أكتوبر 1, 2021
مقتل مواطنة ومواطن برصاص الاحتلال في القدس الشرقية المحتلة وشرق قطاع غزة
مشاركة
مقتل مواطنة ومواطن برصاص الاحتلال في القدس الشرقية المحتلة وشرق قطاع غزة

المرجع: 124/2021

التاريخ: 1  أكتوبر 2021

التوقيت: 10:00 بتوقيت جرينتش

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنة ومواطن فلسطينيين، يوم أمس، قرب أحد أبواب المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، وشرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. تعكس عمليتا القتل تساهل قوات الاحتلال غير المبرر في تعليمات إطلاق النار والاستهتار بأرواح المواطنين الفلسطينيين، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد حالات القتل منذ بداية العام.

في القدس الشرقية، قتلت مواطنة، بعد تعرضها لإطلاق نار من قوات الاحتلال بدعوى محاولتها تنفيذ عملية طعن لأحد أفراد شرطة الاحتلال قرب باب السلسلة المؤدي للمسجد الأقصى. وتؤكد التحقيقات، أنه كان بإمكان قوات الاحتلال السيطرة على المواطنة المذكورة، دون استخدام قوة مميتة.

ففي حوالي الساعة ٦:٣٠ صباح يوم الخميس ٣٠/٩/٢٠٢١، أطلقت شرطة الاحتلال الاسرائيلي النار تجاه المواطنة إسراء خالد عارف خزيمية، ٣٠ عاماً، من سكان بلدة قباطية في محافظة جنين، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن بالقرب من باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، ما أدى إلى إصابتها بعدة أعيرة نارية، أدت إلى مقتلها في مكان الحادث.  وادعت الشرطة الإسرائيلية، أن قواتها اشتبهت في فلسطينية من سكان قباطية، وخلال عملية الفحص والتعرف على هويتها، سحبت سكينًا وحاولت طعنهم، لكنهم أطلقوا النار عليها وقاموا بتحييدها.

وفي أعقاب الحادث أغلقت قوات الاحتلال جميع أبواب المسجد الأقصى وأبواب سور مدينة القدس، ومنعت المواطنين والطلاب من الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم، وأعاقت مرورهم لأكثر من ساعة.

وفي شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدنيًّا فلسطينيًّا خلال عمله على نصب شبكة لصيد العصافير على بعد عشرات الأمتار من الشريط الحدودي. وجاء إطلاق النار عليه رغم أنه كان في مكان مكشوف، ولم يشكل خطرًا أو تهديدًا على حياة تلك القوات، وبالتالي لم يكن هناك أي مبرر لمقتله، علمًا أنه اعتاد العديد من المواطنين الوصول للمنطقة لنصب الشباك وصيد العصافير في هذا الموسم.

ووفق تحقيقات المركز، في حوالي الساعة 10:30 صباح يوم الخميس الموافق 30/9/2021، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون داخل الشريط الحدودي مع إسرائيل، شمال شرق البريج، النار تجاه مجموعة مواطنين يعملون في صيد العصافير، على مسافة قرابة 100 متر غرب الشريط الحدودي. أسفر إطلاق النار عن إصابة أحد الصيادين، وهو محمد محمد عبد الكريم أبو عمار، 40 عاما، من سكان البريج، وهو متزوج، بعيار ناري في الرقبة أدى إلى مقتله على الفور. نقل إثرها إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بسيارة إسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ثم حول إلى مستشفى الشفاء بغزة لعرضه على الطب الشرعي.

وأفاد محمود صقر محمد أبو عواد، مواليد 1990، من سكان غزة الشاطئ، وهو أحد شهود العيان لباحث المركز بما يلي:

“في حوالي الساعة 6:00 صباح الخميس 30/9/2021، توجهت لصيد العصافير على مقربة من الشريط الحدودي شمال شرق البريج، وكان هناك مواطنون آخرون يعملون على الصيد أيضاً. في حوالي الساعة 10:30 أو 10:45 صباحاً، بينما كنت أنا وأحد أفراد الضبط الميداني على بعد 80 متراً غرب السياج الشائك اللولبي شمال شرق البريج، وكان محمد أبو عمار، أمامي شرقا حوالي 50  أو 60 متراً، يقوم بنصب وتجهيز شبكة صيد العصافير (أي كان محمد على مسافة 30 متراً غرب السلك اللولبي شمال شرق البريج)، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي المتمركزون داخل الشريط الحدودي النار تجاهنا، فهربت أنا تجاه شارع جكر غرباً، حيث موقع الضبط الميداني الذي أبلغنا أن محمد قد أصيب. اتصلنا على الإسعاف وحضرت سيارة إسعاف للهلال الأحمر خلال حوالي 20 دقيقة، وتوقفت على شارع جكر، وأبلغنا ضابطا الإسعاف أنهما لا يستطيعان التوجه إلى مكان الحادث إلاّ بتنسيق مسبق، فتوجه شاب من الضبط الميداني إلى المكان الذي فيه محمد ثم نادى على آخر وأخذ الحمالة

من سيارة الإسعاف، وحملا محمد عليها وسارا به إلى شارع جكر، ووضعاه بسيارة الإسعاف التي نقلته إلى مستشفى شهداء الأقصى، وأنا غادرت وعدت إلى منزلي في مخيم الشاطئ.”

وأفاد ضابط إسعاف في الهلال الأحمر، لباحث المركز، أنهم تلقوا إشارة بإصابة أحد المواطنين شمال شرق البريج بالقرب من الشريط الحدودي (منطقة أبو قطرون) الساعة 11:58 صباحا، فتوجهت سيارة إسعاف إلى المنطقة، وتوقفت على شارع جكر (يبعد 300 م عن الشريط الحدودي) وقام أفراد (الضبط الميداني) بنقل محمد أبو عمار، من مسافة قرابة 100 متر، وكان قد فارق الحياة إثر إصابته بعيار ناري في رقبته، ونقل إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، حيث أعلن عن وفاته رسمياً.

ولاحقًا، أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن استطلاعات الجيش رصدت ثلاثة فلسطينيين اقتربوا من الشريط الحدودي في قطاع غزة، وشوهد أحدهم يحفر في الأرض ويحمل حقيبة مشبوهة، وفي اعقاب الرصد أطلقت قوات الجيش النار باتجاهه وأن الحادث قيد التحقيق.

تؤكد تحقيقات المركز، أن المنطقة التي وقع بها قتل الصياد أبو عمار مكشوفة تماماً لقوات الاحتلال، واعتاد العديد من المواطنين العاملين في صيد العصافير الوصول إليها، ونصب شباكهم فيها للصيد، وبالتالي لم يكن هناك أي مبرر لاستهدافه من تلك القوات.

يشير المركز إلى تصاعد جرائم القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين، وأن هذه الجرائم تتم غالباً دون أي مبرر وبما يخالف معايير إطلاق النار، أي دون وجود ما يشكل أي خطر أو تهديد على حياة الجنود.

وعليه يدعو المركز المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية إلى ضم جرائم القتل الأخيرة إلى التحقيق الذي تجريه حول جرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، وضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *