المرجع: 90/2020
التاريخ: 19 سبتمبر 2020
التوقيت: 11:15 بتوقيت جرينتش
قتل طبيب أسنان فلسطيني يوم أمس الجمعة، بعد إصابته بنوبة قلبية حادة، إثر سقوط عدد من قنابل الصوت التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب منه، على مقربة من جدار الضم، جنوب غربي جنين، شمال الضفة الغربية. وكان الطبيب متوجهاً إلى عمله في عيادته بقرية تقع خلف الجدار.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 2:30 من بعد ظهر يوم أمس الجمعة، الموافق 18/9/2020، أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي، المكلفة بحراسة جدار الضم، قرب بوابة قرية الأقصر، القريبة من حاجز برطعة، جنوب غربي مدينة جنين، شمال ضفة الغربية، وابلاً من قنابل الصوتية والغاز، تجاه مجموعة من المواطنين الذين يحاولون اجتياز الفتحات في الجدار، ويعبرون إلى الجانب الآخر منه، أو يتوجهون للعمل داخل إسرائيل. سقطت عدة قنابل صوتية بالقرب من طبيب الأسنان، نضال “محمد أكرم” جبارين، 54عاماً، من سكان حي المراح في مدينة جنين، الذي كان يوجد على بعد حوالي 100 متر من بوابة الجدار، ويتجه إليها، بهدف الذهاب إلى عيادته في بلدة برطعة خلف الجدار. أدى ذلك إلى إصابته بنوبة قلبية حادة، نقل على إثرها إلى مستشفى الدكتور خليل سليمان الحكومي في مدينة جنين، ليعلن عن وفاته. علمًا أنه لم يكن يعاني من أي أمراض، وفق ما أفادت عائلته لباحث المركز.
يذكر أن الطبيب جبارين يملك عيادتين إحداهما في مدينة جنين، والأخرى في بلدة برطعة خلف الجدار، وقد افتتحها من مدة قريبة وكان متوجهاً لها، مروراً ببوابة الأقصر، إحدى فتحات الجدار، جراء الإغلاق الشامل الذي فرضته قوات الاحتلال من صباح الجمعة على الضفة الغربية، بسبب “عيد رأس السنة العبرية” ويستمر حتى منتصف ليلة الأحد-الاثنين المقبلة، إلى جانب الإغلاق الشامل الذي أعلن في إسرائيل بسبب جائحة كورنا ويستمر ثلاثة أسابيع.
ورغم أن قنابل الصوت والغاز، تستخدم في العالم كأداة لتفريق التظاهرات والتجمعات، إلاّ أنه كثيراً ما تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي بما يخالف المعايير الدولية التي تمنع إطلاقها بتصويب مباشر نحو البشر، وهو ما أدى في عشرات المرات لوقوع حالات قتل وإصابات بالغة. كما أن انفجار قنابل الصوت قرب المستهدفين تسبب في عدة مرات بفقدان مؤقت للسمع، فضلا عن تسببها بإصابات مباشرة أيضا.
ومن بين الحالات البارزة التي سبق أن وثقها المركز، مقتل رئيس هيئة الجدار والاستيطان في السلطة الوطنية الفلسطينية، زياد محمد أحمد أبو عين؛ 55 عاماً، بتاريخ 10/12/2014، بعد تعرضه للاعتداء وسقوط قنابل غاز أطلقها الاحتلال بالقرب منه خلال تظاهرة سلمية شرقي بلدة ترمسعيا، شمالي مدينة رام الله.
كما وثق المركز مقتل (9) مواطنين منهم (7) أطفال بعد إصابتهم بقنابل غاز مباشرة خلال مشاركتهم في مسيرة العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة، ومقتل (6) منهم طفل جراء الاستهداف بقنابل الغاز والصوت في الضفة الغربية منذ عام 2010.
وتحتوي القنبلة الصوتية على مادة متفجرة قوامها الماغنسيوم، يتم إشعاله من خلال صاعق، وتنفجر مصحوبة بوهج ساطع لمدة ثوان قليلة، وتسبب في إحداث صوت انفجاري قوي يتراوح بين 160 و180 ديسيبل وهو يفوق قوة تحمل أذن الإنسان في الكثير من الأحيان، خاصة إذا سقطت في مكان قريب أو أماكن مغلقة. وغالبًا يؤدي انفجار القنبلة الصوتية على مقربة من الأشخاص إلى صمم وقتي لديهم، فضلًا عن تأثيرها على سوائل الأذن، مما يؤدي إلى فقدان الإنسان لتوازنه[1].
يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المنهجية استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز والصوت ضد المدنيين الفلسطينيين، بما يخالف معايير إطلاق النار وتفريق التجمعات، ويرى فيها دليلاً جديداً على استهتار تلك القوات بحياة هؤلاء المدنيين.
ويكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً أن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب ِالبروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.
[1] لتفاصيل أوسع انظر: https://campaigns.acri.org.il/crowd-control-weapons-ar/