المرجع: 131/2021
التاريخ: 6 نوفمبر 2021
التوقيت: 11:00 بتوقيت جرينتش
قتل طفل فلسطيني، مساء أمس، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية دير الحطب شرق نابلس، شمال الضفة الغربية. وتؤكد تحقيقات المركز أنه لم يكن هناك أي تهديد أو خطر يستهدف جنود الاحتلال لحظة استهداف الطفل، وبالتالي تعكس هذه الجريمة تساهل قوات الاحتلال غير المبرر في تعليمات إطلاق النار والاستهتار بأرواح المواطنين الفلسطينيين، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع ملحوظ في عدد حالات القتل منذ بداية العام. فمنذ بداية العام، قتل 32 مواطنًا، بينهم 8 أطفال في قمع تظاهرات ومواجهات مع الاحتلال في الضفة الغربية.
ووفق تحقيقات المركز، ففي حوالي الساعة 4:50 مساء يوم الجمعة الموافق 5/11/2021، أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي أعيرة نارية تجاه مجموعة من الأطفال، كانوا يحاولون إلقاء الحجارة تجاه الشارع الالتفافي، حيث يوجد هناك مدخل لمستوطنة ألون موريه، ومعسكر لقوات الاحتلال، على مدخل قرية دير الحطب شرقي نابلس. أسفر ذلك عن إصابة الطفل محمد أمجد دعدس، 13 عاماً، بعياري ناري في البطن، وسقط على الأرض. حمل الأطفال المصاب مسافة تقدر بنحو 400 متر، من بين أشجار الزيتون، ومن هناك نقل الطفل المصاب عبر مركبة مدنية باتجاه مستشفى رفيديا في نابلس، حيث قابلتهم في الطريق سيارة إسعاف أكملت نقله للمسشفى، ليعلن عن وفاته رسميًّا. والطفل القتيل من سكان مخيم عسكر الجديد، شمال شرق مدينة نابلس، وهو طالب في مدرسة محمد أمين السعدي الثانوية.
وأفاد شاهد عيان لباحثة المركز، أنه منذ بدء موسم قطف الزيتون قبل أسابيع، وإثر تضييق الاحتلال على المواطنين الذين يعملون في قطف الزيتون، يتجمع شبه يوميا مجموعة من الفتية والأطفال ويرشقون الحجارة تجاه الشارع الالتفافي الذي تستخدمه قوات الاحتلال والمستوطنون، وعادة تأتي دورية للاحتلال وتطلق قنابل الغاز تجاههم ويتفرقون، وتكون المسافة بينهم تقدر بعشرات الأمتار. ولكن في هذا اليوم أطلق الجنود أعيرة نارية تجاه أربعة من الأطفال اقتربوا من الشارع لرشق الحجارة وأصابوا أحدهم بجروح في بطنه ما أدى إلى مقتله.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال أن “مثيري الشغب” ألقوا الحجارة باتجاه الجنود الذين ردوا باستخدام وسائل لتفريق المظاهرات والذخيرة الحية”.
تؤكد تحقيقات المركز، أن الأطفال لم يكونوا يشكلون أي خطر أو تهديد جدي على حياة قوات الاحتلال، وجرى إطلاق النار تجاههم دون أي مبرر وبما يخالف معايير إطلاق النار على المتظاهرين.
ويشير المركز إلى تصاعد جرائم القتل التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين خاصة الأطفال منهم، بما في ذلك استخدام القناصة وإطلاق النار المباشر بهدف القتل وإيقاع الأذى والإصابات الخطيرة، دون أي مبرر.
يكرر المركز دعوته المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال، ويجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، وضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأرض المحتلة.