائق والدلائل التي جمعها، إلى أن العشرات من الضحايا بين صفوف الجرحى في حي الشجاعية قد فارقوا الحياة لعدم حصولهم على العناية الطبية اللازمة من أجل إنقاذ أرواحهم من قبل القوات المحتلة.
في ضوء ما سبق فإن المركز الفلسطيني لحقوق الانسان يدعو المجتمع الدولي، وخاصة الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، إلى وقف مؤامرة الصمت المخجل، وقمع الانتهاكات الجسيمة، بما فيها جرائم الحرب التي لا تزال تمارسها القوات المحتلة ضد طواقم الإغاثة الإنسانية والفرق والطواقم الطبية في المنشآت الطبية الثابتة والميدانية، بما فيها عربات إسعاف ونقل القتلى والجرحى والمرضى، وعربات الدفاع المدني، ووقف استهداف المنشآت الطبية أو أية مواقع تحيط بها حفاظاً على سلامة المرضى والجرحى والعاملين فيها. كما يدعو المركز المجتمع الدولي للعمل الفوري من أجل وقف هذا العدوان وضمان تدفق إمدادات الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية إلى قطاع غزة، ووقف كافة أشكال استهداف فرق وطواقم الإغاثة الإنسانية.