المرجع: 37/2017
التاريخ: 08 مايو 2017
التوقيت: 11:30 بتوقيت جرينتش
إمعاناً بالعمل في سياسة توظيف القوة المفرطة، والمميتة ضد المدنيين الفلسطينيين الذين تشتبه قوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي بنيتهم تنفيذ عمليات طعن ضد أفرادها، قتلت تلك القوات في ساعات مساء أمس، الأحد الموافق 7/5/2017، طفلة فلسطينية عند مدخل باب العامود الجنوبي، في البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلة. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإذ يدين بأشدّ العبارات الممكنة هذه الجريمة البشعة، فإنّه ليؤكد أن اقترافها جاء في إطار إطلاق القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين العنان لجنود الاحتلال لاستباحة الدم الفلسطيني، وتشجيعهم على ذلك، مع استمرار المجتمع الدولي بمواصلة العمل بسياسة التسامح مع دولة الاحتلال في الجرائم التي تقترفها قواتها ضد المدنيين الفلسطينيين.
واستناداً لتحقيقات المركز، وما أفاد به شهود عيان لباحثته في المدينة المحتلة، ففي حوالي الساعة 7:00 مساء اليوم المذكور أعلاه، كانت الطفلة فاطمة عفيف عبد الرحمن حجيجي، 16 عاماً، من قرية قراوة بني زيد، شمال غربي مدينة رام الله، تسير على بعد 10 أمتار من حاجز شرطي متواجد بشكل شبه دائم على المدخل الجنوبي لساحة باب العامود. صرخ أحد جنود الاحتلال قائلاً: “سكين”، وعلى الفور أطلق الجنود الذين كانوا متواجدين في المكان النار باتجاه الطفلة بشكل مباشر. أسفر ذلك عن إصابتها بأكثر من 30 عياراً نارياً في كافة أنحاء جسدها، اخترق بعضها صدرها وخاصرتها من الجهة اليمنى، ما أدى إلى مصرعها على الفور. وأكد شهود عيان أنه، وبعد وقوع الطفلة على الأرض، تواصل إطلاق النار باتجاهها، ولم تتم محاولة إصابتها فقط، واعتقالها.
وفي أعقاب ذلك، انتشرت شرطة الاحتلال في المكان، وأغلقت محيط مكان إطلاق النار، ومنعت أي شخص من الوصول إلى الطفلة، وبقيت جثتها ملقاة على الأرض لأكثر من ساعة. كما واعتدى أفراد الشرطة على عشرات المواطنين بالدفع، ولاحقوا الطفل محمود أبو صبيح، 9 أعوام، ما أدى إلى وقوعه من علو في منطقة باب العمود، ونقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وهذا عممت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال الإسرائيلي، لوبا السمري، بيانا ادعت فيه أنّه “وفقا للمعلومات والتفاصيل الأولية المتوفرة كانت محاولة لتنفيذ عملية طعن من قبل شابة تم تحييدها دون تسجيل إصابات في صفوف قوات الشرطة”.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإذ يدين هذه الجريمة الجديدة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأودت بحياة الطفلة فاطمة حجيجي على خلفية الاشتباه بنيتها تنفيذ عملية طعن، فإنّه:
1) يطالب الأمم المتحدة بالعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة، والعمل على توفير ضمانات لحماية المدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.
2) يطالب الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، العمل على ضمان إلزام إسرائيل، كدولة عضو في هذه الاتفاقيات، بتطبيق اتفاقيات جنيف في الأرض الفلسطينية المحتلة.
3) يدعو الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف الإيفاء بالتزامها بالعمل على ضمان تطبيقها، وذلك بمد ولايتها القضائية الداخلية لمحاسبة مجرمي الحرب، بغض النظر عن جنسية مرتكب الجريمة ومكان ارتكابها، لتمهيد الطريق لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وإنهاء حالة الحصانة التي يتمتعون بها منذ عقود.
4) يناشد الدول، التي مدت ولايتها القضائية الداخلية لمحاسبة مجرمي الحرب من أي مكان، عدم الانصياع للضغوط الإسرائيلية الرامية إلى الحد من هذه الولاية بغية إبقاء حالة الحصانة التي يتمتع بها مجرمو الحرب الإسرائيليون.