المرجع: 39/2017
التاريخ: 13 مايو 2017
التوقيت: 09:30 بتوقيت جرينتش
في جريمة جديدة من جرائم الاستخدام المفرط للقوة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة على المدخل الرئيس لقرية النبي صالح، شمال غربي مدينة رام الله، مواطناً فلسطينياً، وأصابت ثلاثة آخرين، وذلك خلال مشاركتهم في المسيرة الأسبوعية التي يجري تنظيمها على المدخل المذكور. المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وإذ يدين بشدّة هذه الجريمة الجديدة، فإنّه يؤكد أن اقترافها جاء في إطار إطلاق القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين العنان لجنود الاحتلال لاستباحة الدم الفلسطيني، وتشجيعهم على ذلك، مع استمرار المجتمع الدولي بمواصلة العمل بسياسة التسامح مع دولة الاحتلال في الجرائم التي تقترفها قواتها ضد المدنيين الفلسطينيين.
واستناداً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وإفادات شهود العيان، ففي حوالي الساعة 1:30 بعد ظهر يوم أمس، الجمعة الموافق 13 مايو 2017، نظّم عشرات المدنيين الفلسطينيين المسيرة الأسبوعية على المدخل الرئيس لقرية النبي صالح، شمال غربي مدينة رام الله. شارك في المسيرة مواطنون من مناطق مختلفة تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين الذين يخوضون إضراباً مفتوحا عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي. رشق عدد من الفتية والشبّان جنود الاحتلال المتمركزين هناك بالحجارة والزجاجات الفارغة. وعلى الفور شرع جنود الاحتلال بإطلاق الأعيرة النارية، والأعيرة المعدنية المغلفة بطبقة رقيقة من المطاط، وأعيرة نارية من نوع (توتو)، تجاههم. وفي حوالي الساعة 2:30 بعد الظهر، اقترب عدد من الفتية والشبّان، وألقوا زجاجات حارقة تجاه الجنود المتواجدين على المدخل الرئيس للقرية. وفي تلك الأثناء كان ثلاثة جنود يعتلون سطح أحد المنازل السكنية غير المأهولة، فأطلقوا النار تجاههم، ما أسفر عن إصابة أربعة مدنيين، كان أحدهم المواطن: سبأ نضال عبيدي، 20 عاماً؛ من سكان مدينة سلفيت بعيار ناري (توتو) اخترق بطنه وخاصرته من جهة القلب. ركض المصاب حوالي 20 متراً وهو يصرخ قبل أن يسقط على وجهه، فيما أصيب الثلاثة الآخرون (المركز يحتفظ بأسمائهم خشية اعتقالهم) بأعيرة معدنية في الرأس. هرع عدد من الشبان لإنقاذ المصابين، ونقلوهم مباشرة إلى سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أقلتهم إلى مستشفى الشهيد ياسر عرفات في مدينة سلفيت، وهناك أعلن عن وفاة المواطن عبيد بعد إجراء عملية جراحية عاجلة له، وأدخل المواطنون الآخرون إلى قسم الطوارئ لتلقي العلاج، ووصفت المصادر الطبية إصاباتهم بالمتوسطة. وأكد شهود عيان لباحثة المركز أن مسافة إطلاق النار على المواطنين الأربعة كانت أقل من 20 متراً، وتمت بشكل مباشر. وتؤكد تحقيقات المركز أنه كان بإمكان قوات الاحتلال استخدام قوة أقل فتكاً بالمتظاهرين الذين اقتربوا من جنودها حيث أنهم لم يشكلوا أي خطر على حياتهم. كما وتؤكد التحقيقات السابقة للمركز أن العديد من المدنيين الفلسطينيين الذين أصيبوا بأعيرة معدنية من مسافات قريبة فقدوا حياتهم، ما يدلل على النية المبيتة لدى تلك القوات بإيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف المتظاهرين الفلسطينيين.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإذ يدين هذه الجريمة الجديدة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأودت بحياة المواطن عبيد، فإنّه: