مايو 16, 2017
وفاة الصياد محمد بكر متأثراً بجراحه، جنود البحرية الإسرائيلية أطلقوا النار عليه من مسافة 3 أمتار دون أن يشكل أي تهديد لحياتهم
مشاركة
وفاة الصياد محمد بكر متأثراً بجراحه، جنود البحرية الإسرائيلية أطلقوا النار عليه من مسافة 3 أمتار دون أن يشكل أي تهديد لحياتهم

المرجع: 41/2017
التاريخ: 16 مايو 2017
التوقيت: 11:00 بتوقيت جرينتش

توفي بعد ظهر أمس الصياد محمد ماجد فضل بكر متأثراً بجراحه التي أصيب بها، بعد أن فتح أفراد جنود قوات البحرية الإسرائيلية المحتلة النيران تجاه القارب الذي كان على متنه برفقة إخوانه وابن عمه في بحر شمال غزة، وذلك من مسافة 3 أمتار، وهو ما يشير إلى ارتكاب جريمة جديدة من قبل القوات المحتلة دون أن يشكل الصيادون أي تهديد لحياة أفراد القوات المحتلة، الأمر الذي يؤكد استمرار القوات المحتلة في سياسة استهداف حياة وسلامة الصيادين وحرمانهم من ركوب البحر بحرية حتى في نطاق المسافة المسموح لهم الصيد فيها.

ووفقاً لتحقيقات المركز، وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم أمس الاثنين، الموافق 15/5/2017، طارد زورق مطاطي لقوات الاحتلال الحربي الإسرائيلي، كان يرافقه زورق حربي آخر( الدبور)، وأطلق النيران تجاه أحد قوارب الصيد، الذي كان على متنه 4 صيادين، هم: عمران ماجد بكر، 33 عاماً وشقيقيه، فادي، 32 عاماً ومحمد، 25 عاماً، وابن عمهم الصياد محمد زياد حسن بكر، 32 عاماً، وجميعهم من سكان مدينة غزة، وذلك على عمق نحو 3 أميال بحرية من الشاطئ، قبالة الواحة شمال غرب مدينة غزة. وقد فر الصيادون بقاربهم تجاه الجنوب، غير أن الزورق المطاطي، والذي كان على متنه 8 جنود مسلحين ببنادق آلية، تابعوا مطاردة القارب، وتمكنوا من إصابته مباشرة في محركه، ما أدى إلى توقفه، قبالة مقر المخابرات غرب مدينة غزة، وإصابة الصياد عمران بعيارين معدنيين في الساق والبطن. وقام أحد جنود القوات البحرية بإطلاق النيران، ومن مسافة 3 أمتار تجاه الصيادين، ما أدى لإصابة الصياد محمد بكر بعيار ناري في أعلى البطن، وسقوطه على أرضية القارب وخروج جزء من أمعائه. وقد أجبر جنود البحرية الإسرائيلية الصيادين على نقل المصاب إلى القارب المطاطي في عرض البحر، وانطلقوا به تجاه مدينة المجدل. وقد أعلن عن وفاة الصياد محمد بكر في حوالي الساعة الرابعة والنصف من ظهر يوم أمس متأثراً بجراحه في مستشفى بارزيلاي، وتم نقل جثمانه إلى مستشفى الشفاء بغزة بعد إجراء التنسيق عبر دائرة الارتباط الفلسطيني.

وأفاد محمد زياد حسن بكر، 32 عام، باحث المركز بما يلي:

“أبحرت مع أبناء عمي عمران، فادي، ومحمد ماجد بكر، الساعة 8 صباحاً من ميناء غزة برفقة قارب صيد آخر على متنه 4 صيادين، ووصلنا إلى منطقة السودانية بعد ربع ساعة. كنا على بعد 3 أميال بحرية مقابل الواحة، وعلى بعد نحو ميل ونصف من حدود القطاع البحرية. بدأنا الصيد، ولاحظت زورق حربي إسرائيلي ويرافقه زورق مطاطي آخر قادماً من الاتجاه الشمالي وكانا يسيران تجاهنا بسرعة فائقة. قام الصياد عمران بتشغيل موتور القارب واتجه به جنوباً ووصلنا مقابل مقر المخابرات… شاهدت فجأة الزورق المطاطي يسير بسرعة فائقة تجاهنا إلى أن وصلنا في أقل من دقيقتين. شاهدت نحو 8 جنود بلباس البحرية الإسرائيلية، وكان بينهم 4 جنود يلبسون أقنعة على وجوههم. وصارت المسافة بيننا نحو مترين فقط. كان الزورق يطلق النار تجاهنا بشكل عشوائي. رأيت جنديان يطلقان النار تجاهنا ونحن نحاول الهرب وتفادي الرصاص. بعد نحو 10 دقائق أطلق الجنود النيران تجاهنا مباشرة من بعد 3 أمتار فأصيب فادي ماجد بكر، 32 عاماً، بعيارين مطاطيين، أحدهما أصابه في ساقه والآخر أصابه في بطنه. استمر الزورق في مطاردتنا وفجأة سبقنا واستدار نحونا وأطلق أحد الجنود النيران على موتور القارب فأصابه مباشرة. توقف القارب، وفي نفس الوقت سقط محمد مصاباً على أرضية القارب. أخذنا نصرخ على الجنود أن محمد أصيب. طلب منا أحد الجنود التقدم نحو مقدمة القارب، فيما استمر جنود آخرون في إطلاق النار أعلى رؤوسنا. حملت محمد الذي كان مصابا وكان جزء من أمعائه خارجة من أسفل القلب وكان يزبد، وهو في حالة غيبوبة. قام الجندي الذي كان يقود الزورق بالاقتراب من قاربنا وطلب مني حمله فحملته وقام جنديان بحمله ووضعه في القارب وسار الزورق بسرعة فائقة تجاه المجدل. وقام القارب الذي كان يرافقنا بقطر قاربنا الذي أصيب بنحو 6 عيارات نارية في المحرك وجسم القارب إلى أن وصلنا ميناء غزة بعد نحو ساعة، وفقدنا قطع الصيد.”.

يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة الجريمة الجديدة التي أدت إلى مقتل الصياد محمد بكر، ويؤكد أن ذلك يندرج في إطار استمرار الاعتداءات والجرائم المستمرة ضد الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة، بهدف ترويعهم ومنعهم من ممارسة حقهم في ركوب البحر والصيد بحرية، وعليه يدعو المركز:

  1. المجتمع الدولي، بما فيها الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، إلى التدخل من أجل الوقف الفوري لكافة الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصيادين، والسماح لهم بالصيد بحرية تامة في مياه القطاع.
  2. فتح تحقيق خاص بتلك الجريمة التي أدت إلى مقتل الصياد بكر دون أي يشكل وجوده أي تهديد على أمن وسلامة الجنود.
  3. الوقف الفوري لسياسة ملاحقة الصيادين، والسماح لهم بركوب البحر وممارسة عملهم بحرية تامة.
  4. إطلاق سراح الصيادين الفلسطينيين المعتقلين لدى السلطات الإسرائيلية المحتلة.
  5. تعويض ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية عن الأضرار الجسدية والمادية التي لحقت بهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *