المرجع: 98/2014
التاريخ: 23 يوليو 2014
التوقيت: 12:00 بتوقيت جرينتش
أكثر من 300.000 نازح/ة من منازلهم/ن هرباً من الموت
أكثر من 118.000 يلجئون إلى 77 مدرسة للأنروا في القطاع
يناشد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المجتمع الدولي، بما فيه الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، إلى التدخل العاجل من أجل الوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية العدوانية للقوات الإسرائيلية الحربية المحتلة. ويدعو المركز إلى توفير الحماية للسكان المدنيين من عواقب الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الإنساني الدولي، بما فيها عمليات القتل والتدمير واسع النطاق للممتلكات والأعيان المدنية. كما يدعو المركز المجتمع الدولي وكافة أجهزة الأمم المتحدة المتخصصة ووكالاتها إلى اتخاذ كافة الإجراءات من أجل وقف عمليات التهجير القسري الجماعي لسكان القطاع المدنيين، والتي تنفذها القوات الحربية الإسرائيلية المحتلة بإتباعها سياسة الأرض المحروقة في كافة أنحاء قطاع غزة منذ الأسبوع الأول للعدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع. ويحذر المركز من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية للسكان الذين باتوا بلا مأوى، أو افترشوا الأرض في مراكز الإيواء التي افتتحتها الوكالة لهم في مدارسها، ووسط ظروف تتردى فيها أوضاعهم الإنسانية، وبشكل يذكر تلك العائلات بالنكبة الفلسطينية في العام 1948.
ووفقاً لمتابعة المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وفي ظل استمرار العدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع، منذ 8/7/2014، اضطر مئات الآلاف من السكان إلى إخلاء منازلهم قسراً، خاصة مع إعلان القوات الحربية المحتلة عن بدء العمليات البرية في القطاع، منذ ليلة الخميس، الموافق 17/7/2014. وقد خلفت الأعمال العدوانية للقوات الإسرائيلية المحتلة الجوية، البحرية والبرية انتهاكات جسيمة، ترتقي لكونها جرائم حرب منظمة، دماراً واسعاً وشاملاً للمنشآت المدنية، بما فيها آلاف المنازل السكنية والمرافق الحيوية الرئيسية كإمدادات المياه والكهرباء والمرافق الصحية ومرافق الخدمات الحيوية اللازمة لحياة السكان المدنيين.
وحسب المعلومات التي جمعها المركز، فقد أخلى أكثر من 300.000 فلسطيني/ة منازلهم في أماكن سكنهم، وذلك بسبب العمليات الحربية التي أدت إلى دمار واسع في المباني السكنية في كافة أحياء، قرى، مخيمات ومدن القطاع، أو خشية من تعرض منازلهم للتدمير بسبب قصف منشآت أو منازل أخرى مجاورة.
ووفقاً لمصادر وكالة هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى(UNRWA)، بلغ عدد النازحين/ات أكثر من 118.000 فلسطيني/ة من سكان القطاع، ويتوزعون على 77 مدرسة للوكالة الدولية في كافة محافظات القطاع، رغم أن الطاقة القصوى الاستيعابية للأنروا لا تزيد عن 85.000 نازح/ة. ويكابد هؤلاء النازحون، ومعظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، أوضاعاً إنسانية سيئة، تفتقر للحد الأدنى من حق كل مواطن في مستوى معيشي لائق يحفظ كرامته، حيث يعانون من نقص شديد في الطعام، مياه الشرب النظيفة وخدمات الصحة البيئية. ومن ناحية أخرى، رصد باحثو المركز في كافة محافظات القطاع، حالات نزوح لعشرات الآلاف من سكان المناطق الحدودية في القطاع، والعديد من الأحياء التي تعرضت للهجمات الحربية الإسرائيلية والتدمير الواسع النطاق للمنازل، إلى منازل أقاربهم في وسط مدن القطاع في ظل انقطاع السبل بهم، وبعد أن وصلوا هرباً من عمليات القصف الجوي والبري والبحري للقوات الحربية الإسرائيلية المحتلة.
وقد بات قطاع غزة كله مباحاً للهجمات العشوائية التي تنفذها القوات الحربية المحتلة جواً، بحراً وبراً، وهو ما ينتهك حق السكان المدنيين في اللجوء إلى مكان آمن، ما يرتقي لكونه جرائم ضد الإنسانية. وتفيد معلومات المركز أن نحو 1000 شخصاً فقط هم من سمح لهم بالخروج من القطاع، منذ بدء الأعمال الحربية في القطاع، وهم الأجانب وحملة الجنسيات الأجنبية من سكان القطاع، وذلك عبر معبر بيت حانون” إيرز”، أو عبر معبر رفح الحدودي، والذين سمح بخروجهم قبل نحو 10 أيام. وقد أصبح كل سنتيمتر مربع في قطاع غزة مكاناً محتملاً للهجمات العشوائية للقوات الحربية الإسرائيلية المحتلة، ودون وجود أي ملاذ آمن للسكان المدنيين.
وفي تطور خطير أقدمت القوات الحربية الإسرائيلية على استهداف أحد مراكز الإيواء، التابعة للأنروا في وسط قطاع غزة. ففي حوالي الساعة 55 :4 من بعد ظهر يوم الاثنين، الموافق 21/7/2014، قصفت القوات الحربية المحتلة مدرسة بنات المغازي الإعدادية للاجئات في مخيم المغازي، والتي كانت تأوي نحو 300 نازح/ة معظمهم من الأطفال والنساء، ما أدى إلى إصابة طفل بجراح. وافادت الأنروا أن نفس المدرسة تعرضت للقصف بالقذائف في صباح يوم أمس، الثلاثاء، الموافق 22/7/2014، وذلك عندما توجه موظفوها في الصباح للتحقيق في الحادثة. وأفادت الأنروا في بيان رسمي أن عملية القصف الثانية قد تمت بعد إجراء التنسيق مع القوات الحربية المحتلة للسماح بحرية تنقل وعمل موظفيها الإنساني بنصف ساعة. وكانت القوات البرية المحتلة المتوغلة ببلدة بيت حانون، شمال القطاع، قد فتحت نيران أسلحتها الرشاشة، تجاه مركز إيواء، أقامته الأنروا في مدرسة ” أ ” و ” د ” الابتدائية المشركة، في منطقة قاعة الواد في نفس البلدة، ما أدي لإصابة السيدة مهدية نافذ جراد، 38 عاماً، بعيار ناري في الساعد الأيمن. وقد تكرر الاعتداء على تلك المدرسة في حوالي الساعة 3 من مساء أمس، الثلاثاء، الموافق 22/7/2014، عندما أطلقت مدفعية القوات الإسرائيلية المحتلة عددا من القذائف الدخانية في محيطها، ما أثار حالة من الفزع والرعب بين صفوف المئات من النازحين في تلك المدرسة. وتتم تلك الاعتداءات الحربية للقوات المحتلة على الرغم من المعرفة المسبقة لتلك القوات بكافة المواقع الجغرافية لمنشآت الأنروا، وكافة إحداثياتها الهندسية، ما يثير المزيد من الريبة والشك حول النية المسبقة لترويع النازحين فيها.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إذ يحذر من ازدياد تدهور الأوضاع الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والذين باتوا بلا مأوى، أو افترشوا الأرض في مراكز الإيواء، ووسط ظروف تتردى فيها أوضاعهم الإنسانية. ويخشى المركز من تكرار الويلات التي عاشها الفلسطينيون خلال النكبة الفلسطينية في العام 1948، فإنه يدعو:
• المجتمع الدولي، بما فيه الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب، إلى التدخل العاجل من أجل الوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية العدوانية للقوات الإسرائيلية الحربية المحتلة.
• توفير الحماية للسكان المدنيين من عواقب الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الإنساني الدولي، بما فيها عمليات القتل والتدمير واسع النطاق للممتلكات والأعيان المدنية.
• المجتمع الدولي وكافة أجهزة الأمم المتحدة المتخصصة ووكالاتها إلى اتخاذ كافة الإجراءات من أجل وقف عمليات التهجير القسري الجماعي لسكان القطاع المدنيين، والتي تنفذها القوات الحربية الإسرائيلية المحتلة بإتباعها سياسة الأرض المحروقة في كافة أنحاء قطاع غزة منذ الأسبوع الأول للعدوان الحربي الإسرائيلي على القطاع.
• المنظمات الإنسانية الدولية إلى توفير كافة الاحتياجات الإنسانية للسكان المدنيين النازحين، بما في ذلك الغذاء، الملابس، المياه، بما فيها الشرب النظيفة، خدمات الصحة البيئية والخدمات الصحية